المقالاتحياة ومجتمع

أدوات التواصل والاتِّصال بين الزوجين

إنَّ إحدى أهمّ ركائز نجاح العلاقات مهما كان نوعها هي عمليَّة التواصل والاتّصال ما بين أطراف العلاقة، فالعلاقات المهنيَّة في أُطُر العمل، والعلاقات الاجتماعيَّة، والسياسيَّة، والأسريَّة ومن ضمنها العلاقة ما بين الزوجين؛ فهي علاقة مهمَّة لبناء واستمرار الأسرة ضمن مجالٍ آمن يوفِّر الهدوء والسلام والمحبَّة لجميع الأفراد، ممَّا ينعكس إيجابيًّا على أداء كل فرد من الأسرة، وبالتالي على المجتمع.

إنَّ قدرة الطرفين على شرح تجربتهما ومشاعرهما واحتياجاتهما للطرف الآخر أمر بالغ الأهميَّة، وهو أمر يتحقَّق من خلال عمليَّة اتِّصال وتواصل فعّالة تساهم في دعم وتقوية العلاقة وجعل كل طرف يتفهّم موضع الطرف الآخر. فالاتِّصال والتواصل مرتبط بشكلٍ أساسي بعدَّة أمور منها: الاستماع (للزوج/ للزوجة)، والقدرة على التعامل مع المخاوف، وتحديد الحقائق، والاهتمام بالآخر، والصدق، والاحترام المتبادل، واستشارة الأهل والأقارب والأصدقاء من أهل الثقة وربما، أحيانًا، اللجوء لاستشارة متخصّصين في العلاقات الأسريَّة. 

هناك العديد من المؤشِّرات على وجود ضعف في التواصل بين الأزواج، حيث يتوجَّب على الطرفين العمل على ملاحظة وتقييم وضع التواصل فيما بينهما، وذلك من خلال الحرص على تقييم بعض الأمور التالية: 

  • وجود لغة سلبيَّة يستخدمها أحد الزوجين أو كلاهما.
  • استخدام نبرة صوت مرتفعة أو الصراخ.
  • عدم التسامح مع أمور يوميَّة أو بسيطة وتقديم النقد السلبي.
  • التحكُّم في المحادثات وعدم إعطاء (الزوج/الزوجة) المساحة للحديث.
  • اللجوء للصمت.

لتفادي الخلل في التواصل ما بين الزوجين وتحسين نوعيّته ممَّا ينعكس إيجابًا على العلاقة الزوجيَّة من الممكن للطرفين أن يقوما باتِّباع الخطوات التالية، والتي لا بد أن تساهم بجعل الأوضاع أفضل فيما بينهما، حيث لا تقتصر الحلول على الخطوات التالية فقط.

هناك العديد من الطرق والوسائل التي من الممكن للزوجين السعي لمعرفتها: 

  1. حافظ دومًا على تخصيص وقت للجلوس والحديث مع (الزوج/الزوجة).
  2. حاول استيعاب مشاعرك وفهمها، ممَّا قد يساعدك على الهدوء والتفاعل مع (الزوج/الزوجة) بضغوطٍ أخف. 
  3. فكِّر في توقيت فتح المواضيع وأهمّيتها، من الممكن أن يكون (الزوج/الزوجة) واقعًا تحت ضغوط من خارج إطار العلاقة الزوجيَّة، مثل العمل والأهل والأصدقاء.
  4. عند البدء بالحديث، حاول التحدُّث عن مشاعرك وحبّك لـِ (الزوج/ الزوجة)، وأهمّيَّة الموضوع الذي تريد طرحه في تحسين العلاقة بينكما. 
  5. ركِّز على حديثك وإعطاء (الزوج/الزوجة) المساحة للحديث والردّ على الموضوع.
  6. إذا شعرت بأنَّ حديث (الزوج/الزوجة) يسبِّب لك الإهانة أو عدم الارتياح، اطلب منه التوضيح. 
  7. حافظ على هدوئك، حتى لو انفعل (الزوج/الزوجة) يتوجَّب عليك التخفيف عنه، فربَّما يشعر بالخوف.
  8. ركِّز على فهم الموضوع والتوصُّل لأرضيَّة مشتركة وحلول مرضية للطرفين. 
  9. من الجيِّد وضع حدود في بعض الأحيان حتَّى بين الزوجين، تحديدًا فيما يتعلَّق بالخصوصيَّة. 

تجنَّب فعل الآتي:

  1. الصراخ.
  2. التحدُّث عن أخطاء أو أفعال من الماضي. 
  3. الصمت.
  4. مغادرة المكان وعدم التحدُّث.
  5. الاستهزاء والتقليل من مشاعر (الزوج/الزوجة). 
  6. استخدام سلوك غير لفظي يوحي بعدم الاحترام. 

تذكَّر عزيزي القارئ، بأنَّ التواصل لا يقتصر فقط على النطق، فهناك المكتوب منه وغير اللفظي؛ فخلال التواصل عن طريق الكتابة تجنَّب ذكر مواضيع من الممكن أن تُفهَم بشكلٍ سلبي، وذلك لأنَّ الكلمة المكتوبة تفتقر  إلى نبرة القصد التي تكون موجودة عادةً في الكلمة المنطوق ؛ فنحن عندما نتواصل بشكلٍ وجاهي، نستطيع أن نرسل الكثير من المعلومات دون أن نلفظ أي حرف، فوضعيَّة الجسد وتعبيرات الوجه وحركات اليدين تعطي إشارات وتوحي بمعانٍ تخبر (الزوج/الزوجة) بما تشعر به تجاهه.

إذا كانت مشاعرنا لا تتناسب مع كلماتنا، فغالبًا ما يكون التواصل غير اللفظي هو الذي “يُسمَع” ويُصدَّق. على سبيل المثال، فإنَّ قول “أنا أحبّك” لـ(زوجك/زوجتك) بنبرةٍ صوت سطحيَّة وتوحي بالملل، من الممكن أن تعطي رسالتين مختلفتين تمامًا. لاحظ ما إذا كانت لغة جسدك تعكس ما تقوله.

الاستماع والتواصل

يعدُّ الاستماع جزءًا مهمًّا جدًّا من عمليَّة التواصل الفعّال. حيث يمكن للمستمع الجيِّد أن يشجِّع (زوجه/ زوجته) على التحدُّث بصراحة وصدق، ممَّا يعطي المساحة للطرفين بفهم مشاعر كلّ منهما. تتضمَّن القائمة التالية نصائح لتنفيذ عمليَّة استماع فعَّالة:

  1. حافظ على التواصل البصري المريح.
  2. ركِّز على الطرف الآخر وقم بالإيماءات لإظهار الاهتمام.
  3. اتَّخذ وضعيَّة جسديَّة مفتوحة وغير دفاعيَّة، وكن مسترخيًا إلى حدٍّ ما، مع عدم تشبيك ذراعيك ورجليك.
  4. واجه الشخص الآخر – لا تجلس أو تقف بشكل جانبي.
  5. اجلس أو قف على نفس المستوى لتجنّب النظر للأعلى أو للأسفل تجاه الشخص الآخر.
  6. تجنَّب الإيماءات المشتِّتة للانتباه مثل التململ، أو اللعب بالأغراض، أو إلقاء نظرة خاطفة على أجزاء من الغرفة، أو النقر على قدمك، أو تحريك أصابعك بشكلٍ ملفت.
  7. اعلم أن الحواجز الماديَّة أو الضوضاء أو الانقطاعات ستجعل التواصل الجيِّد صعبًا. كتم صوت الهواتف أو أجهزة الاتِّصال الأخرى للتأكيد على أنَّك تستمع حقًّا، سيكون أمرًا رائعًا.
  8. دع الشخص الآخر يتحدَّث دون مقاطعة. إذا أردت التحدُّث بإمكانك الطلب، أو انتظار لحظة مناسبة.
  9. أظهر اهتمامًا حقيقيًّا من دون تكاليف ومجاملات.
  10. استخدم عبارات حازمة وواضحة مثل؛ “أشعر … بخصوص …”، “ما أحتاجه هو …”.
  11. كن على علم بنبرة صوتك.
  12. أطلب من (الزوج/الزوجة) أن يقول لك رأيه، وما إذا كان لديه أي تعليقات على موضوعك. 

بالنهاية، من المهمّ أن نأخذ بعين الاعتبار، أنَّنا نستطيع دومًا استشارة متخصّصين، وأن هكذا خطوة تعتبر خطوة إيجابيَّة لعلاقةٍ ناجحة، ويجب أن نتذكَّر بأنَّ علاقة الزوجين مع المتخصّصين هي علاقة مهنيَّة قائمة على الاحترام، وعدم إلقاء الأحكام، والسرِّيَّة التامَّة. 

المراجع:

تمت مراجعته طبيًا بواسطة دكتوراه جانيت بريتو – بقلم سيندي لاموث، 2019،.healthline

betterhealth

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات