البرامج

برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة السادسة عشر

السلام عليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة السادسة عشر من برنامج شذرات اخلاقية تقبلوا مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع.
الكذب هو من الأمور السيئة التي يتعامل بها بعض الأشخاص، والكذب يؤدّي الإنسان إلى خسارة أشخاص مقرّبين، وقد حثّنا ديننا الإسلامي على الصدق والتحلي به والبعد عن الكذب، و الخداع هو جعل الأشخاص يقتنعون بأمور غير صحيحة من طرف آخر كعملية الكذب والمراوغة والتمويه فخليكم وياي احبتي نستمع لقصتنا لهذا اليوم………
في يوم من الأيام جاء إلي محل الدجاج رجل معه دجاجة مذبوحة وكان يريد أن يقطع هذه الدجاجة وينزع منها العظام، أعطي الرجل الدجاجة لصاحب المحل الذي قال له : عد بعد ربع ساعة وستكون دجاجتك جاهزة، فقال صاحب الدجاجة في حماسة : اتفقنا وذهب الرجل .
وبمجرد أن ذهب الرجل مر علي المحل قاضي المدينة، فقال لصاحب محل الدجاج : أعطني دجاجة من عندك، فقال له صاحب المحل : والله ليس عندي غير هذه الدجاجة، وصاحبها سوف يعود بعد ربع ساعة لكي يأخذها، فقال له قاضي المدينة : اعطني إياها الآن، وعندما يأتيك صاحبها قل له أن دجاجته طارت، تعجب الرجل كثيراً من حديث القاضي وقال له في غضب : كيف أقول له أن دجاجته طارت وهو قد أعطاني الدجاجة مذبوحة ؟ فقال له القاضي في غرور : اسمع ما أقول، قل له أن الدجاجة قد طارت ولا عليك وإن شاء فليشتكي عليك ولا تخف، اضطر صاحب المحل ان يستمع إلي كلام القاضي خوفاً من سلطته وهو يقول في نفسه : الله يستر، وأعطاه الدجاجة بالفعل .
بعد مرور ربع ساعة جاء صاحب الدجاجة إلي محل الدجاج وقال لصاحبه : أعطني دجاجتي إن كانت جاهزة، فقال له صاحب المحل في خجل : دجاجتك طارت ، فقال الرجل في دهشة : كيف ؟ كيف طارت دجاجتي وقد اعطيتها لك مذبوحة، دار شجار وشادة كلامية بين صاحب الدجاجة وصاحب محل الدجاج حتي قال له صاحب الدجاج : امشي معي الي المحكمة حتي يحكم بيننا القاضي ليعطيني حقي .

وبالفعل ذهبا معاً وأثناء طريقهم رأوا اثنين يتقاتلون واحد مسلم والآخر يهودي، فأراد صاحب محل الدجاج أن يفرق بينهم ولكنه أدخل اصبعة عن طريق الخطأ في عين اليهودي ففقعها، تجمع الناس وأمسكوا به وجروه إلي المحكمة عند القاضي، وعندما وصلوا إلي هناك أفلت منهم الرجل وهرب فدخل إلي مسجد فدخل الناس وراءه فصعد فوق المنارة فلحقوا به، فقفز منها فوقع علي رجل عجوز، فتسبب في موته بسبب وقوعه عليه، فجاء ابن العجوز وأمسك بصاحب محل الدجاج الذي قتل والده العجوز وذهب به إلي القاضي، فلما رآه القاضي عرفه وضحك في سره وهو لا يدري انه أصبح عليه الان ثلاث قضايا : قضية سرقة الدجاجة وفقع عين اليهودي وقتل العجوز .

عندما علم القاضي بهذه القضية الثلاثة أمسك رأسه وجلس يفكر، قائلاً : دعونا نهتم بالقضايا واحدة تلو الأخري، المهم نادي القضايا أولاً علي صاحب الدجاجة قائلاً : ماذا تقول في دعواك علي صاحب محل الدجاج ؟ فرد الرجل : هذا قد سرق دجاجتي وقد أعطيتها إليه مذبوحة ولكنه قال لي إنها طارت، فقال القاضي : هل تؤمن بالله ؟ قال الرجل : نعم بالطبع اؤمن بالله، فقال له القاضي : يحيي العظام وهي رميم، قم فليس عندك شئ عند صاحب محل الدجاج .
ثم نادي علي القضية الثانية، فجاء اليهودي وأتهم الرجل بفقع عينيه فقال القاضي لليهودي : دية المسلم للكافر النصف، ولذلك يجب أن نفقع لك عينيك الثانية حتي تفقع للمسلم عين واحدة، فقال اليهودي علي الفور : لقد عفوت عنه وتنازلت عن حقي .
ابتسم القاضي في سخرية بداخلة وهو يقول : أعطونا القضية الثالثة، فجاء ابن العجوز وقال له : لقد سقط هذا الرجل علي والدي فقتله، فكر القاضي قليلاً ثم قال : اذا اذهبوا عند المنارة واقفز أنت من فوقها علي صاحب محل الدجاج، فقال الشاب للقاضي : وماذا يحدث إن تحرك يميناً أو يساراً، فسوف أموت أنا، عندها قال القاضي : والله هذة ليست مشكلتي، لماذا لم يتحرك والدك يميناً أو يساراً لينقذ نفسه .
الحكمة من القصة : هناك دائماً من يستطيع اخراجك من أى مشكلة مثل الشعرة من العجين، ولكن فقط إن كان لديك دجاجة تعطيها للقاضي .. فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء .

جحا أو نصر الدين جحا هو أحد الشخصيات الفكاهية والمشهورة في العالم العربي، ونسبت شخصيته الخيالية إلى العديد من الشخصيات الحقيقية، فهناك من نسبه إلى أبو الغصن دجين الفزاوي، وهناك من نسبه إلى أبو النؤاس البغدادي وغيرهم، واشتهر بشكلٍ خاص بنوادره وقصصه الطريفة، ولعلّ أبرز قصصه هي جحا والقاضي،ومكر ودهاء جحا على القاضي خليكم وياي احبتي نستمع للقصة التالية..

ذهب جحا كالمعتاد إلى السوق في أحد الأيام ليتجول في السوق، وكانت هذه الهواية محببة لديه، إذ كان يحب مشاهدة السلع الجديدة والمميزة، وذلك لأنه لم تكن في عصره التطوّرات التكنولوجية مثل: الإذاعة، والحاسوب، والتلفاز، وكان العديد من التجار يتضايقون منه لأنه يسأل كثيراً عن السلع، ورغم ذلك لا يقوم بالشراء.

كان في السوق رجل أراد أن يُعلم جحا درساً لن ينساه طول حياته، كما أراد أن يجعله أضحوكة للسوق، فتراهن مع العديد من التجار على أنه يستطيع على ضرب جحا كفاً على وجهه دون أن يقدر جحا على مقاضاته ومجازاته، فوافق التجار على ذلك.
انتظر الرجل جحا حتى مرّ على أحد الحوانيت، وكان يريد أن يسأل عن سلعة معينة، فأدار ظهره إلى الطريق ثم أحنى رأسه ليتناول السلعة الموجودة على الأرض، فأتاه الرجل من خلفه ولطمه على وجهه لطمة قوية، فاختل توازن جحا وكاد أن يقع أرضاً لولا أنه تمالك نفسه في اللحظات الأخيرة.
التفت جحا إلى الرجل وأراد أن يضربه، ولكن الرجل تأسف منه وقال له بأنّه ظنه رجلاً آخراً سرق منه بضاعة منذ زمن طويل، وبرر موقفه بأنه يرتدي مثل ملابسه، ويضع عمامه على رأسه، فطلب منه السماح.
لم يتقبل جحا هذا العذر السخيف، فهجم عليه وحاول ضربه، إلا أن التجار قد تدخلوا، وقالوا لجحا أن الرجل يتكلم الحقيقة، وشهدوا معه، فأحس جحا أنّ هناك خدعة، فقال لهم أنه لن يستطيع مسامحة الرجل إلا بعد عرضه على المحكمة، فطلبوا منه اختيار أحد التجار الكبار ليحكم بالعدل بينهما، فاختار جحا أحد أكثر التجار شأناً، ولكن لسوء حظه كان يكرهه وكان غاضباً منه.
قال التاجر للرجل: لماذا ضربت جحا ضربة قوية؟، فقال الرجل له أنّه كان يظنه لصاً نظراً للتشابه الكبير بينهما، فقال له التاجر: هل طلبت العفو والسماح من جحا؟، فرد الرجل بالإيجاب، فقال التاجر هل تقبل الاعتذار والسماح يا جحا؟، فأجاب جحا بالنفي وطلب منه أن يرد اعتباره، عندها قال التجار للرجل وجحا هل تقبلان بأن أحكم بينكما؟، فأجابا: نعم ويشهد لذلك كل التجار الموجودين في السوق، فطلب التاجر من الرجل أن يدفع لجحا حوالي عشرين ديناراً عقوبة لضربه إياه بلا سبب، فرد الرجل بأنّه لا يملك المبلغ المطلوب في الوقت الحالي، فطلب منه التاجر بعد أن غمزه في عينيه بأن يذهب ويُحضرها في الحال، وسينتظره جحا حتى يعود، فوافق الرجل وانصرف، وبقي جحا ينتظر به حتى وقتٍ طويل، وبعد ساعات شعر جحا بالخديعة التي حدثت، وخصوصاً أنّه شك في غمزة التاجر للرجل، فذهب إلى التاجر ولطمه لطمة قوية على وجهه حتى سقطت عمامته عن رأسه فقال له: قم واحضر العشرين ديناراً من غريمي وخذها لك فهي حلالٌ عليك، ثم انصرف، بعدها وتفاجأ جميع من في السوق من موقفه

وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق