كتابي للسنة الثالثة ابتدائي أنموذجا
تقديم الموضوع
يأتي هذا البحث التربوي في سياقٍ خاص، يتحدَّد فيما تعرف المنظومة التعليميَّة في الآونة الأخيرة من تحوّلات سريعة، ومن تطوّرات عميقة وشاملة مسَّت هذه التحولات بالأخص البرامج التعليميَّة و المناهج الدراسيَّة في بنائها وهندستها ومكوناتها ووحداتها في جميع الأقطاب المركبة لها، ومنها بالأخص منهاج اللغة العربيَّة الذي عرف بدوره تغيرات عديدة في بنائه ووحداته، بفضل صدور المنهاج الجديد المنقح، فهو من أبرز المناهج التي تعرَّضت للمراجعة والتقويم في مرجعياته وبرامجه ووحداته في المشروع التربوي الجديد المسمَّى “المنهاج الجديد المنقح”.
واعترافا بأن العمليَّة التعليميَّة عمليَّة مركبة تتركَّب من عدة عناصر وتتألف من مكونات وأسس ودعائم،ممَّا يجعل العمليَّة التعليميَّة من أبرز العناصر الأساسيَّة المساهمة في التأثير على المعلم والمتعلم على حدٍّ سواء،باعتبارهما من المحاور الأساسيَّة في العمليَّة التعليميَّة،لأن أطراف الأساسيَّة في هذه العمليَّة التعليميَّة وعناصرها الأساسيَّة عادة ما تحدّد في :المعلم-المتعلم-المضمون-المنهاج الدراسي.
وعملا بهذا التوجيه في كون البحث التربوي هو الوجه التطبيقي والكاشف للعمليَّة التعليميَّة في بعدها الإجرائي العملي،والمجلي لإكراهاتها وصعوبتها في تنزيلها وتطبيقيها في الأنشطة الصفيَّة للمتعلم، فإن اختيارنا في هذا البحث يتجه إلى إظهار المضمون التربوي والحمولة الديداكتيكيَّة للصورة في الكتاب المدرسي: انطلاقا من الكتاب المدرسي الجديد : “كتابي للسنة الثالثة” الطبعة الجديدة السلك الابتدائي.
واختيارنا لهذا الموضوع يعود إلى الأهميَّة التربويَّة والبيداغوجيَّة للصورة،فهي من أهم الوسائل التعليميَّة حضورا في الكتاب المدرسي، لأنها وسيلة مفيدة في التعلم، وحاملة للقيم،،إذ تحتل الصورة موقعا بارزا ضمن الدعامات البيداغوجيَّة البصريَّة المعتمدة والمعينة على التدريس، فضلا على تأثيرها المباشر على فكر الإنسان وحياته؛ إذ أصبحت الصورة وسيلة اتصاليَّة فعّالة في الفترة المعاصرة، إضافة إلى بعد الإثارة والدافعيَّة التي تحملها بالنسبة للمتعلم،وقد ازدادت الأهميَّة للصورة في التربيَّة والتعليم بشكل أكثر أمام التحولات والسياقات التي عرفتها المجتمعات المعاصرة،وأعني سياق الثورة الرقميَّة التي عرفها العالم اليوم.
لأن المتعلم أصبح هو المركز والمحور في العمليَّة التربويَّة والتعليميَّة،وهذا ما يتطلب تنمية قدراته والرفع من مهاراته حتى يكون في مستوى العطاء والمبادرة الإيجابيَّة في حياته اليوميَّة والدراسيَّة والمهنيَّة بصفة عامة.
فلا أحد يشك في مدى الأهميَّة التربويَّة للصورة في بناء التعلمات الأساس وإعداد المتعلم للأنشطة الصفيَّة والخارج الصفيَّة، فهي وسيلة تعليميَّة خادمة لكفايات وأهداف المادة،فضلا عما تحمله من مضامين تربويَّة وقيميَّة للمتعلم.
فالصورة من أبرز الأدوات المعدة للوسائل التعليميَّة، فهي تعتمد على مخاطبة حواس المتعلم، خاصة حاستي السمع والبصر.
أهداف البحث
-إظهار الموقع التربوي للصورة في المنهاج الجديد للسلك الابتدائي.
-إظهار أهميَّة الصورة على المستوى التربوي والبيداغوجي.
-إبراز الأهميَّة للصورة وحمولتها التربويَّة في موافقتها لأهداف المادة التعليمة.
-تحديد مدى خدمة الصورة للأهداف الإجرائيَّة لوحدات اللغة العربيَّة في مكون مادة اللغة العربيَّة.
-تشخيص البناء والهندسة الديداكتيكيَّة المركبة للصورة في الكتاب المدرسي.
-مفاهيم ومصطلحات البحث
إن تحديد المفاهيم ورصد المصطلحات يعد عملا إجرائيا في البحوث التربويَّة،بل إن تحديد المفهوم يساعد على تمثل العناصر المركبة للبحث، بهذا الاعتبار والأهميَّة لمفاهيم البحث، فمن أهم المفاهيم التي سنسعى إلى مقاربتها في هذا البحث:
ـالصورة ـ الهدف التربوي ـ المنهاج التعليمي
واعتمدنا في تحديد على أهم المعاجم المخصصة للمفهوم التربوي ومنها بشكل خاص:
ـالمعجم الموسوعي الجديد في علوم التربيَّة للدكتور احمد اوزي الصادر سنة: 2006.
مـصـطــلحــات تــربـــويَّة مـعـــاصــرة للدكتور جميل حمداوي
منهجيَّة البحث
انطلاقا من هذا البعد المعرفي وهو أن طبيعة الموضوع ومضمونه هو الذي يفرض طبيعة المنهج، ونظرا للبعد الإجرائي التطبيقي لهذا البحث في معاينة دور الصورة في بناء التعلمات .
فقد اخترنا منهجيَّة الاستمارة في هذا البحث،بحيث اعتمدنا تقنية استمارة، وقمنا بتوزيعها على مجموعة من أساتذة القسم السنة الثالثة ابتدائي يبلغ عددهم عشرون أستاذا يعملون في أربع مدارس توجد في المجالين شبه الحضري والقروي.
-خطة البحث
إن الخطة التي اخترناها لهذا البحث تتركب من العناصر الآتية:
1- الشقّ التمهيدي.
2-الشقّ النظري.
3-الشقّ التطبيقي العملي.
-تفريغ معطيات الاستمارة غالى أرقام عدديَّة.
ـالتعليق على النتائج ـالاستنتاج والاقتراحات
-ملاحق عامة.
-فهرس الموضوعات.
– فهرس المراجع والدوريات والمجلات والمواقع الالكترونيَّة المعتمدة.
ـالدراسات السابقة في الموضوع:
ـالصورة والتربيَّة على القيم المدرسة المغربيَّة نموذجا لمجموعة من الطلبة الأساتذة المتدربين إشراف الأستاذ محمد بنعمر المركز الجهوي لمهن التربيَّة والتكوين الفرع الإقليمي بالناضورالسنة :2013 ـ 2014.
ـالدور التربوي للصورة للدكتور عز الدين خطابي بحث منشور بموقع مؤمنون بلاحدود سنة النشر: 16 oct. 2015.
– الصورة في الكتاب المدرسي بحث ضمن ندوة : تعليم اللغة العربيَّة في المدرسة الابتدائيَّة ـ ندوة مركز الوسيط الدولي فاس ابريل :2018
ـ تكنولوجيا إنتاج المواد التعليميَّة للدكتور دار الطباعة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2000 .
فالمشترك بين هذه البحوث أنها تتفق في كون الصورة لها من الإمكانيات التربويَّة والتعليميَّة فهي تحمل دورا فاعلا وكبيرا في التربيَّة،إننا نعيش عصر وحضارة الصورة .
وقد انهينا هذا البحث بتقديم هذه التوصية العامة وهي المزيد من العنايَة والاهتمام بالصورة في العمليَّة التعليميَّة التعلميَّة،بهدف تنمية الوعي بالتربية البصريَّة عند المتعلمين بصفة عامة وفي بجميع المستويات .
________
*محمد بنعمر
*المصدر: التنويري.