المقالاتحياة ومجتمع

صورة الجسم والصحَّة الجنسيَّة عند النساء

تشير صورة الجسم إلى الطريقة التي تفكِّر وتشعر بها المرأة (أو الفرد عمومًا) تجاه جسمها، وقد يشمل ذلك حجم جسمها وشكله أو أجزاء معيَّنة منه، والجدير بالذكر أنَّ صورة الجسم لا تدلُّ بالضرورة على  المظهر الفعلي، فقد تشعر بعض النساء -مثلًا- أنَّ أجسامهن أعرض ممَّا هو عليه في الواقع، وعندما يتعلَّق الأمر بالجنس، فيمكن أن تؤثِّر الطريقة التي ترى النساء بها أجسامهن تأثيرًا كبيرًا على شعورهن بالرغبة الجنسيَّة، وقدرتهن على الاستثارة.

كيف تؤثِّر صورة الجسم على الصحَّة الجنسيَّة عند النساء؟

تؤثِّر صورة الجسم السلبيَّة عند المرأة على صحَّتها الجنسيَّة بطريقتين هما: ما تعتقده عن نفسها، وكيف تعتقد أنَّ زوجها يفكِّر في جسمها، وفيما يأتي توضيح لكل منهما:

  • كيف ترى نفسها

إذا شعرت الزوجة أنَّ جسمها غير جذَّاب، فهذا يؤدِّي إلى تدنِّي احترامها لذاتها جنسيًّا، ممَّا سيدفعها غالبًا إلى تجنُّب النشاط الجنسي، إذ تتكوَّن الدورة الجنسيَّة من ثلاث مراحل هي: الرغبة والاستثارة والنشوة الجنسيَّة، وبمجرد اختلال مرحلة واحدة من هذه الدورة، غالبًا ما تتعطَّل مراحل أخرى.

فكلَّما نظرت الزوجة إلى جسمها بطريقة سلبيَّة واستمرَّت بانتقاده، زاد قلقها حيال رؤية زوجها ولمسه لها- وستكون أقلّ قدرة على الشعور بالاستثارة، فبعض المخاوف المحدَّدة بشأن جسمها -مثل القلق بشأن حجم أجزاء معيَّنة منه أو وزنه- هي من أقوى العوامل التي تؤدِّي إلى مشكلات النشوة الجنسيَّة.

  • كيف تعتقد أنَّ زوجها يراها

إذا اعتقدت امرأة أنَّ زوجها يجدها جذَّابة، فإنَّ أداءها الجنسي سيتحسَّن تلقائيًّا، لكن إذا اعتقدت عكس ذلك -حتى لو لم يكن الواقع كذلك- فسوف تتراجع رغبتها، وكذلك قدرتها على الاستثارة.

ومن الأمثلة الشائعة في هذا الشأن هو ما يصيب النساء في سنِّ اليأس، إذ تشعر بعضهن بأنَّهن لم يعدن جذَّابات لأزواجهن، ممَّا يؤدِّي إلى فقدان رغبتهن الجنسيَّة (إضافةً إلى أنَّ الهرمونات قد تكون سببًا لفقدان الرغبة أيضًا)، وهذا الشعور بفقدان الجاذبيَّة يكون ناتج عن نظرتهن لأنفسهن.

نصائح لحلِّ مشكلات صورة الجسم والصحَّة الجنسيَّة عند النساء

فيما يأتي بعض النصائح لحلِّ مشكلة صورة الجسم التي تؤثِّر سلبًا على الصحَّة الجنسيَّة:

  • تجنَّبي الحديث السلبي مع النفس

حاولي قدر الإمكان تقليل كميَّة الحديث السلبي عن نفسكِ، وركّزي أكثر على الرسائل الإيجابيَّة والحياديَّة التي تخبري بها نفسكِ عن جسمكِ، وفي حين أنَّه من الطبيعي ألا تحبِّي كل جزء منكِ، إلا أنَّ قبول واحترام جسمكِ كما هو من شأنه أن يساعد على تقليل نظرتكِ السلبيَّة له.

تذكَّري أنَّ جسمكِ ليس سوى جزء من هويّتكِ، وأنَّ جزءًا كبيرًا من مظهركِ تحدِّده جيناتكِ، وهو أمر خارج عن سيطرتكِ، ومن خلال تقليل الحديث السلبي عن جسمكِ، والتركيز على ما يمكنكِ التحكُّم به، ستتمكَّنين من ممارسة الجنس بشكلٍ أكثر إشباعًا.

وبدلًا من التركيز على صفاتكِ المتعلِّقة بالمظهر طوال الوقت، قدِّري الصفات الإيجابيَّة والمهارات التي تتمتَّعين بها كشخص.

  • صدّقي زوجك

يصاب العديد من الأزواج بالإحباط، لأنَّ زوجته لا ترى نفسها جميلة وترفضه، رغم أنَّه يراها عكس ذلك تمامًا، لذا صدّقي زوجتكِ عندما يُعبّر عن إعجابه بكِ.

ثقِّفي نفسكِ حول دور المجتمع وسائل الإعلام في التأثير على صورة جسم المرأة

نتَّفق جميعًا أنَّ وسائل الإعلام المختلفة (بما فيها التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي) تضع معايير محدودة لجمال النساء، إذ تُظهر غالبًا أنَّ النساء الجميلات هنَّ الشابات والبيضاوات والنحيفات، وهذا التأطير للجمال يؤدِّي بالعديد من النساء إلى كره أنفسهن وأجسامهن.

ولذلك، فإنَّ الاقتناع بأنَّ وسائل الإعلام تصوِّر باستمرار معايير جمال غير واقعيَّة يساعد على زيادة احترامك لذاتك وصورة جسمكِ. 

جرِّبي منح نفسك استراحة من المجلات النسائيَّة ووسائل الإعلام (بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي)، وتوقَّفي عن متابعة الصفحات التي تركِّز على المظهر.

  • ركِّزي على زوجكِ

بدلًا من التركيز على أي أفكار سلبيَّة عن جسمكِ أثناء ممارسة الجنس، وجّهي تركيزكِ على زوجكِ، وكيف يصبح أكثر إثارة وسعادةً بالتواجد معكِ. 

  • مارسي اليقظة

عندما تسيطر صورة الجسم السلبيَّة عليكِ، فإنَّ عقلكِ ينشغل بأفكار غير جنسيَّة ويصبح غير قادر على التركيز على الحاضر، وهذا ضار بشكل خاصّ عند ممارسة العلاقة، إذ تصبحين غير قادرة على التركيز على سعادتكِ أو متعة زوجكِ، ممَّا يؤدِّي إلى انخفاض الإثارة.

وهنا تأتي أهميَّة ممارسة اليقظة، فهي بمثابة تدريب على أن تعيشي اللحظة الحاضرة، أي أنَّ ممارسة اليقظة في غير وقت الجنس تمنحكِ الفرصة للتركيز أثناء ممارسة الجنس والاستجابة لإشارات جسمكِ الجنسيَّة، وإشارات زوجكِ، ومن ناحية أخرى، تزيد اليقظة أيضًا من الرغبة الجنسيَّة، إذ أنَّها تسمح لكِ بملاحظة أحاسيسكِ الداخليَّة عندما تأتي وتذهب، بما في ذلك الرغبة.

  • خذي نفسين عميقين

تدرَّبي على أخذ نفسين عميقين عند ممارسة الجنس، وركِّزي على إحساسكِ أثناء التنفس لثانية أو ثانيتين عوضًا عن الأفكار السلبيَّة، وقد تساعدك ممارسة ذلك يوميًّا على تقليل توتّركِ.

  • تجنَّبي المقارنات

من المهم أن تدركي حقًا أنَّ الجمال يأتي في جميع الأشكال والألوان والأحجام، وأنَّ البشر متنوّعون ومختلفون في كل شيء، وعوضًا عن مقارنة نفسكِ بالآخرين،أحبِّي جمالكِ الفريد.

إذا كنتِ تشعرين بعدم الرضا عن جسمك، وأنَّ الصورة السلبيَّة لجسمكِ تعيقكِ عن عيش حياتك أو القيام بالأشياء التي ترغبين بها بشكل طبيعي، أو أنكِ أصبحتِ تتَّبعين نظامًا غذائيًّا مقيِّدًا للغاية، أو غيره من سلوكيَّات الأكل أو التمارين غير الصحيَّة، فإنَّ طلب المساعدة من المختصَّين يكون ضروريًّا في هذه الحالة، إذ يمكن للأخصائيِّين النفسيِّين وأخصائيي التغذية وغيرهم من المتخصِّصين الصحيِّين مساعدتكِ على تحسين صورة جسمك وعلاقتكِ بالطعام والنشاط البدني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات