المقالاتحياة ومجتمع

فترات غياب الطمث، الأسباب والعلاج

ما هو غياب الطمث؟

يعدُّ الطمث جزءًا لا يتجزَّأ من الدورة الشهريَّة لأي أنثى، وهو عبارة عن نزيف دموي يشير إلى انسلاخ بطانة الرحم وخروجها من الجسم عن طريق المهبل، وذلك في حال عدم تخصيب البويضة التي يُنتجها المبيض من قِبل أي حيوان منوي, يحدث الطمث عادةً مرَّة واحدة في كل شهر، ومع ذلك فقد تواجه الأنثى أحيانًا فترات غياب الطمث، وقد ينقطع تمامًا في مرحلة معيَّنة من حياتها، وأحيانًا قد ينقطع مبكِّرًا بصورة غير اعتياديَّة.

هل تُعد فترات غياب الطمث أمرًا طبيعيًا؟

يمكن أن تمري بفترات غياب الطمث من الأمور التي قد تعرضت لها في شهر أو أكثر خلال حياتك، لا داعي للقلق، فهذا أمر طبيعي وقد يحدث مع الجميع.

من الأوقات التي يشيع فيها ولا يلزمكِ عندها زيارة طبيب ما يأتي: 

  • الأشهر التي تلي المرَّة الأولى لنزول الدورة الشهريَّة لدى الأنثى.
  • فترات الحمل بجنين.
  • خلال فترات الرضاعة الطبيعيَّة للأم.
  • فترات الحيض الأخيرة التي تسبق الانقطاع الدائم للدورة الشهريَّة (سنّ الأمل).

ما هو انقطاع الطمث الأولى للإناث؟

يمكن تعريف فترات غياب الطمث الأوَّلي بأنَّه غياب الطمث عن الأنثى حتى بعد وصولها إلى سن 16 عامًا، أو عدم ظهور أي علامات للبلوغ بعد الوصول إلى سنّ 13 عامًا ومن ذلك نموّ الثديين مثلًا، وهذا أمر نادر الحدوث عمومًا.

أمَّا عن أبرز أسبابه فيمكن توضيحها كما يأتي:

  • غياب الأعضاء التناسليَّة الأنثويَّة أو وجود خلل معيَّن فيها.
  • نقص الهرمونات الجنسيَّة اللازمة لبدء الدورة الشهريَّة في وقتها الاعتيادي.
  • وجود تشوّهات كروموسوميَّة أو تشوّهات وراثيَّة، ومن أمثلة ذلك متلازمة تيرنر.

ما هو انقطاع الطمث الثانوي للإناث؟

يُعرف انقطاع الطمث الثانوي بأنّه غياب الدورة الشهريَّة عن الأنثى لمدة 3 شهور متتالية على الأقل، وفي حال مواجهة هذا الأمر لا بدّ من معرفة كونه طبيعيًا في حالات الحمل أو في المرحلة التي تسبق سنّ الانقطاع الدائم للدورة الشهريَّة.

إضافةً إلى ذلك فقد يحدث هذا الانقطاع دون سبب مباشر، وهو مشكلة يُقدّر حدوثها لدى 3-5 % من الإناث.

ما هو انقطاع الطمث الثانوي للإناث؟

لا بدّ من زيارة طبيب مختصّ عند شعوركِ بغياب مفاجئ للطمث لمدة تزيد على 3 شهور بصورة متتالية ممَّا يعني نزول أقل من 9 حيضات في السنة الواحدة فقط، وعندها لا بدّ من سرد التاريخ الطبِّي بصورة دقيقة وتفصيليَّة.

يلي ذلك إجراء بعض الفحوصات والاختبارات اللازمة من قِبل الطبيب، ومن ذلك:

  • فحص الحمل.
  • فحص بدني عامّ وشامل.
  • اختبار الهرمونات من خلال أخذ عيِّنة من الدم.
  • أخذ صورة لمنطقة الحوض والبطن والمناطق التناسليَّة، إضافة إلى تصوير الجمجمة لإجراء فحص الغدَّة النخاميَّة.

ما أسباب فترات غياب الطمث التي يجب زيارة طبيب للتأكُّد من الوضع الصحِّي عندها؟

كما ذكرنا سابقًا قد تنقطع الدورة الشهريَّة لدى الأنثى لأسباب اعتياديَّة يمكن لأي أنثى التنبُّؤ بها ومعرفتها دون الحاجة لمراجعة طبيب مختصّ، لكن هناك بعض الأسباب التي لا يمكن تشخيصها ذاتيًّا، ومن ذلك ما يأتي: 

استخدام وسائل تحديد النسل:

ويشمل ذلك استخدام اللولب الهرموني أو تناول الأدوية وخصوصًا في الأشهر الأولى لاستخدام الحبوب، إضافةَ إلى ذلك قد تؤدِّي الحقن أو الزرع إلى فترات غياب الطمث، ولا بدّ من مراجعة طبيب بصورة دوريَّة للتحقّق من أن الأمور تسير بالشكل المطلوب.

سوء التغذية:

تؤثر التغذية غير الصحيَّة على عمل الغدة النخاميَّة ومنطقة ما تحت المهاد بصورة سلبيَّة، ممَّا يؤدِّي إلى انقطاع الدورة الشهريَّة أحيانًا.

نقصان وزن الجسم:

يؤدِّي نقصان وزن الجسم إلى خلل في عمل الغدة النخاميَّة ومنطقة ما تحت المهاد، ممَّا يسبِّب مشكلة انقطاع الطمث الوظيفي تحت المهاد وهي مشكلة مزمنة.

زياة وزن الجسم:

تؤدِّي الزيادة المفاجئة والمفرطة في وزن الجسم إلى خلل في إنتاج الهرمونات ممّا يتسبَّب في غياب مؤقَّت للدورة الشهريَّة عند الأنثى.

القلق والاكتئاب:

تؤثِّر هذه المشاعر السلبيَّة على إفراز الهرمونات بصورة مباشرة خصوصًا عند وجودها بمعدَّلات مرتفعة، ممّا يؤدِّي إلى فترات غياب الطمث الوظيفي تحت المهاد.

الإجهاد الكبير الذي تسبِّبه ممارسة الرياضة بصورة مفرطة:

يؤدِّي الإفراط في ممارسة التمارين الرياضيَّة المُجهدة إلى ظهور مشكلة انقطاع الطمث الوظيفي تحت المهاد، خصوصًا إذا كانت ممارسة هذه التمارين منتظمة ومتكرِّرة.

اضراب الأكل:

يشمل اضطراب الأكل فقدان الشهيَّة إلى جانب الشره الغذائي، وكلاهما قد يتسبّب في فترات غياب الطمث لدى الأنثى.

تناول بعض الأدوية النفسيَّة:

يؤدي تناول الأدوية النفسيَّة كمضادَّات الذِّهان والاكتئاب أو مثبِّتات المزاج على طبيعة عمل الغدة النخاميَّة ومنطقة ما تحت المهاد، وهذا يعني خللًا في إنتاج الهرمونات ممَّا يؤدِّي إلى غياب مؤقَّت للدورة الشهريَّة.

متلازمة المبيض متعدِّد الكيسات:

تعاني 6-8 % من النساء حول العالم من هذا النوع من الاضطرابات الهرمونيَّة، وقد تؤدِّي إلى زيادة مستوى الهرمونات الذكريَّة لدى الأنثى ويمكن تفسير ذلك بارتفاع مستوى الاندروجين في الدم.

من الأعراض التي تتسبِّب المتلازمة في ظهورها والتي يمكنكِ ملاحظتها بسهولة ما يأتي: 

  1. عدم انتظام الدورة الشهريَّة لدى الأنثى وغيابها.
  2. نموّ شعر زائد على الجسم.
  3. زيادة مفاجئة في الوزن.
  4. ظهور حبّ الشباب.

فشل المبيض المبكِّر:

وهو اضطراب عمل المبيض قبل تجاوز سن 40 لدى الأنثى، وهو مشكلة مختلفة عن الانقطاع المبكّر والدائم للدورة الشهريَّة.

متلازمة تيرنر:

تعدّ هذه المتلازمة من المشاكل الوراثيَّة لدى الأنثى، وتعني قصورًا في المبايض.

وجود عيوب في الجهاز التناسلي الأنثوي:

وهي العيوب التي تمنع دم الحيض من الخروج عبر المهبل، وأبرزها غشاء البكارة غير المثقوب أي بدون فتحة تسمح للدم بالعبور.

مشاكل في الغدَّة النخاميَّة:

تعدّ الغدَّة النخاميَّة المسؤولة عن إفراز الهرمونات المرتبطة بالحيض لدى الإناث، ووجود مشكلة فيها قد يعني غياب الطمث.

وقد يكون العلاج الإشعاعي أحد أسباب وجود هذه المشاكل.

كيف يمكن علاج غياب الطمث؟

تعتمد الطريقة المتَّبعة للعلاج على السبب الفعلي للمشكلة، لذا لا بدّ أوّلًا من محاولة التخلُّص من السبب ومن ثمّ النظر فيها.

من أهمّ الطرق المحتملة للعلاج ما يأتي: 

  • العلاج بالهرمونات.
  • تناول الأدوية بوصفة طبّيَّة.
  • إجراء عمليات جراحيَّة مرتبطة بالمشكلة.
  • الحصول على برنامج غذائي صحِّي.
  • استشارة مختصّ في حالات اضطراب الأكل أو فقدان الشهيَّة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات