ماذا يحدث لو عزف الجميع عن الزواج؟ أضرار تلاحق الرجل والمرأة
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عزف الجميع عن الزواج من الفتيات والشباب أو تأجيله لسنٍّ متأخِّرة، فبعضهم قد يقرُّر الزواج عندما يبلغ الأربعين من عمره، إمَّا خوفًا من مسؤوليَّاته وتَبِعاته، أو لعدم قدرته على تحمُّل التكاليف اللازمة لإتمامه، لكن هل فكَّر أحدهم في أضرار هذا القرار على صحِّته البدنيَّة والنفسيَّة؟ هذا ما نُجيبُ عنه اليوم.
- انخفاض الرغبة الجنسيَّة:
قد تنخفض الرغبة الجنسيَّة بمرور الوقت إثر عدم التعرُّض للمحفِّزات الجنسيَّة التي تُعدُّ حجر الأساس الذي تقوم عليه الحياة الزوجيَّة، بالإضافة إلى انخفاض خبرته كذلك في مثل هذه الأمور.
- ضعف الانتصاب:
تزيد فرصة الإصابة بمشاكل ضعف الانتصاب، إذ يفقد القضيب قدرته في الحفاظ على الانتصاب، إذ إن ممارسة العلاقة الحميمة بانتظام تسمح بتدفُّق الدم إلى نسيج القضيب ومن ثمَّ يؤدِّي وظيفته بكفاءة.
- قصور في إنتاج السائل المنوي، إذ يترجم المخّ ذلك أنَّ الجسم لم يَعُد في حاجة لإنتاج السائل المنوي، نظرًا لأنَّه لا يتعرَّض لعمليَّة القذف التي تجري من خلال ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوجة.
- قد يؤدِّي العزوف عن الزواج إلى إصابة الخصيتين ببعض المشاكل الصحيَّة، مثل:
- تكيُّس الخصية أو دوالي الخصية، نتيجة لعدم تفريغ السوائل والإفرازات المتراكمة فيها بانتظام.
- انخفاض عدد الحيوانات المنويَّة بالسائل المنوي، ممَّا يقلِّل من فرص الإنجاب إذا رَغِبَ في الزواج.
- زيادة احتماليَّة التهاب البربخ (Epididymis)، وهو الأنبوب الذي ينقل الحيوانات المنويَّة من الخصية إلى القناة المنويَّة الذي يلتهب لعدم تصريف السوائل بصورة طبيعيَّة.
- زيادة فرصة الإصابة بحصوات الخصية.
- يُصبح أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب وسرطان البروستاتا، بالإضافة إلى أمراض القلب، وضعف المناعة، واضطرابات الذاكرة، خاصَّةً عند هؤلاء الذين تجاوزوا الخمسين من عمرهم.
علاوةً على ما يعانيه من مضاعفات نفسيَّة قد تصل إلى الاكتئاب، ومنها:
- التوتُّر والقلق والضغط النفسي كنتيجة لعدم تلبية الحاجة الفطريَّة في ممارسة العلاقة الحميمة.
- انخفاض مستوى الثقة بالنفس.
- اضطرابات النوم، والأرق نتيجة لانخفاض مستويات هرمونيّ البرولاكتين والأوكسيتوسين بالدم.
ثانيًا: أضرار عدم ممارسة العلاقة الزوجيَّة على الصحَّة الجنسيَّة للمرأة
لا يتوقَّف التأثير السلبي الناجم عن عدم ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين عند الرجل فقط، بل تعاني المرأة أيضًا عدَّة مشاكل منها ما يتعلَّق بصحَّة جهازها التناسلي، وكذلك لم تسلم صحّتها النفسيَّة من عواقب الأمر.
من أبرز المشاكل التي تصيب الجهاز التناسلي ما يلي:
- جفاف المهبل:
إذ أنَّ غياب النشاط الجنسي والإثارة يمكن أن يؤدِّي إلى انخفاض إنتاج الإفرازات المهبليَّة الطبيعيَّة. كما قد تصبح أنسجة المهبل أقلّ مرونة بمرور الوقت، ممَّا يجعل الجماع -في حال أرادت الزواج- مؤلمًا وغير مريح على الإطلاق.
- ضعف عضلات قاع الحوض:
وذلك لأنَّ النشاط الجنسي المنتظم الذي يتضمَّن عمليَّة الإيلاج يساعد في تمرين وتقوية عضلات قاع الحوض. في غياب مثل هذا النشاط قد تضعف هذه العضلات بمرور الوقت. كما قد يؤدِّي إلى مشاكل أخرى مثل سلس البول.
- تغيُّر درجة حساسيَّة الأعضاء التناسليَّة:
يحفِّز النشاط الجنسي تدفُّق الدم إلى منطقة الأعضاء التناسليَّة، ممَّا يعزِّز الاستجابة عند الجماع ويزيد الرغبة الجنسيَّة.
- اضطراب الدورة الشهريَّة وعدم انتظامها، نتيجة لاضطراب الهرمونات وعدم تدفُّق الدم بدرجة كافية إلى منطقة الحوض.
- قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى ضمور المهبل أو الرّحم بسبب التغيُّرات الهرمونيَّة المصاحبة لانقطاع الطمث وما يرتبط به من انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
أمَّا عن الآثار النفسيَّة التي تتعرَّض لها المرأة جرّاء عزوفها عن الزواج فلا تختلف كثيرًا عمَّا يعانيه الرجل، وتشمل:
- انخفاض الرغبة الجنسيَّة بمرور الوقت.
- الشعور بالكبت العاطفي والتجاهل المتعمَّد لمثل هذه المشاعر الفطريَّة.
- الاضطرابات المزاجيَّة نتيجة لغياب هرمون الإندورفين.
- الشعور المستمرّ بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس.
- القلق، واضطرابات النوم.
- الاكتئاب الذي قد يصاحبه اضطرابات الذاكرة والنسيان.
- تفويت الفرصة في الاستمتاع بتجربة فطريَّة وغريزيَّة مثل الأمومة، ممَّا قد يسبِّب خللًا عاطفيًّا.
ما هي أسباب عزف الجميع عن الزواج؟
لعلَّ هذا هو التساؤل الذي يطرح نفسه الآن: “لماذا يهرب أغلب شباب الجيل الحالي من الزواج؟” أو بمعنى أصحّ لماذا لم يعد الشباب يرى قدسيَّة العلاقة الزوجيَّة وأهمّيّتها في بناء مجتمعٍ سليم ومتماسك تمتدُّ في جذوره الألفة والمحبَّة لتشمل أجيالًا قادمة من الأبناء والأحفاد؟
لا شكَّ أنَّ الحياة السريعة التي نعيشها اليوم تلعب دورًا لا يُستهان به في هذه المشكلة.
من أبرز الأسباب ما يلي:
- الشعور بعدم الاستعداد النفسي والتخوُّف من فكرة الارتباط، خصوصًا عند هؤلاء الذين لم يتجاوزوا العشرينات.
- بعضهم قد يتخوَّف من الزواج بسبب ما سمعه من تجارب غير ناجحة.
- غياب الاستقرار المادِّي وغلاء المعيشة، فكثيرٌ من الشباب لا يستطيع تحمُّل أعباء الزواج من مهور غالية، أو حتَّى تكاليف المعيشة كأسرة.
- الانغماس فيما يتردَّد في كثير من الأوساط -وخصوصًا منصَّات التواصل الاجتماعي- حول التركيز على تحقيق الذات والمستقبل المهني وتأجيل الزواج.
- بعض التحدِّيات الاجتماعيَّة التي تشمل الانقسام إلى مذاهب أو عشائر مختلفة العادات والتقاليد.
- البحث عن (الزوج/الزوجة) المثالي، الذي يخلو من العيوب.
- تأجيل الزواج حتى إتمام الدراسة أو تحصيل بعض الدرجات العلميَّة، أو التحضير للسفر أو الهجرة.
في النهاية، نودُّ أن نؤكِّد على أن الاهتمام بإقامة مؤسَّسة قيِّمة مثل مؤسَّسة الزواج لا يُعدُّ أمرًا هامشيًّا. كما إنَّ ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين بانتظام، تعزِّز العلاقة العاطفيَّة والجسديَّة بينهما، وتمدّهما بالعديد من الفوائد الصحيَّة والنفسيَّة.
على رأسها:
تعزيز التواصل العاطفي بين الزوجين وزيادة مستوى الحميميَّة والقرب بينهما، كما يقيهما من التعرُّض للمشاعر السلبيَّة والوحدة والاكتئاب.
تحسين المزاج وتقليل مستويات التوتُّر والقلق والاكتئاب، وتوفير مساحة للشعور بالسعادة والرِّضا والألفة.
تُشير العديد من الدراسات إلى أنَّ العلاقة الحميمة المنتظمة تساهم في تقليل مخاطر الأمراض القلبيَّة وارتفاع ضغط الدم.
يحسِّن الارتباط الحميمي الدافئ بين الزوجين النوم، إذ أنَّ الارتياح الذي يرافق العلاقة الحميمة يمكنه أن يزيد فرصة النوم العميق والشعور بالراحة والاسترخاء.
يعزِّز هرمون الأوكسيتوسين الذي يُفرز في أثناء العلاقة الحميمة من قوَّة جهاز المناعة ويزيد من مقاومة الجسم للأمراض.
تحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل؛ الإندورفين والأوكسيتوسين والسيروتونين الضروريَّة للحفاظ على صحَّة العقل والذاكرة.
وختامًا، مهما كانت الفوائد المذكورة، يجب أن يكون قرار الزواج مبنيًّا على الرغبة المتبادلة والموافقة الحرَّة بين الطرفين.