هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني “الموسم الثاني” – لا تكن رخواً
لا تكن رخوًا
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/327834840″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
يقال أن فلاحا رأى ثعبانًا يرقد تحت شجرةٍ ظليلة ، فرفع فأسه عالياً هاوياً بها على رأس الثعبان ، لكن الثعبان كان أسرعَ منه حركة ففزع من رقدته واستدار بقوة وعلا فحيحه وهمّ بقتل الفلاح الخائف ..
فما كان من الفلاح إلاّ أن قال بضعف : مهلاً أيها الثعبان ، إن قتلتني لم يُفدك قتلي شيئًا ، ولكن ما رأيك أن نعقد صلحًا فلا تؤذيني ولا أؤذيك ،والله يشهد على اتفاقنا .
فقال الثعبان بعد برهة من التفكير : لا بأس أوافق على السلام وألاّ يؤذي أحدنا الاخر .
ويمرّ بعض يوم ويأتي الفلاح للثعبان الغافي ويحاول ثانية قطع رأسه غدرًا ، فيلتف الثعبان الحذر ،والشرر يتطاير من عينيه وقد همّ بقتل الفلاح الذي بادر قائلا في هوان : سامحني ونتعاهد على ألا يؤذي أحدنا الاخر .
فيقول له الثعبان : قل لي كيف آمن لك وهذا أثر فأسك محتلاً موضع رأسي ؟! ثمّ يعضه عضّة يموت على إثرها .
يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : ” المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين “
وتقول حكمة الاجداد : إن خدعك أحدهم مرةً فأنت طيب ، وإذا كرر خداعه فأنت أحمق .
المؤمن كيس فطن ، قد يخدع مرة لحسن ظنه ، أو كرم طبعه ، لكنّه أبدًا ليس بالغر الساذج .
لا تترك حقا لك ولا تقبل اهانة ولو كانت بسيطة فعليك ان تكون مؤمنا قويا متماسكًا شجاعا صلبًا ، لا يخدعه غرٌ ساذج ولا يتلاعب به مرتزقه الحياة .
وما بين حكمة الثعبان وهذه النصيحة نتعلم أن نتمتع بالذكاء الحاضر والادراك ، والنضج الاجتماعي والذي يعطينا القدرة على استيعاب التجارب السابقة والتعلّم منها واستدعاء الحذر والانتباه تجاه كل ما يتعرض لذواتنا .
نعم نقبل الاعتذار ونعفو عمن أخطأ واساء ، لكنه عفو المقتدر الكريم وسماحة القوي العزيز والمؤمن القوي احب عند الله من المؤمن الرخو الضعيف