المقالاتحياة ومجتمع

العمر والصحَّة الجنسيَّة

تتأثَّر الصحَّة الجنسيَّة للمتزوِّجين عادةً مع تقدُّم كليهما بالعمر، وقد يرى البعض بأنّ الحياة الجنسيَّة لا بدّ أن تتوقَّف تمامًا عند الوصول إلى مرحلة معيَّنة مع أنَّ هذا علميًّا لا يٌعدُّ دقيقًا، فالإنسان البالغ يحتاج إلى التعبير الجنسي بغض النظر عن عمره، إلّا أنَّ التغييرات العقليَّة والجسميَّة التي تطرأ على الإنسان طبيعيًّا مع تقدُّم سنّه تؤثِّر بالطبع على صحِّته الجنسيَّة بصورةٍ ما؛ لذا لا بدّ من التكيُّف مع هذه الفكرة واستيعابها.

الصحَّة الجنسيَّة والعمر بالنسبة للأنثى

ينخفض النشاط الجنسي للأنثى بنسبة تصل إلى 40% عندما يتراوح عمرها بين (65-74) عامًا، وقد تنخفض بنسبة أكبر بعد ذلك، إذ يعتمد انخفاض النشاط الجنسي على الزوج أيضًا، فكلَّما كان الزوج أقلّ صحَّةً يكون الانخفاض في الرغبة والنشاط الجنسي للزوجة أكبر.

تأثير انقطاع الحيض على الصحَّة الجنسيَّة للأنثى

يعدُّ انقطاع الحيض بالنسبة للأنثى سببًا في حدوث العديد من التغييرات الجسميَّة والهرمونيَّة، فانخفاض مستوى هرمون الإستروجين يؤثِّر بصورة مباشرة على الأعضاء التناسليَّة، فينكمش الفرج وجدار المهبل لديها، فضلًا عن زيادة حساسيّتها وألمها الناتجين من انخفاض ترطيب المنطقة الحسَّاسة، ممَّا يعني بأنَّ وقت الإثارة المطلوب سيكون أطول، إضافةً إلى ضرورة التحقُّق من الحالة الصحيَّة عند الانزعاج من العلاقة الزوجيَّة، لتفادي تفاقم المشكلة الموجودة وحلّها سريعًا.

الصحَّة الجنسيَّة والعمر بالنسبة للذكر

يحتفظ الزوج برغبة وصحَّة جنسيَّة أطول من الزوجة عادةً، إذ تشير الدراسات إلى أنَّ 70% من الذكور يحتفظون بنشاط جنسي واضح حتى بعد بلوغ 70 عامًا، ومع ذلك فإنَّ قدرة الذكر على الممارسة الجنسيَّة تتأثَّر مع تقدُّمه في العمر.

ضعف القدرة على الانتصاب مع التقدُّم بالعمر

تُعدُّ مشكلة ضعف القدرة على الانتصاب من أكثر المشاكل التي تواجه الذكر مع تقدُّمِه في العمر عمومًا، إضافةً إلى الحاجة إلى وقتٍ طويل في الإثارة، ممَّا يعني وجود ضعف جنسي واضح عند الوصول إلى مرحلةٍ عمريَّة معيّنة، أمَّا بالنسبة لعوامل حدوث هذا الضعف فيمكن أن نقسِّمها إلى عاملين رئيسيَّين، هما:

  • التغيُّر الهرموني المتمثِّل بانخفاض مستوى هرمون التيستوستيرون في الدم.
  • الأدوية المصاحبة للأمراض المزمنة الشائعة الناتجة عن تقدُّمه في السنّ، لذا لا بدّ من مبادرة الأزواج لسؤال الطبيب عن مدى تأثير الأدوية المستخدمة على الصحَّة الجنسيَّة عند الحصول على الوصفات الطبيَّة المختلفة.

أدوية تؤثِّر سلبًا على الصحَّة الجنسيَّة للذكور

من الأمثلة على بعض الأدوية ذات التأثير السلبي على الصحَّة الجنسيَّة للذكور ما يأتي: 

النشاط الجنسي الجيِّد خلال سنِّ الثلاثين وأثره المستقبلي

يُقال بأنَّ الصحَّة الجنسيَّة والنشاط الجنسي الجيّد خلال سنّ الثلاثين ينعكس إيجابيًّا على الإنسان عند وصوله إلى الستين، إذ يصبح الارتباط الزوجي مهيمنًا على العلاقة ويطغى على الجانب المحصور بالانجذاب فقط، فتكون المودَّة، والأمان، والالتزام أساسًا للعلاقة الزوجيَّة بغض النظر عن الإشباع الجنسي الحقيقي، ممَّا يعني استمرار الاهتمام بالتواصل الحميمي بين الزوجين تلقائيًّا. 

هل تناسب بدائل هرومون الإستروجين الجميع؟

يمكن أن تلجأ بعض النساء إلى تناول أدوية وعلاجات كبدائل لهرمون الإستروجين، إلا أنَّ هذه الأدوية قد لا تناسب الجميع، إضافةً إلى إمكانيَّة تسبُّبها بحدوث سكتةٍ دماغيَّة وجلطات، إضافةً إلى الخوف من خطر مساهمتها في الإصابة بالسرطان، لذا يمكن الاستغناء عن هذه الأدوية واللجوء إلى الكريمات المهبليَّة، أو المزلّقات للتخلُّص من مشكلة جفاف المهبل، كما يمكن استخدام أدوية بجرعات إستروجين مخفَّفة بعد استشارة طبيب.

مضار زيادة مستوى هرمون التيستوستيرون دوائيًّا

يتسبَّب علاج الرجال من خلال زيادة نسب هرمون التيستوستيرون في حدوث مشاكل الكبد والبروستاتا، إضافةً إلى تسبُّبه في رفع نسبة خلايا الدم الحمراء في الدم، لذا لا بدّ من الحرص على إجراء فحوصات الكبد والدم اللازمة قبل البدء بتناول هكذا أدوية، إضافةً إلى ضرورة تكرار هذه الفحوصات كل 6 أشهر بعد ذلك، إلى جانب الانتباه إلى أهمّيَّة إجراء فحص البروستاتا؛ إذ يمكن أن يؤدِّي تناول التيستوستيرون إلى انسداد المثانة أو حدوث مشاكل أخرى في المسالك البوليَّة.

يُنصَح الأزواج بالاهتمام بالنقاط التالية مع التقدُّم بالعمر:

  • يمكن الوصول إلى الإشباع الجنسي بين الزوجين من خلال العديد من الممارسات في حال عدم القدرة على الجماع، كالتقبيل والتواصل الحسِّي.
  •  تعدُّ مشاركة الأزواج لأفكارهم ومخاوفهم وتوضيحها بصورةٍ مباشرة أمرًا ضروريًّا، فلا مانع من وجود بعض التوجيهات الجنسيَّة.
  • قد تكون الفكاهة طريقة جيَّدة أحيانًا لإيصال الفكرة عن التردُّد والقلق بشأن ردَّة فعل الطرف الآخر.
  •  لا بدّ من الصراحة والانفتاح في الحياة الزوجيَّة للوصول إلى رضا الطرفين وتجنُّب العديد من المشاكل.
  • يمكن أن يكون توجُّه الأزواج لطبيب أو معالج جنسي أمرًا لا بدَّ منه في بعض الحالات، وبذلك يمكن الحصول على الاستشارة الصحيحة والحلول السلوكيَّة للصعوبات الموجودة، إضافةً إلى إمكانيَّة الحصول على أدوية جنسيَّة ملائمة أو استبدال بعض الأدوية المستخدمة للأمراض الأخرى.

للمزيد اقرأ في مقال كيف يختلف الجنس عن الحميمية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات