الانقراض
بقلم ليث أبو جليل
عاشت الديناصورات على وجه الكرة الأرضية لفترة تقارب ١٦٠ مليون سنة حيث كانت هي الفقاريات المسيطرة على الساحة السياسية و الاجتماعية حتى نهاية العصر الطباشيري. وقد صيغ مصطلح ديناصوريا رسميًا في سنة 1842 حيث اشتق المصطلح من الكلمات الإغريقية: “داينوس” بمعنى “عظيم”و “مذهل”، و”سوروس” بمعنى “عظاءة” أو “زاحف” (عظيم و مذهل لكنه يزحف زحفا).
إلا أن كلمة “ديناصور” تستخدم في الإنجليزية العامية أحيانًا للإشارة إلى شيء غير ناجح أو شخصٍ فاشل.
أما في الثقافة العربية فقد ارتبط المصطلح ببقاء الشخص فترة طويلة في منصبه مع أداء مصحوب بالفشل وإنكار للواقع ورفض للتغيير. كان عدد من الديناصورات عاشبًا وكان بعضها الآخر لاحمًا، كما أن أنواعًا منها سارت على قائمتيها الخلفيتين، فيما سارت أنواع أخرى على أربع قوائم .
وتشتهر الديناصورات بفعل حجم بعض الأنواع بالضخامة ( ديناصورات عملاقة )، الأمر الذي يولد فكرة لدى العامّة مفادها أن جميع هذه الحيوانات كانت عملاقة وهامة و ذات أثر إيجابي في المجتمع، إلا أنه في واقع الأمر فإن معظم الديناصورات كانت بحجم الإنسان أو أصغر.
(ميني ديناصور) وبرغم تنوعها و ضخامة بعضها و طول الفترة الزمنية التي عاشتها و التجارب التي مرت بها و الدروس التي توالت عليها ، إلا أن الديناصورات انقرضت في نهاية المطاف.
وقد وضعت الاكتشافات العلمية عدة فرضيات للأسباب التي أدت لذلك منها : تغير المناخ ، الاصطدام ، الأفخاخ ، إلا أن أهم هذه الأسباب حسب المراجع العلمية الموثقة هي : الفشل في التأقلم مع الظروف المتغيرة. يدعي علماء التطور أن الديناصورات لم تنقرض. وأن الطيور التي نعرفها اليوم هي في الأصل ديناصورات تطورت وأن بعضها عاش جنبا إلى جنب مع الديناصورات لكن كان له شكل مختلف ( رأس طير مع ريش و ذيل سحلية) . وإذا افترضنا صحة النظرية ، و أن الكائنات تتطور لمواجهة الظروف المتغيرة ، فستكون هذه الطيور قد عاشت حتى اليوم بسبب قدرتها على التكيف و التأقلم مع الأوضاع الجديدة.
تثير أسماء الديناصورات الاستغراب عند قراءتها أو النطق بها . لكنها قد تصبح مفهومة جدا وذات عبرة عند استبدال المقطع الأول منها باسم شخص أو نظام أو تنظيم يهوي نحو الانقراض.