
مع تزايد الحاجة إلى مصادر طاقة مستدامة، أصبح من الضروري البحث عن حلول مبتكرة تسهم في معالجة أزمة الطاقة العالمية. ومن بين هذه الحلول الواعدة، يبرز تحويل النفايات إلى مصدر للطاقة المتجددة، مما يتيح تقليل التلوث البيئي واستثمار المخلفات بأسلوب فعّال يعزز الاستدامة.
تُعد بعض الدول المتقدمة، مثل النرويج، نموذجًا رائدًا في هذا المجال، حيث لا تكتفي بإعادة تدوير نفاياتها، بل تستورد المخلفات من دول أخرى لاستغلالها في التدفئة وتوليد الكهرباء. وتعتمد هذه الدول على تقنيات متطورة تحول النفايات العضوية وغير العضوية إلى طاقة عبر عمليات الحرق عالي الكفاءة، أو التحلل الحراري، أو التخمير الحيوي، مما يساهم في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويعزز أمن الطاقة.
ومن التجارب الرائدة في هذا المضمار، تبرز تجربة مجموعة “بيئة”، التي نجحت في تطوير مشاريع مبتكرة لإنتاج الطاقة من النفايات، ما مكّنها من توفير الكهرباء لعشرات الآلاف من المنازل. ويرتكز هذا النهج على عمليات دقيقة لفرز النفايات ومعالجتها، بما يقلل من انبعاثات الكربون، مما يجعلها بديلاً نظيفًا وصديقًا للبيئة.
لقد تبدّلت النظرة إلى النفايات في العديد من الدول، حيث انتقلت من كونها مشكلة بيئية إلى مورد استراتيجي يمكن تسخيره لإنتاج الطاقة. إن الاستثمار في هذه التقنيات لا يقتصر على إدارة النفايات بكفاءة، بل يسهم أيضًا في تحقيق الاستدامة وتقليل الآثار البيئية السلبية. وعليه، فإن تحويل المخلفات إلى طاقة يُمثل حلاً واعدًا لمستقبل أكثر استدامة وإشراقًا، يُمكّن المدن من الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة تُحافظ على البيئة وتدعم التنمية المستدامة.