قصص العظماء مع دعاء رباح – ريستوفيسكي والبداية من جديد
لكل حدث تاريخي جلل وكل موقف عظيم مشرف كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بالمستحيل
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/329775339″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]اهلا وسهلا بك عزيزي المستمع اهلا بك عزيزتي المستمعة وعنوان حلقتنا لهذا اليوم دوستوفسكي والبداية من جديد
ولد فيودور دوستوفسكي في موسكو عام 1821 وبدأت قراءته الأدبية في عمر مبكر من خلال قراءته القصص الخيالية والاساطير من كتاب روس وأجانب توفيت والدته عام 1837 عندما كان عمره 15 عاما وفي نفس الوقت ترك المدرسة والتحق بمعهد الهندسة العسكرية وبعد تخرجه عمل مهندسا في عام 1845 نشر الكاتب الروسي دوستوفسكي أولى رواياته والتي هي المسكين وبمجرد نشر الرواية اصبح الشاب ذو الأعوام 24 حديث المجتمع الروسي بأكمله
لكن الشاب لم يكن قد ملأ خزان وعيه بالنضج كي يستغل هذا النجاح بالشكل الأمثل وما هي الا فترة قصيرة الا وانجرف الى محيط السياسة وصار حاضرا بقوة في المشهد الاشتراكي وكان من المؤيدين لتحرير الفلاحين المملوكين اقطاعيا ويشجع على قيام ثورات للفلاحين
في ابريل عام 1849 تم القبض على دوستوفسكي ومعه 23 عضوا من زملائه في التنظيم واخذوا للسجن للمحاكمة مكث الاديب الشاب في السجن 8 اشهر قبل ان يوقظوه ذات صباح كي يسمع ومن معه الحكم الصادر ضدهم حملوهم في سيارة الى احدى ساحات موسكو ووجدوا في منتصف الساحة منصة اعدام مغطاة بقماش اسود وحولها الالاف جاؤوا ليروا تنفيذ الحكم
لم يصدق دوستوفسكي عينيه هل من المعقول ان يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه وفي من معه انه امر لم يخطر على ذهن اكثرهم تشاؤما وبعد لحظات من الانتظار الثقيل جاء الضابط ليتلوا الحكم عليهم قال كل المتهمين مدانون بالسعي للإطاحة بالنظام القومي وقد حكم عليهم بالاعدام رميا بالرصاص
خيم الصمت على المكان واعطي السجناء اقنعة وتقدم احد الكهنة كي لا يقرا عليهم الشعائر الأخيرة وقف الرجال بعدما اسدلت الاغطية على وجوههم وقبل ان يعطى الامر بتنفيذ الحكم وصلت عربة مسرعة الى الساحة وترجل منها رجلا يحمل مغلفا والذي حوى حكما نهائيا بتخفيف العقوبة بقضاء 4 سنوات من الاشغال الشاقة في السجون يتبعها فترة خدمة في الجيش
وكانت هذه اللحظة هي البداية الحقيقية لاسطورة دوستوفسكي الاديب الذي صنع تاريخا ادبيا مبهرا ويسجل هذه اللحظات في الرسالة التي بعثها الى أخيه يقول: حين انظر للماضي الى السنوات التي اضعتها عبثا وخطئا ينزف قلبي الما الحياة هبة كل دقيقة فيها يمكن ان تكون حياة ابدية من السعادة فقط لو يعرف الاحياء هذا الان ستتغير حياتي الان سابدا من جديد
قضى فترة العقوبة في السجن ولأنه لم يكن مسموحا له بالكتابة في السجن فقد كان يحتفظ في ذهنه باحداث رواياته وبعد خروحه راى العالم ابداعات دوستوفسكي مع العلم انه كان مصابا بالصرع وهو في 9 من عمره
تابع كتاباته في سرعة جنونية مؤلفا اعظم الروايات كرواية الجريمة والعقاب والابله والمراهق وغيرها حتى توفي عام 1881
ونختم ببيت الشعر الذي يقول
اذا اردت تقدما ونجاحا فاملأ العمر همة وكفاحا
والى هنا اعزائي المستمعين نكون قد وصلنا الى نهاية حلقتنا على امل ان نلقاكم من جديد في حلقة جديدة كان معكم من الاعداد والتقديم دعاء رباح ومن الهندسة الصوتية الزميل محمد عبدالله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعداد وتقديم دعاء رباح
من انتاج راديو النجاح