الاستقلالية والثقة
الاستقلالية: إذا أردت ان تكون موضع ثقة، فالاستقلالية ركيزة أساسية لتحقيق ذلك، الاستقلالية قيمة أساسية واضحة لأي صحفي، ولكن كيف ستجيب عن الأسئلة الآتية:
هل أنت أو هل تبدو أنك مستقل تحريريا عن الحكومة، والمصالح السياسية والتجارية وأي مصلحة اخرى؟ هل ترفض أو تبدو رافضا تبني مؤسسة معينة أو انشطتها أو ما تقدمه من منتجات وخدمات؟ هل تتجنب بروز منتج معين في المحتوى الذي تنتجه؟ هل أنت متأكد من أن أنشطتك خارج وظيفتك الرئيسية لا تؤثر بشكل غير ملائم على إنتاجك من الأخبار والبرامج؟ الاستقلالية تتطلب أيضا الاعتدال فهي لا تعني أن يصبح المرء عنيدا ولا أن يكون متشككا في دوافع كل شخص لمجرد أنه يريد تأكيد استقلاليته.
المكانة والمظهر
قد تعتقد أنه لا يمكن لأي شخص أن يشكك في استقلاليتك لأنك صحفي. ومن المؤكد أن بي بي سي والعاملين بها يتمتعون بالاستقلالية حتى لا نقول “العناد” أحيانا. جميع الصحفيين كذلك، فهم من النوع الذي يقول لنفسه: “نحن لا نتلقى أوامر من أحد. نحن نتخذ قراراتنا بتغطية القصة والأولوية وترتيبها في البث والنشر”.
وخلاصة القول فإن الاستقلالية تسير جنبا إلى جنب مع النزاهة التحريرية والتجرد من الانحياز، ونحن نعرض الأخبار دون خوف او تفضيل. ولكن هناك مثل قديم يقول “نحن نحكم على انفسنا من خلال نوايانا ونحكم على الآخرين من خلال أفعالهم”. وببساطة، فإن الاعتقاد بأننا نتمتع باستقلالية أو نسعى إلى ذلك أو نعتزمه ليس كافيا. كذلك فإنك قد لا تضمن النجاح في إقناع كل فرد في جمهورك بأنك في الواقع مستقل.
وبسبب تعهدات صحفيي بي بي سي لجمهورهم يتوجب عليهم أن يظهروا استقلاليتهم في اتخاذ قراراتهم، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لتبديد أي شكوك وإزالة الغموض بشأن تلك الاستقلالية. وإذا ساورك الشك تجاه علاقتك بأحد شخوص الحدث اسأل نفسك: كيف سيبدو ذلك أمام شخص آخر؟ أو إذا عرف شخص من الجمهور أني حصلت على القصة الخبرية بهذه الطريقة فهل سيعتقدون أني كنت مستقلا؟ تأكد من الاحتفاظ دائما بمسافة كافية بين الحدث وتأثيراته المحتملة عليك؟ وإذا كنت تتعامل كصحفي مختص بشؤون الاقتصاد مع منتجات وعلامات تجارية مختلفة، قل لنفسك: هل هو واضح أنك تقدم تقريرا عن هذه المنتجات دون الترويج لها؟
المصدر: بي بي سي