المقالاتتربية وتعليم

المعاجم التربويَّة

المدرسة

تقديم:

إن تحديد وبيان المفاهيم والمصطلحات التربويَّة، هو في الأصل إظهار للأرضيَّة العلميَّة المشتركة والجامعة بين الباحثين والمتدخلين في  علوم التربية،باعتبار  أن علوم التربية  من العلوم الحديثة والجديدة التي استفادت من التحولات المعرفيَّة والعلميَّة التي وقعت في  العلوم الإنسانيَّة،ما جعل  علوم  التربويَّة  غنيَّة بالمفاهيم،وتحمل  كثير من المصطلحات الجديدة التي رحلت من تخصصاتها  الأصليَّة التي نشأت فيها،  لتستقر بمفاهيم  جديدة في هذا العلم الجديد،المسمى بعلوم التربية.

فأهميَّة المفهوم تتَّحد في أنه الجهة  المؤطرة والموجة  للتوجه المنهجي،الذي تأخذ به العلوم، ما دامت المفاهيم  والمصطلحات عرفا خاصا داخل أي حقل معرفي.

تعريف المصطلح:

والمصطلح في معناه العام هو مفهوم خاص، له دلالة خاصة تبعا للحقل العلمي والمعرفي التي ينتمي إليه ويستعمل فيه.

والغاية من المصطلح  في أيِّ تخصُّصٍ علمي هو” تحقيق التفاهم والتواصل المشترك  بين الفئة المستعملة لذلك المصطلح “.

وعلوم التربية لا تسقيم في مواضيعها وعناصرها وجهاتها، بدون وضوح مفاهيمها المستعملة والمتداولة فيها.علما أننا نعيش اليوم  تعدُّدًا في الحقول المعرفيَّة والعلميَّة ،وعليه ليس للباحث إلا التحقُّق من المفاهيم التي يتداولها ويستعملها في ذلك الحقل العلمي.

أهميَّة المصطلح:

من شروط المصطلح التربوي الوضوح والبيان،وهذا من  شأنه أن يخلق أكبر مساحة واسعة من الفهم الواسع، ومن التواصل المشترك بين الباحثين في قضايا التربية، وييسر لهم  التفاهم  والتواصل، في أهم القضايا التربويَّة والبيداغوجيَّة، مع إبراز الإشكالات الكبرى المتعلّقة بعلوم التربية بين المشتغلين والمتدخِّلين في قطاع التربية والتعليم….[1].

هذه الأهميَّة التي نالها المصطلح في علوم التربية، دفعت الأستاذ احمد اوزي إلى القول والتصريح  بأنَّه:”لا تستقيم علوم التربية ولا تغدو معارفها واضحة لذا مكتسبها دون وضوح مصلحاتها ومفاهيمها …”.[2]

بموجب هذا الاعتراف المبدئي بأهميَّة المفهوم التربوي،فقد ظهرت معاجم حاملة لأهم المفاهيم والمصلحات التربويَّة و البيداغوجيَّة المتداولة في علوم التربية،وفي فروعها،أعني البيداغوجيا،والديداكتيك،وهذه المعاجم تعين الباحث  وتساعده على التعرُّف على المفهوم المتداول في علوم التربية ،فهي مصادر ضروريَّة للباحث في علوم التربية،ولكل من اختار الوجهة التربويَّة فضاء للبحث الأكاديمي،وهي  ضروريَّة لمن ينجز  أو يعدّ بحوثا  إجرائيَّة في هذا العلم.

وقد اتَّسع الاهتمام بالمفاهيم التربويَّة أمام اتساع العناية والاهتمام، بالبحوث التربويَّة التدخليَّة  والإجرائيَّة، لأنها هي الوجه التطبيقي   والعملي الكاشف  للعمليَّة التعليميَّة في بعدها    العملي،أعني في جهة الممارسة الصفيَّة.

وعليه فمن أبرز  هذه المعاجم:

ــمعجم علوم التربية: مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك لمجموعة من الباحثين تحت  إشراف الدكتور عبد اللطيف الفرابي،إصدار سلسلة علوم التربية العدد : 9 و10 السنة 1994.

ـالمنهل التربوي لعبد الكريم غريب وهو منشورات مجلة عالم  التربية –ط—1- السنة2006.

– المعجم الموسوعي الجديد لعلوم التربية لأحمد ازوي وهو منشورات مجلة علوم التربية:2016.

-مصطلحات تربويَّة معاصرة للدكتور جميل حمداوي إصدار موقع الوراق السنة: 8201.

–  معجم   المصطلحات التربويَّة والنفسيَّة للدكتور حسن شحاتة للدكتورة زينب النجار
المراجعة والتقديم: د. حامد عمار إصدار : الدار المصريَّة اللبنانيَّة – القاهرة السنة: 0320 .


[1] المنهل  في علوم التربيَّة  للدكتور عبد الكريم غريب  : .منشورات مجلة عالم التربيَّة ط:-1-السنة:2006. ج:2  ص:5 33.

[2] -المعجم الموسوعي الجديد  لعلوم التربيَّة  لأحمد اوزي:  ص:5
_______
* محمد بنعمر/أكاديمي من المغرب.

*المصدر: التنويري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات