البرامج

برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة الخامسة عشر

السلام عليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة الخامسة عشر من برنامج شذرات اخلاقية تقبلوا مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع.

التقربُ من الله تعالى، من الأشياءِ الواجب على كلّ إنسانٍ فعلُها، لأنّ اللهَ تعالى هو الذي خلقَنا، وهو الذي يسّرَ لنا سُبلَ الحياة لنعيش فيها، وعبادته وطاعته واجبٌ على جميع الخلق؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى صاحبُ الفضل على جميعِ المخلوقات، والتقرّب منه غنيمةٌ وفوزٌ بالجنة، والبعد عنه إثمٌ يجلبُ الخزي والندامة، والتقرب إلى الله تعالى يحتاجُ إلى الإخلاص في النيّة، والعزيمة والإرادة والله سبحانه وتعالى يرزقنا على صدق النية بغض النظر عن الحاجه للعمل خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم……..

يحكى ان كان هناك ملك يعيش مع ابنته الوحيدة في قصره الكبير، وكان باله دائماً مشغولاً بها فكان يحبها حباً شديداً، وعندما اقتربت الأميرة الجميلة من سن الزواج، أخذ يفكر الملك في فراشة كل ليلة لمن سيزوج ابنته الأميرة الرائعة ومن سيجلس على العرش من بعده .. كان مشغولاً كثيراً بمستقبل ابنته وبالشاب المناسب لها الذي يسعدها ويحافظ عليها ويكون صهره الوفي العزيز .

في ليلة من الليالي نادى الملك أحد وزراءه وطلب منه الذهاب ليلاً الى المسجد ليبحث بين المصلين عن شاب يصلح لان يكون زوجاً لإبنته، شاب فضل الدعاء والمناجاة والتقرب إلى الله عز وجل على النوم، فهذا هو الأمير المستقبل الجدير بالزواج من ابنته، وبالفعل خرج الوزير من القصر متجهاً إلى المسجد ليبحث عن شاب بهذه المواصفات التي ذكرها له مولاه الملك ليكون زوج المستقبل لإبنته الاميرة .

لسوء الحظ في هذه الليلة تحديداً، قرر لص محتاج لايملك شيئ من النقود لكي يجلب الطعام الى امه العجوز واخته الصغيرة أن يدخل إلى المسجد حتي يتمكن من سرقة المصلين اثناء انشغالهم بالصلاه، فوصل إلى المسجد قبل وصول الوزير وجنوده، ولكنه وجد باب المسجد مغلقاً، فتسلق الجدران وقفز داخل المسجد، وبدأ يبحث عن أى شئ ثمين من محتويات المسجد يبيعه ويستفيد بثمنه، وخلال ذلك سمع صوتاً وكأن أحداً يحاول فتح باب المسجد، تحير كثيراً حينها أين يذهب ولكنه فكر سريعاً وقرر أن يمثل كأنه يصلي .
في هذه اللحظة فتح الجنود الباب ووجدوا هذا الشاب يصلي، فقال الوزير في تعجب شديد : سبحان الله، من شدة شوق هذا الشاب للصلاة ورغبته في المحافظة عليها، دخل المسجد متسلقاً الجدران عندما وجد الباب مقفلاً ليؤدي صلاته، وأمر الجنود أن يحضروه بمجرد أن ينتهي من صلاته، كان اللص من شدة خوفه بمجرد أن ينتهي من صلاة يبدأ بالأخرى حتي لا يمسكون به، والجنود ينظرون إليه في تعجب من شدة تقواه وإيمانه وتعبده لله تعالى، ولم ينتهي اللص من الصلاة حتى أمرهم الوزير عندما طال انتظاره أن ينتظروا لانتهائه من الصلاة ويمسكوا به بسرعه قبل البدء بركعه أخرى من صلاة جديدة وبالفعل هذا ما حصل .
أحضروا الجنود اللص الي قصر الملك وعندما سمع الملك عن صلواته ومناجاته وعبادته المتواصله قال له في فخر : – لعلك الشخص الذي ابحث عنه منذ مدة ، ولتقواك وايمانك سازوجك ابنتي الوحيدة لتصبح اميراً، بهت الشاب ولم يجيب من شدة المفاجأة وهو لا يصدق ما تسمعه اذناه، وعندما انتهى الملك من كلامه عن اعجابه به وبايمانه الشديد وصفاته الرائعة، أنزل الشاب رأسه في خجل وهو يقول في نفسه : الهي جعلتني امیراً و زوجتني ابنة الملک لصلاة مزيفة تصنعتها .. فكيف كانت هديتك لو أني عبدتك مخلصاً مؤمناً …؟

أن الاخلاص بالعمل ان يستشعر المسلم في عمله مراقبة الله تعالى له، فالله سبحانه وتعالى مطلع على النفوس ونواياها، فالمسلم تراه يخلص في عمله ليقينه بأن الله تعالى يراه وينتظر منه أن يكون مخلصاً في عمله صادقاً مع الناس، أميناً معهم.
بينما ترى الإنسان الذي لا يستشعر مراقبة الله تعالى يقوم بأعماله بدون إخلاص أو أمانة، فيغش الناس، ويخون الأمانة وهو لا يدرك أن الله تعالى يبارك في الرزق الحلال الطيب، كما يبارك في العمل الصالح الصادق الذي تتوفر فيه فضيلة الإخلاص خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع للقصة التالية………..
يحكى أن كان هناك راعي اغنام بسيط يدعى كريم، وكان يرعى اغنام أحد الاغنياء، ويأخذ جزاء عمله أجرته اليومية خمسة دراهم، وذات يوم استدعى الرجل الغني الراعي وأخبره انه ينوي بيع الاغنام في أقرب وقت لأنه سيسافر خارج البلاد، وأعطى الراعي مبلغ كبير من المال نظير خدمته له ورعايته لأغنامه طوال سنوات، إلا ان الراعي كريم رفض أن يأخذ هذا المبلغ قائلاً : أرجوك لا تحرجني يا سيدي، لقد أخذت نظير عملي أجرتي اليومية ولن أخذ غيرها .
تعجب الغني من تصرف الراعي، واعجب كثيراً بأخلاقه ورضاه فدعا له بزياده ماله والبركة فيه، وهكذا سافر الغني تاركاً الراعي المسكين بدون عمل او مال يقتات به حتى يجد عمل جديد .
بدأ الراعي يبحث عن عمل جديد على الفور حتي وصل إلى قرية وجد بها كثير من الناس متجمهرين امام تاجر كبير يبدو عليه الفخامة والغنى، فاقترب الراعي من الناس وسألهم عن سبب تجمهرهم أمامه، فأجابه أحدهم : هذا التاجر الغني يعطيه الناس كل ما لديهم من أموال فيسافر ويتاجر بها ويجلب لها المزيد من البضائع والارباح العظيمة .
فكر الراعي قليلاً، ثم قرر أن يذهب إلى التاجر ويعطيه الخمسة دراهم التي يملكها وكانت هي آخر خمسة دراهم أخذها من عمله، وطلب من التاجر أن يأتيه بأرباح ويشتري له شيئاً ينفعه ويتاجر به، نظر التاجر إلى الراعي وقرأ في عينيه الصدق والوفاء فقال له : لك ما تريد .

سافر التاجر وبدأ يتاجر في أموال الناس ويشتري لهم ما يطلبون ولم يبقي معه سوي خمسة دراهم للراعي، فرأى قطاً سميناً أراد صاحبه أن يبيعه لأنه يأكل كثيراً، فاشتراه التاجر وعاد إلى بلاده، وفي الطريق مر على قرية ورآه سكان القرية وبيده القط، فطلبوا منه أن يبيعهم إياه حتى يخلصهم من الفئران التي تأكل محاصيلهم، وانهم على استعداد لشراء بوزنه ذهباً، فوافق التاجر وعاد إلى بلده وأعطى لكل شخص أمانته، ثم أخذ التاجر واستحلفه بالله أن يخبره بسر الخمسة دراهم هذه، فقص عليه الراعي ما حصل معه ودعاء الغني له، فقال له التاجر : عوضك الله خيراً لأنك رضيت برزقك الحلال ولم ترض زيادة على ذلك، وأعطاه الذهب .
وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق