تحمّل المسؤولية
يجب أن يتحمل الصحفيون المسؤولية شاءوا أم أبوا. والعمل كصحفي في مؤسسة إخبارية يحمل في طياته مسؤولية تجاه جمهور المؤسسة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. ويمكن القول إن الصحافة التي لا تتحلى بالمسؤولية تجاه المجتمع ليست أكثر من وسيلة ترفيه.
إن بي بي سي كمؤسسة صحفية لديها التزام خاص بالمسؤولية أمام المجتمع. فالمؤسسة تمول من مال عام هو حصيلة الضريبة المفروضة على اقتناء أجهزة التلفزيون في المملكة المتحدة. ولهذا يتعين على جميع الصحفيين في بي بي سي تهيئة أنفسهم لتحمل مسؤولية قراراتهم أمام جمهورهم. صحفيو بي بي سي أيضا لديهم مسؤولية أخرى وهي تقديم الخدمة الصحفية لقطاع واسع من المتلقين ذوي الاهتمامات والمصالح والخلفيات الثقافية المتباينة إضافة إلى اختلاف مستويات الاهتمام بالقصص الرئيسية يوميا.
بي بي سي تؤدي ذلك عبر الوسائل الآتية:
– تقديم الأخبار والمعلومات بوضوح وبأسلوب ملائم لطبيعة الخدمة التي تقدمها المؤسسة
– عدم الإقلال من شأن الجماهير
– محاولة تفسير ما حدث ومدى أهميته وكيف يمكن فهمه بأسلوب يلقي الضوء على ذلك الحدث ويمكن المتلقين من التواصل معه
– توقع تحمل المسؤولية عن القرارات التحريرية والاختيارات أمام الجماهير
– تصحيح الأخطاء والاعتذار عنها
لكن تحمل المسؤولية لا يعني تسليم الجمهور زمام القيادة أو تقديم الصحافة التي يريدون مشاهدتها أو سماعها، كما انه لا يعني تجنب اتخاذ القرارات. إنه يعني القدرة على تحمل المسؤولية عن القرارات التحريرية التي تتخذها، والقيام بذلك بطرق من شأنها إقناع حتى المتلقين الذين لا يتفقون مع قراراتك بأن لديك أسبابا وجيهة تبرر خيارك، وأن تكون هذه الأسباب متفقة أيضا مع قيم بي بي سي.
ولا توجد مؤسسة إخبارية أو صحفي بطبيعة الحال يحالفه الصواب دائما. فمع صعوبة مهمة تقديم الأخبار بدقة ونزاهة وموضوعية، قد تقع في الخطأ تحت ضغط عامل الوقت لأنك تريد تحقيق السبق الصحفي. وأحيانا يتخذ قرار بناء على تقييم للموقف تحت ضغوط زمنية، أو يقدم استنتاج سريع للحاق بالتوقيتات النهائية المحددة. وقد يبث مقطع مسموع او مرئي لا يعكس المعنى الحقيقي لما قيل بالفعل. وبالنسبة لمعظم الصحفيين يكون قول كلمة (آسف) أصعب شيء عليهم، ولكن الاستعداد للاعتذار بسرعة وبشكل واضح عند ارتكاب خطأ هو جزء من بناء الثقة والحفاظ عليها.
الخبرة والتعلم
الصحفيون مثل الآخرين يتعلمون من الأخطاء، وإذا لم تقر بالأخطاء وتتحمل المسؤولية عنها فلن تتعلم منها. إن بي بي سي مؤسسة ممولة من المال العام ولهذا فالصحفيون العاملون بها بحاجة أكبر من الاخرين لأن يسألوا أنفسهم السؤال الآتي: ” ما الذي أتوقع حدوثه حين اتقدم بشكوى إلى مؤسسة ممولة من المال العام، مؤسسة أساهم انا شخصيا في تمويلها؟”. على الأقل أنت تتوقع تفسيرا، وإن كان هناك خطأ ارتكب فإنني أتوقع اعتذارا.
في الوضع المثالي وبالتحديد في التغطيات الإخبارية الحية او الاخبار على شبكة الإنترنت يجب تصحيح الأخطاء فور اكتشافها. الجمهور يدرك أن معلومات القصص الإخبارية تتجمع تدريجيا وأي تسرع في تقديم استنتاجات او تفسيرات قد تنقصه الدقة. من جهة اخرى لم تعد الاخبار مادة عابرة تنتهي بمجرد تلقي اخبار اليوم الجديد، فمواقع الإنترنت تحتفظ بهذه المواد وتتيح استعادتها في أي وقت، وهكذا أصبحت الاخبار دائمة والأخطاء ايضا إذا لم تصحح.
الشكاوى
إذا تلقيت شكوى فمن المهم أن تقوم بالآتي:
– تعامل معها وفق الإجراءات المتبعة بالمؤسسة بشأن الشكاوى وتذكر أن هذا سيحميك من تكرار الشكاوى من أشخاص آخرين حول نفس الموضوع.
– رد بهدوء وأدب بغض النظر عن لهجة مقدم الشكوى ولا تتسرع في إرسال بريد إلكتروني أو إجراء مكالمة هاتفية.
– اطلع المشتكي باستمرار على آخر التطورات، وإذا كنت ستقوم بمراجعة الخلفيات أو الحقائق فيجب ان تقول ذلك وتحدد متى تأمل في الحصول على النتائج.
– إذا كان مقدم الشكوى على حق، اعلن ذلك بصراحة ووضوح مشيرا إلى ما ستقوم به حيال ذلك.
– إذا كان مقدم الشكوى مخطئا أو أن هناك خلافا مشروعا في الرأي، فيجب ان تعلن ذلك أيضا وتؤكد ثقتك في أنك على صواب.
– دون الملاحظات بحرص فالشكوى يمكن تصعيدها.
المصدر: بي بي سي