المقالاتحياة ومجتمع

كيف أتحدَّث مع أبنائي عن سنِّ البلوغ؟

للاستفادة من هذا المقال، أقترح عليك أولًا، قراءة مقال النصائح العامّة حول كيفيَّة التحدُّث مع الأبناء عن مواضيع الصحّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

ابدأي “المحادثات” مبكِّرًا

تذكَّري عزيزتي الأُمّ: أنَّ الأطفال يسمعون الكثير عن الجنس والعلاقات، سواء عبر التلفزيون أو الإنترنت، لذلك بحلول الوقت الذي يقتربون فيه من سنِّ البلوغ، يبدأ الحديث من جهتك لتصحيح المعلومات المغلوطة التي ربّما قد سمعوها من مصادر أخرى، وحتّى تكوني أنتِ مصدر المعلومة الآمنة والصحِّيَّة. 

قد لا يعرف أطفالك أنَّهُ من المقبول التحدُّث معك حول هذا الموضوع الحسَّاس، لذلك بادري بأخذ زمام هذا الأمر، ولا تنتظري أن يسألكِ أطفالك حول أجسادهم المُتغيِّرة. كوني مبادرة في خلق بيئة صحيَّة للحوار، فهذا سوف يوفِّرُ عليك مجهودًا إضافيًّا، فيما لو تركتِ الأمور تحدث دون توجيهاتك.

الحديث عن سنِّ البلوغ ليست محادثة لمرَّة واحدة. تحدَّثي إلى أطفالك عن التغيُّرات التي ستمرُّ بها أجسامهم أثناء نموّهم. خلال الجلسات التدريبيَّة الموجَّهة للأُمَّهات التي عقدتُها حول الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة لليافعين، شاركتنا بعض الأُمَّهات ذكرياتهن الشخصيَّة حول البلوغ، وكيف كان الأمرُ محرجًا لهنَّ إلى حدّ أنّهن ما زلن يشعرن بالغضب حتّى الآن، لأنَّه لم تكن لديهن وقتها، دراية كافية حول هذه التغيُّرات التي ستطرأ عليهن.

ما هو توقيت البلوغ لدى الأولاد والبنات، وما الذي يحدث لهم؟

عادةً، يبدأ سنُّ البلوغ عند البنات ما بين 8 و14 سنة. لهذا يجب على الأُمَّهات التحدُّث عن الحيض قبل أن تُفاجأ بناتهن بالدورة الشهريَّة، تفاديًا لخوف الفتيات من رؤية الدم ينزف من هذا العضو الحسَّاس، إذا لم تكن لديهن المعلومات الكافية عن الطمث، كما من المهمّ مناقشة التغيُّرات الجسديَّة والعاطفيَّة التي تصاحب بلوغهنّ قبل أن تبدأ.

تحصل معظم الفتيات على أوَّل دورة شهريَّة لهن عندما يبلغن من العمر 12 أو 13 عامًا، أي بعد عامين أو عامين ونصف من بدء سنِّ البلوغ. لكن أحيانًا، قد تبدأ الدورة الشهريّة في وقتٍ مبكِّر أي منذ سنِّ 9 أعوام، وقد تتأخَّر إلى سنِّ 16 عامًا.

من المهمّ أن تناقش الأُمّ التغيُّرات التي ستطرأ على أجساد بناتها مثل؛ تغيُّر شكل الجسم، وأماكن نموّ الشعر، وبروز الثدي، بالإضافة إلى تعليمهن كيفيَّة الاعتناء بصحّتهن ونظافتهنَّ الشخصيَّة.

يبدأ سنُّ البلوغ لدى الأولاد عادةً في عمر من 9 إلى 15 عامًا، لكن في المتوسط يبلغ معظمهم بين 10 إلى 11 عامًا، وهو نسبيًّا متأخِّر قليلًا عن سنِّ البلوغ لدى البنات.
مع الأولاد، يجب أن تتحدَّث الأُمَّهات عن الاحتلام قبل أن يبدأ، كما عليها أن تطمئنهم بأنّهُ حدث غير مقلِق، وأن تزودّهم بنصائح حول الطهارة والنظافة الشخصيَّة خلال هذه المرحلة.

أعلم أنّك تتسائلين الآن: كيف أتحدَّث مع ابني الذكر حول هذا الأمر؟ إذ قد يسبِّب لك الحرج، لكن لا عليكِ، استمرِّي في قراءة المقال وسأخبرك كيف.

بعض الأطفال يحصلون على تربية جنسيَّة في المدرسة. في معظم الأحيان، يُعلَّم الأولاد والبنات بشكلٍ منفصل؛ تسمع الفتيات عن الدورة الشهريَّة وحمَّالات الصدر، بينما يسمع الأولاد عن الانتصاب والاحتلام وتغيُّر الأصوات، لكن يجب على الفتيات أيضًا، أن يتعلَّمن التغييرات التي يمرُّ بها الأولاد، ويجب أن يتعلَّم الأولاد عن تلك التي تؤثِّر على الفتيات.
تحقَّق من المعلِّمين بشأن خطط الدروس الخاصَّة بهم، حتَّى تعرف الثغرات التي تحتاج إلى سدِّها. من الجيِّد مراجعة الدروس مع طفلك، إذ غالبًا ما تظلُّ لديهم أسئلة حول بعض الموضوعات.

ماذا يجب أن أقول؟

من المهمّ معرفة هذه الأمور عند مناقشة البلوغ مع أبنائك:

  • عند التحدُّث إلى الأطفال عن سنِّ البلوغ، كوني مطمئنَّة وهادئة.
  • في كثير من الأحيان، يقلق الأطفال الذين يمرُّون بمرحلة البلوغ بشأن مظهرهم، سوف يساعدهم معرفة أنَّ كلَّ شخص يمرُّ بهذه التغييرات. يمكن البدء من هنا، حول التغيُّرات التي سوف تطرأ على أجسادهم.
  • يجب أن يعلموا أيضًا أنَّ توقيت هذه التغييرات، يمكن أن يختلف اختلافًا كبيرًا بينهم وبين أقرانهم.
  • ظهور حبّ الشباب، تغيُّرات المزاج، طفرات النموّ، والتغيُّرات الهرمونيَّة – كلها جزء من النموّ ويمرُّ الجميع بها، ولكن ليست دائمًا بنفس الوتيرة.
  • قد تبدأ الفتيات في سنِّ البلوغ في وقتٍ مبكِّر، قد يكون الأمر مزعجًا. إذا كانت ابنتك هي أوَّل من تحصل على حمَّالة صدر من بين أقرانها، فقد تشعر بالوحدة والحرج وأنَّ كل العيون عليها، فتحدَّثي معها عن هذا، وتعاملي مع مشاعرها بتوفير الاحتياجات التي تلزمها لتكون مطمئنَّة وفخورة بنفسها.
  • أنصحك بالقراءة حول البلوغ المبكِّر. هذا قد يساعدك باتِّخاذ إجراءات استباقيَّة.
  • مع الأولاد، تشمل التغييرات تضخُّم الصوت ونموّ شعر الوجه. وقد يشعر الصبي الذي يبلغ مبكِّرًا أو متأخِّرًا بالحرج، فلا بدَّ أن تطمئنيه.
  • لا تتركيهم يمرّون بهذه التغيُّرات ويتعاملون معها وحدهم، من الضروري أن تكوني معهم، وتراعي مشاعرهم.
  • يكون الأطفال في عمر اليفاعة أكثر تأثّرًا بالمشاعر السلبيَّة. من المهمّ وجودك إلى جانبهم، وإظهار التفهّم للمخاوف التي تسيطر على أفكارهم، ومحاولة التخفيف منها.
  • من الجيِّد أن يكون الأب مساهمًا في هذه المرحلة عبر معلومات علميَّة تشاركينها معه، ونصائح تربويَّة يطبِّقها مع أبنائه.
  • على الأب أن يتفهَّم مشاعر أبنائه والتغيُّرات التي تطرأ عليهم، ويتعامل معها بلطف.
  • تجنَّبي الانتقاد والمقارنات والتنمُّر حول التغيُّرات التي يمرُّ بها أبنائك.
  • تقلق بعض الأُمّهات من مناقشة أمور الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة مع أبنائها الذكور، لكن لا بأس، إن بدأتِ بالحديث مبكِّرًا مع أبنائك حول هذه القضايا لن يكون الأمر محرجًا لك، ما زال ابنك هو ذات الطفل الذي علَّمتيه دخول الحمَّام .
  • كوني أنتِ مصدر الأمان لهم، ولا تتنازلي عن هذا الدور في حياتهم.

ماذا يجب أن يعرف الأطفال عن سنِّ البلوغ؟

  • تصبح الفتيات أكثر ضخامة في البُنية، خاصَّة في الوركين والساقين.
  • يبدأ ثديا الفتيات في الانتفاخ والنموّ.
  • يحصل الأولاد والبنات على شعر العانة وشعر الإبط، ويصبح شعر الساق أكثر سمكًا وقتامة باللون.
  • غالبًا ما يصاب كل من الفتيات والفتيان بحبِّ الشباب، ويبدأون في التعرُّق أكثر.
  • كل من الفتيات والفتيان لديهم طفرة في النموّ.
  • ينمو القضيب والخصيتان لدى الأولاد بشكلٍ أكبر.
  • تتغيَّر أصوات الأولاد وتصير أضخم.
  • ينمو شعر الوجه عند الأولاد وتكبر عضلاتهم.
  • أحيانًا يكون لدى الأولاد أحلام رطبة، ممَّا يعني أنَّهم يقذفون أثناء نومهم(الاحتلام).
  • ما هو الاحتلام؟ يعتبر الاحتلام الطريقة التي يعبِّر فيها جسم الذكر عن وصوله إلى البلوغ، وهو فعلياً عمليَّة قذف تلقائيَّة تحصل غالبًا أثناء النوم ولا ترتبط بأحلام جنسيَّة بالضرورة كما يعتقد البعض، بالتالي لا يشترط مطلقًا أن يمتلك الطفل معلومات أو هواجس جنسيَّة كي يحصل الاحتلام، بمجرَّد بلوغه السنّ سيختبر تجربة الاحتلام، وستكون تجربة مخيفة إن لم يمتلك فكرة مسبقة عنه.
  • عندما تبدأ الفتاة في الحيض، تمتلئ بطانة الرَّحِم كل شهر بِبويضة من مخزون البويضات لديها استعدادًا للتخصيب، وإذا لم تُخصَّب البويضة، ستحصل على دورة شهريَّة. إذا أُخصِبَت فسوف تحمل.
  • قد تستمرُّ فترة الحيض للفتاة من 3 أيَّام إلى أسبوع، ويمكنها استخدام الفوط الصحّيَّة أو السدادات القطنيَّة لامتصاص الدم.

ما هي الأسئلة التي يطرحها الأطفال؟

ليس من المستغرب أن يكون لدى الأطفال الكثير من الأسئلة عندما يتعلَّمون عن سنِّ البلوغ. امنحي طفلك الوقت والفرصة لطرح الأسئلة، ثمَّ أجِيبي عنها بصدقٍ وصراحة.

ما هي الأسئلة الأكثر شيوعًا؟

ما هذه الكتلة الصلبة في صدري؟

قد تلاحظ الفتيات كتلًا صغيرة، وأحيانًا مؤلمة عند اللمس تحت حلماتهن عندما يبدأ الثدي في النموّ. هذا طبيعي تمامًا، سوف يزول الألم مع مرور الوقت ومع استمرار نموّ الثديين.

لماذا ثدياي صغيران جدًّا (أو كبيران جدًّا)؟

يختلف حجم الثدي من فتاة إلى أخرى. طمئني ابنتك أنَّ كل الأثداء، كبيرة كانت أم صغيرة، جميلة. قد يكون من الصعب على الفتيات تقدير ذلك لأنَّهن يتطوَّرن في أوقات ومعدَّلات مختلفة. سيتغيَّر حجم وشكل ثدي الفتاة مع استمرار نموّها. لكن في النهاية، لن يؤثِّر الحجم على جاذبيِّتها أو قدرتها على الرضاعة الطبيعيَّة، إذا أصبحت أُمًّا يومًا ما.

لماذا قضيبي صغير جدًا (أو كبير جدًّا)؟

مع الأولاد، لا يتطوَّر جميع الأولاد في نفس الوقت أو المعدَّل، ستتغيَّر أحجام الأولاد مع استمرار تطوّرهم، كما يأتي القضيب بأحجام وأشكال مختلفة، ولكن هناك اختلافات أقلّ في الحجم، عندما يكون القضيب منتصبًا مقارنة بغيره.

لماذا ليس لدي شعر عانة بعد؟

ينمو شعر العانة لدى كل شخص، على الرغم من أنَّ بعض المراهقين ينمو لديهم متأخِّرًا عن غيرهم، كما هو الحال مع حجم الثدي أو ارتفاعه، فإنَّ كميَّة أو سمك شعر العانة هي سمة فرديَّة.

أنا فتى، فلماذا لدي ثدي؟

يعاني بعض الأولاد من نموّ مؤقَّت للثدي خلال فترة البلوغ. يحدث التثدِّي بسبب تغيُّر مستويات الهرمونات خلال فترة البلوغ. عادةً ما يختفي، غالبًا في غضون بضعة أشهر إلى بضع سنوات.

لماذا لم أحصل على دورتي الشهريَّة بعد؟

كما هو الحال مع جميع تغييرات سن البلوغ، تأتي الدورات في أوقات مختلفة بالنسبة للفتيات. عادةً لا تحصل الفتيات على الدورة الشهريَّة، إلا بعد عامين أو عامين ونصف من بدء سنِّ البلوغ، على الرغم من أنَّ بعضهن ينتقلن خلال سنِّ البلوغ بشكلٍ أسرع، والبعض الآخر يكون أبطأ. أقرأي أيضًا عن البلوغ المتأخَّر حتى تتمكَّني من معرفة إذا كانت هناك مشاكل صحِّيَّة.

نصائح حول المحادثات:

-دعي طفلك يعرف أنكِ متاحة للتحدُّث، ولكن ابدأي أنتِ المحادثة.
-ناقشي سنَّ البلوغ، والمشاعر التي تأتي مع تغيّراته، بصراحةٍ قدر الإمكان.

  • قد يُحرَج الآباء من مناقشة هذه المواضيع الحسَّاسة، لكن غالبًا ما يشعر الأطفال بالارتياح، إذا أخذ الآباء زمام المبادرة من حينٍ إلى آخر.
  • كرِّري الحوار على فترات، لا تقدِّمي جميع ما لديك من معلومات دفعةً واحدة، فإضافة معلومة جديدة كل مرَّة يحفِّز ابنك للإقبال على الاستماع إليك.
  • لا تستخدمي أسلوب الخطابات، فهو يُشعِر الأطفال بالملل.
    -إيّاكِ والحديث بشكلٍ ساخر، كما لو ما زلنا في المدرسة نتهامس ونضحك حول هذا الأمر، أنتِ الآن أُمّ وعليك الحديث بثقةٍ وجدّيَّة وحزم.
  • قبل أن تجيبي على استفسارات طفلك، تأكَّدي من حصولك على إجابات لأسئلتك. إذا لم تكوني مرتاحة للحديث عن سنِّ البلوغ، فتدرَّبي على ما تريدين قوله أوَّلًا.
  • لا بأس من إبلاغ طفلك أنَّكِ تجدين بعض الصعوبة في مناقشة هذه المواضيع، لكن من المهمّ التحدُّث عنها معهم.
  • إذا كانت هناك أسئلة أو مخاوف بشأن البلوغ والتطوُّر لا يمكنكِ الإجابة عليها، فاطلبي المشورة من المتخصِّصين.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات