الأكاديمية

الخبر القصير: نبض النشرة الإذاعية وميزانها الذهبي

مقدمة

الخبر القصير ليس مجرّد مادة إخبارية مقتضبة، بل هو فنّ إذاعي بحد ذاته. إنّه يمنح النشرة توازنًا إيقاعيًا، ويمكّن المذيع من ضبط نبرته، وتنظيم أنفاسه، والاستعداد للانتقال السلس إلى الخبر التالي. في خلفيته تكمن مهارة تحريرية دقيقة، تقتنص المعلومة وتقدّمها بأقصر صيغة ممكنة دون الإخلال بجوهر الحدث.

تعريف الخبر القصير

الخبر القصير هو محتوى إخباري لم يُطوَّر إلى تقرير أو مادة موسّعة. يُعتمد عليه في الموجزات الإخبارية أو كجزء من النشرة الكاملة، ويُكتب بصيغة مكثفة تركز على المعلومة الجوهرية فقط.

المدة الزمنية

يتراوح زمن الخبر القصير بين 10 و20 ثانية. وغالبًا ما يُكتفى بثلاث أو أربع جمل لنقله بفعالية. أي زيادة في الطول قد تعني انحرافًا عن صُلب الحدث، أو تورّطًا في تفاصيل ثانوية غير ضرورية.

بنية الخبر القصير

ينقسم الخبر القصير إلى جزأين أساسيين:

  1. جملة الحدث المحورية (الافتتاح الجاذب):
    هي الجملة الأولى التي تتضمن “الخبر الجديد”. للوصول إليها، اسأل نفسك: ما المعلومة التي لم يكن المستمع يعرفها قبل قليل؟ يجب أن تكون هذه الجملة مشحونة بالوضوح والاختزال والقدرة على شدّ الانتباه.
  2. المعلومات المكمّلة:
    تلي الجملة الأساسية، وتتألف عادة من جملتين أو ثلاث، تقدّم العناصر الداعمة للفهم: من؟ متى؟ أين؟ ماذا؟ لماذا؟ كل جملة يجب أن تُضاف لهدف، لا للحشو.

تمرين عملي

اختر خبرًا قصيرًا كتبَه زميلك. أعد صياغته بحذف كل ما لا يخدم المعلومة. بعد ذلك، سلمه إلى زميل آخر ليعيد تحريره ويختصره بدوره. ستكتشف كم من الكلمات يمكن الاستغناء عنها دون المساس بجوهر الحدث.

في غرفة الأخبار

عادةً ما يقوم الصحفي المناوب بصياغة الأخبار القصيرة في المساء، مستندًا إلى برقيات الوكالات أو تقارير المراسلين. في صباح اليوم التالي، يعيد مقدم النشرة مراجعة هذه المواد بنظرة جديدة، ويعمل على تهذيبها وإيجازها لتناسب الإيقاع الإذاعي وتُذاع بأفضل صورة ممكنة.


هكذا يُبنى الخبر الإذاعي: عبر أعين متعددة، وعقول متكاملة، وجهدٍ تحريريّ جماعي لا يتوقف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة