برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة الرابعة عشر
السلام عليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة الرابعة عشر من برنامج شذرات اخلاقية تقبلوا مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع.
إنّ الثقة بالله عز وجل هي أحد ركائز وأسس الإيمان فمن ثقة الإنسان بالله ثقته بكل ما أوحى به الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم فهذه أول مظاهر ثقة العبد بالله عز وجل، وعند المصائب على العبد الثقة بنصر الله عز وجل له عند الظلم وبأنّ الفرج قادم لا محالة حتى مع اشتداد الظُلم فلا أشد من ظلمة يونس عليه السلام في بطن الحوت حينما فرج الله عز وجل عليه مصيبته .خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم…………
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها..
ونجا بعض الركاب..
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة.
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه
و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب،
و يشرب من جدول مياه قريب و ينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى
فيه من برد الليل و حر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على
بعض أعواد الخشب المتقدة. و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما
حولها.
فأخذ يصرخ:
“لماذا يا رب؟
حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا و أنا غريب فى هذا المكان،
والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه…
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!!”
و نام الرجل من الحزن و هو جوعان، و لكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره..
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه
فأجابوه:
“لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ”
إذا ساءت ظروفك فلا تخف..
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به..
و عندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله يسعى لانقاذك..
الطموح هو الطاقة الروحية في حياة الإنسان وهو الخطة العقلية التي تنظم حياتنا، والتي تدفعنا نحو المستقبل، ولا قيمة لوجود الإنسان إن لم يكن طموحاً،النجاح هو من أجمل الأشياء التي ينتظرها الإنسان بحياته وبكل أمر من أموره الشخصية، والنجاح فرحته لا تقدر بثمن وتقاس بمكيال،وان لانبقى ساكنين حين الفشل لكي ننجح ونسعى لطموحنا علينه المحاولة والتفكير .خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع للقصة التالية…..
في قديم الزمان كان هناك رجل يصنع قماش للمراكب الشراعية، وكان يقضي طوال العام في عمله يقوم بصنع كميات كبيرة جداً من القماش حتي يبيعه لأصحاب المراكب بعد ذلك، وفي سنة من السنوات، وبينما هو ذاهب لبيع انتاج السنة التي قضاها في صناعة القماش، سبقة أحد التجار إلي اصحاب هذه المراكب وباع لهم اقمشته، وعندما وصل الرجل إلى هناك وجد الجميع قد اكتفى وأخذ ما يلزمة من القماش، فكانت الصدمة الكبرى له، ضاع كل تعبه وفقد تجارته وأضاع رأس ماله .
جلس الرجل حزين يفكر في حاله وماذا يفعل ليخرج من هذا المازق الكبير، وكان الجميع حوله يسخرون منه ومن وضعه المخزي، اقترب منه احد الرجال وقال ساخراً : اصنع من قماشك سراويل وارتديها، وسار وهو يقهقه، في البداية انزعج الرجل المسكين كثيراً من مزحة الرجل الثقيلة الذي يسخر من حاله، ثم بعد ذلك خطرت على باله فكرة رائعة، وبالفعل فكر في ان يقوم بصناعة السراويل لأصحاب المراكب من كل كمية القماش الكبيرة التي معه، ومن ثم يقوم ببيعها ويأخذ الربح .
صاح الرجل منادياً : من يريد سروالاً من قماش قوي يتحمل طبيعة عملكم القاسية ويقية البرد والمطر ؟ فأعجب الناس سريعاً بالسراويل القماشية وقاموا بشراءها، فوعدهم الرجل بصنع المزيد والمزيد في السنة المقبلة، وهكذا بدأ في العمل في صناعة السراويل وأدخل بعض التعديلات مثل الجيوب لبعض النقود حتى تستوفي كل احتياجات العمال ويفضلون ارتدائها دائماً، وبهذه الطريقة تمكن هذا الرجل المكافح من تحويل الأزمة إلي نجاح ساحق .
العبرة من القصة : الأزمة لا تجعل الانسان يقف في مكانه.. لكن استجابتنا لها وردود افعالنا هي ما تجعلنا نتقدم أونتراجع الى الخلف .
وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته