تقارير

تقرير بعنوان: حياةٌ بَينَ الرّكام.. إحنا لِسَّا عايشين

غزة تحت القصف

قِطَاعُ غزّة، الذي لطَاَلما كَانَ ساحةً لمواجهةٍ مريرةٍ بين الحقِّ والعدوان، يشهدُ في هذه الأيام عودةً عنيفةً لدوَّامة الحرب. هذه المرَّة، ومع تجدُّدِ العمليَّات العَسكَريَّة، تَتَضَاعَفُ معاناةُ سكَّان غزّة الذين لا يزالون يواجهون حربًا لا هُوَادَةَ فِيهَا على جَمِيعَ الأَصعِدَة.

لم تَكُن هذه المرّة الأولى، فَمنذُ بداية الاحتلال الإسرائيليِّ تَتَبدَّدُ الوُعودُ في الهواء، وَيَبقىَ الشَّعبُ الفلسطينيُّ يَدفَعُ ثمن الظُّلم المُستَمِر. وفي غزة، حيث الموت يتربص بالسكان، استُشهِدَ أَكثر من 400 فلسطينيٍّ خلال الأسابيع الأخيرة، من بينهم أطفالٌ ونساءٌ وشيوخ، في قصفٍ ممنهجٍ استهدفَ الأحياء السَّكَّنيَّة والمَرافِقَ الحيويَّة. وهكذا، عَادَت المشاهدُ المروعةُ لِتُلقيَ بِظِلَالِهَا الثَّقيلَةِ على القِطَاع، حيث يتجدَّدُ الدَّمارُ ويستمرُّ النَّزِيفُ بِلَا تَوَقُف.

في ظلِّ هذا التَّصعيدِ العسكريِّ الوحشيِّ الِّذي لا يعرف الرَّحمة، يُواجهُ سكان قطاع غزة كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، ومع استمرار القيُود المشدَّدة على دخول الإِمداداتِ الإنسانية، يَزدَادُ الخناقُ حَولَ سكَّان غزة، الَّذين باتُوا يعيشُون في عزلةٍ تامة، مُحاصَرينَ بالجوعِ والخوف، وسطَ صمتٍ عالمي مخزٍ يزيد من قسوة الواقع المفروض عليهم.

وَرغمَ جَسَامةِ المَأسَاة، لا يَزَالُ المَوقِفُ الدُّوليُّ متذبذبًا كَمَا عَهِدنَا، يَقتصرُ عَلَى بَيَاناتِ الإِدَانَةِ والِاستِنكار، دُونَ أَن تتحوَّل إِلَى خُطُواتٍ مَلمُوسةٍ توقفُ نزيفَ الدِّماءِ وتضعُ حدًّا لِهَذِهِ الخُرُوقاتِ لحُقُوقِ الإِنسَانِ وَالقَوَانِينِ الدُّوليَّة.

وبالرّغم من كُلِّ ذلك يواصل أهلُ غزَّة صُمُوَدهُم وإِصرَارَهُم عَلَى البقاء، مُرددين عبارة “إحنا لِسَّا عايشين”

طيب انتوا سامعين؟!

وكما قال الشاعر أبو القاسم الشابي:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

فلا بدَّ يا غزتنا أن ينكسر القيد، ولا بدَّ أن ينجلي الليل. لا بدَّ أن يعود الوطنُ حرًا أبيًّا، مُطهَّرًا من دَنَس العدو الغاصب. فهذا، يا حبيبتنا، عهدُ الله لنا، وما كان الله ليُخلِف وعده، وزوال الدنيا عنده أهونُ عليه من ألا يُنجِز للمؤمنين وعدهم.

سلامٌ عليكِ، وروحي لديكِ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *