راديو النجاح – انتهاكات بحق مسلمي الإيغور – سندس هنداوي
حدود إفتراضية مفتوحة للعالم أجمع كلما توسعت هذه الحدود ضُيقت ولربما أُغلقت على الحدود الواقعية، فاليوم في العالم أصبح الإختلاف خطيئة يعاقب عليها بأقسى الأشكال، يدفع الثمن بالدين وخصوصية الحياة اليومية.
مسلمي الإيغور، يتعرضون للاضطهاد من الحكومة الصينية بشتى الطرق المختلفة لا حدود للحياة لهم ولا للدين.
تصدرت أخبار مسلمي الإيغور مواقع السوشال ميديا في الآونة الأخيرة وذلك لما يتعرضون له من احتلال نفسي ومحاربة لتركهم دينهم، فالحكومة الصينية لا تترك سبيلاً معهم إلا وتعبره وكأنها معركةٌ لا بد من الفوز بها، في تركستان الشرقية ومع الإيغور تحرق المصاحف، تغلق المساجد، المدارس تحظر وعلماء الدين يقتلون واحدًا تلو الآخر والإخوة يساقون إلى المعسكرات قسرياً.
لم يقف الأمر هنا قد تعدى الحدود الإنسانية وانقض على الحياة الشخصية، فـ على مسلمي الإيغور أن يحملو تطبيقًا على هواتفهم ليتم التجسس عليهم، وتركيبِ جهاز تحديد المواقع على سياراتِهم، وتفعيل نظامٍ للتعرف على وجوههم من خلال كاميرات مراقبة الشوارع وإرسال تنبيهات في حال الابتعاد عن منازلهم، وحطمت الحكومة الصينية الحدود بنقش إسم الشخص وبياناته على السكينة إذا اشتراها، وأجبروا الرجال على عدم إطلاق اللحى ومنع المرأة من اللباس الذي يغطي كامل جسدِها، ومن يذهب للحج يجبُ أن يوقع على ولائه للدولةِ والحزب الحاكم.
تشير الإحصائيات إلى تناقصِ نسبة مسلمي الإيغور إلى 45% بعد أن كانت وقت الإحتلال عام 1949 بنسبة 97%، كما يقدر عدد سكان الإيغور خارج الصين ما بين 1.1_ 1.6 مليون نسمة، 16% من سكان القرى إما في السجن أو في معسكرات الاعتقال، وفي قريتين من بلدية كوشريك بنسبة 60% من الأهالي لديهم واحد أو أكثر في السجون أو معسكرات الإعتقال، وتتراوح أعمار المعتقلين من ثلاثين إلى تسعة وخمسين عاماً.
الكثير من الإيغور يعيشون خارج الصين هروبًا من الإضطهاد الواقع عليهم دون سبب ولا مبرر منطقي أو حتى عقلاني، ومع ذلك تبقى الحكومة الصينية خلف أولئك الذين يخرجون طالبين العمل او العلم ليتم إعتقالهم.
ومع أن هناك لجنةً حقوقية من الأمم المتحدة أدانت السلطاتِ الصينية باعتقال مليون مسلمٍ من الإيغور في معسكرات سرية وذلك لإعادة تربيتهم وتعذيبهم كشرب الخمور وترديد شعارات وطنية، لكن السلطات تحاول الهروب من هذا الادعاء وتقول إنها تواجه حركة انفصالية ترتبط بجماعات إرهابية.
وما زال هناك الكثير من الأساليب والنسب المخفية التي لانراها بالعيون ولا نشاهدها على شاشات الهواتف أو التلفاز، ذبحوا المسلمين في سوريا والعراق، أفغانستان، وأبادوا مسلمين البوسنة، الميانمار، الهند، وكشمير، وشنوا حملات كبيرة على الإسلام وما زالوا يتهمون المسلمين بالإرهاب.
صمت كبير يخيم على العالم الإسلامي، لا يد تُمسك بالأخرى ولا صوت يُنادي بالحق (أنقذوا الإسلام والمسلمين)، ويبقى السؤال الأهم: (إلى متى سيبقى الإسلام يحارب ويتعرض لشتى أشكال الإضطهاد الديني؟).
سندس هنداوي
المصادر: الجزيرة + راديو النجاح