برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة السابعة
السلام عليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة السابعة من برنامج شذرات اخلاقية تقبلو مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع.
للحياة وجهان مختلفان كل من يختار الوجه الذي يراه بها . وجه مضيئ واخر معتم ونحن من نختار خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم لنرى الفرق بين الرؤيتين.
دخل شخصان حديقة. فنظرا إلى وردة جميلة على غصن أخضر فهمّ أحدهما بقطفها فأصابه وخز شوكها فصرخ قائلاً ما أقسى الحياة وما أشقانا بها! .. حتى الورد قد أحاط به الشوك فلا نستمتع به.
أما الثاني فقال لله در الحياة ما أجملها وما أروعها حتى الشوك وضع بينه الورد الجميل.
ونظرالشخصان منن النا فذة فتوجّه بصر الثاني إلى السماء وقال: ما أروع النجوم وما أصفى السماء؟
ونظر الآخر إلى الأرض فلم ير إلاّ وحلاً.
وهكذا هم الناس في نظرتهم للأشياء والحياة عموماً .. فكل شيء في الحياة له وجه جميل وزوايا مشرقة
والعاقل هو من يأخذ أجمل الأشياء ويثمنها ويتجاهل ما أمكن . والسعادة الحقيقية هي فن الاستمتاع بما تملك والقدرة على رؤية نواحي الجمال فيه
احبتي المستمعين هكذا هي لحياة كل منا يراها بوجهة نضره فرغم جمالها واملها المشرق .هناك من لايرى فيها غير الصعاب والمتاعب مهما سهلت حياته .وهناك من يرى انها الاجمل مهما صعبت تعالو نستخلص هذا المعنى من القصة التالية….
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان كبيران في السن في غرفة واحدة.. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يومياً بعد العصر . ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال اليوم .
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً ، وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي.. في الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس. يبحرون بها في البحيرة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين.
وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول وتعجب لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل.. فحزن على صاحبه أشد الحزن، وفكر في أن يستعيد تلك المشاعر الجميلة التي كانت تصاحبه أبان كان ذاك الزميل يصف له وقرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر إلى العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!! . لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه؟ فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ألست فرحا إذا جعلت الآخرين سعداء؟ تذكر أنك إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك أكثر والناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك .
وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته……