المدخل الإخباري: البوابة الأولى لاهتمام المستمع

تعريف المدخل
المدخل هو الفقرة التمهيدية التي يكتبها مقدّم النشرة الإخبارية، والتي تمثّل جسر العبور إلى الخبر أو التقرير القادم. وظيفته الأساسية هي شدّ انتباه المستمع وتهيئته لتلقي المحتوى، بأسلوب جذاب ومركز
مدة المدخل
يُقدَّر متوسط مدة المدخل بـ 20 ثانية تقريبًا، أي ما يعادل بين ثلاث إلى ست جُمل. وتُعدّ هذه المساحة الزمنية كافية لبناء مدخل فعّال يقدّم المعلومة ويثير الفضول دون إطالة مملة أو اختزال مُخل.
التركيبة التحريرية للمدخل
ينقسم المدخل المهني إلى ثلاث وحدات تحريرية متكاملة، لكل منها وظيفة واضحة في خدمة النص الإخباري:
1. جملة جذب الانتباه – صياغة الحدث الجديد
هذه الجملة هي حجر الزاوية في المدخل، إذ تكشف عن جِدّة الخبر أو المعلومة الأساسية التي تدور حولها القصة.
لصياغتها بدقة، يُنصح بطرح السؤال التالي:
“ما المعلومة الجديدة التي يجب أن يعرفها المستمع؟”
ثم تُحوَّل الإجابة إلى جملة افتتاحية مكثّفة، صادمة أو مثيرة، تحفّز المستمع على مواصلة المتابعة.
2. المعلومات التفسيرية – السياق الضروري لفهم الخبر
يتكوّن هذا الجزء من جملتين إلى ثلاث، توفّر خلفية أساسية لفهم الحدث، وتجيب على الأسئلة الصحفية الجوهرية:
من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ ولماذا؟
الهدف من هذه الجمل ليس استعراض كل التفاصيل، بل منح المستمع المفاتيح الأولية لفهم الخبر من دون الدخول في عمق الموضوع.
3. تحديد زاوية المعالجة – البعد التحريري للموضوع
الزاوية التحريرية تحدّد الرؤية التي اختارها الصحفي لتناول الموضوع، وهي ما يميز تقريرًا عن آخر في معالجة الحدث ذاته.
مثال: في تغطية محاكمة ما، قد يُختار التركيز على:
- البعد القانوني للمرافعات
- الأثر الاجتماعي على أسر الضحايا
- الخلفية السياسية للقضية
اختيار الزاوية يمنح المدخل شخصية تحريرية ويوجه المستمع نحو طريقة فهم محددة للخبر.
لماذا المدخل مهم؟
لأنه يمثّل اللحظة الأولى التي يُقرر فيها المستمع: هل سيكمل الاستماع أم لا؟
مدخل جيد هو إعلان تحرير محترف: يثير الفضول، يقدّم خلاصة، ويُمهّد للزاوية دون أن يكشف كل شيء.
خاتمة
المدخل الإخباري ليس مجرّد تمهيد بل أداة تحريرية مركزيّة تعكس احترافية المذيع والصحفي معًا. بصياغة مُحكمة ومضمون واضح، يتحوّل المدخل إلى عامل جذب لا غنى عنه في أي نشرة إذاعية ناجحة.