برنامج من وحي الذاكرة مع قيس أبو حلاوة – ناجي العلي
راديو النجاح – برنامج من وحي الذاكرة مع قيس أبو حلاوة (ناجي العلي) – الحلقة الثانية
ناجي العلي .. رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، واعتُبرَ من أهم الفنانين الفلسطينيين والعرب.
ولد ناجي سليم حسين العلي في قرية الشجرة بالجليل الشمالي، أو كما قال هو ولدت حيث ولد المسيح بين طبرية والناصرة، وهو من أسرة فقيرة عملت في الزراعةِ والأرض.
لم يعرف ناجي العلي يوماً معناً للإستقرار، فشرد عام النكبةِ الفلسطينية عقب سيطرة العصابات الصهيونيةْ على أجزاء كبيرة من أرض فلسطين، ولجأ وقتها مع عائلته باتجاه لبنان إلى مخيم عين الحلوي شرق مدينة صيدا.
فبين جنبات هذا المخيم وعلى جدرانه رسم ناجي ما ظل عالقاً بذاكرته عن وطنه فلسطين، ما كان يراه من ألم وحزن في عيون اللاجئين إلى أن زارَ غسانْ كنفاني ذاتَ يومٍ مخيمَ عينِ الحلويِ…شاهد رسومَ ناجي العلي، فنشرَ له بعضاً منها في مجلةِ الحُرية.
وعن فنهِ قال ناجي العلي: أنا أرسم، لا أكتبُ الأحجيةَ، لا أحرقُ البخورَ، ولكنني أرسم، وإذا قيل إن ريشتي مبضع جراح، أكون حققت ما حلمت طويلا بتحقيقه.
وُلدت شخصية حنظلة…في الخامس من حزيران عامَ سبعةِ وستين مع النكسة وعن حنظلة قال ناجي في إحدى مقابلاتهِ: ولد حنظلة في العاشرة من عمره، وسيظلُ دائماً في العاشرة من عمره.
ففي تلكَ السنْ غادرَ فلسطين، وحين يعود إليها سيكون بعد في العاشرة، ثم يبدأُ بالنمو، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه، لأنهُ استثناء كما أن فقدان الوطن استثناء.
وفيما بعد حرب اكتوبر عام 73، عقد حنظلة يده خلف ظهره، بسبب عمليات التطبيع التي شهدتها المنطقة العربية، ودلالة منه على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائرٌ وليس مطبعاً.
عام 87، رحلَ ناجي العلي، لكنَ حنظلةَ ما يزالُ باقياً بيننا، مقيماً في الوُجدانِ الفلسطينيِ والعربي، حاضراً في ذاكرةِ الأجيالِ الجديدة، والتي جعلت منه رمزاً للمقاومةِ والهُويةِ الفلسطينية.