تقارير

العيد فرصة للتسامح

راديو النجاح – يعد العيد فرصة لتصفية النفوس، والتسامح، والتصافح، والإقبال على الآخرين بمحبة وود للوصول إلى مجتمع متحاب متماسك الذي شبهه الرسول عليه الصلاة والسلام بالجسد الواحد، وكما يعد العيد من الأيام العظيمة المباركة التي أمر الله تعالى فيها المسلمين بالفرح، والسرور، والابتهاج مع المحافظة على الآداب والأخلاق الإسلامية، ونهى عن الحزن والاكتئاب والعزلة، فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يبتسم ويفرح عندما يُشاهد الأطفال يلعبون ويفرحون في هذه الأيام.

ما أجمل التسامح يوم العيد؛ وما أجمل أن يكون غُسل القلوب وغُسل الأبدان بماء واحد، فلا يخرج المرء من داره إلا وقد خلا قلبه من كدر الأحقاد، قد تتابعت على قلبه آيات العفو كالبرد على الظمأ {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37]، {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43]، فيهتف قد صبرت وعفوت، فارتاحت نفسه من إلحاح الثأر الجهول، وهدأت أعصابه بعد أن انطفأت النار، وترمد الجمر، وانطوت صفحة سوداء بإذن الله إلى الأبد؛ لترتفع راية العز بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم: «ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»، وإذا كان هذا مطلوبًا مع المسلمين جميعًا، فإنه يتأكد أكثر مع الأرحام.

إن علينا أن نقبل العذر ممن يعتذر، وأن نقابل القطيعة بالوصل، فـ«ليس المواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها» كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم.

إن العيد فرصة عظيمة لأجمل نسيان في الوجود، وهو نسيان أخطاء أرحامك في حقك، لتعود القلوب صافية نقية كما كانت.

وأخيرًا لنطوي كل ما قد تراكم في قلوبنا عبر السنين بيننا وبين أرحامنا، وأن نبدأ حياة جديدة غير منغصة بالحقد على أحد، فما أشقى الْحُسّاد، وما أشد مرض الحاقدين.
وكل عام وأنتم بكل حب وخير وود

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات