التأثير السلبي لتكنولوجيا الشاشة على الصحة الذهنية للطفل وتحصيله الدراسي
المدرسة
*سناء عيسي و مروى عزيزي و سيرين فطناسي
1- الملخّص:
إنّ الانتشار الواسع لمختلف تكنولوجيا الشاشة في العالم جعله متاحا للجميع وخصوصا الأطفال الذين انبهروا بخداماته المتقدمة مما جعله وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها. إلا أنّ الاستخدام المفرط وفي سن مبكرة نجم عنه مشكلات عديدة كابتعاد الطفل عن العالم الواقعي ليخلو بنفسه في عالم افتراضي، فهذه الأجهزة تعتبر أجهزة ذات خطورة كبيرة على الطفل نظرا لمخاطرها على الصحة الذهنية وما ينجم عنها من اضطرابات نفسية ناتجة عن امتصاص للأشعة الكهرومغناطيسية الصادرة من هذه الأجهزة. كما تتسبب أيضا في نفور التلاميذ من الدراسة والعزوف عنها في بعض الأحيان الأمر الذي أدّى إلى انخفاض تحصيلهم الدراسي وتراجع دافعيتهم إلى التعلّم. ومع زيادة البحوث والدراسات حول إدمان هذه الأجهزة من طرف هذه الفئة الحساسة، زادت المخاوف حول ما يمكن أن تسببه من أضرار وخلصت نتائجها إلى ضرورة مجابهة هذه الظاهرة بتكاتف الجهود بين الأسرة والمدرسة لتفادي هذه المخلفات والحفاظ على سلامة المجتمع.
2- المقدمة:
يشهد عالمنا تطورا تكنولوجيا ضخما حيث أضحى تُسيّره وتتحكم فيه شبكة ضخمة ومعقّدة من تكنولوجيا الإعلام والاتصال بمختلف اختراعاتها التي اكتسحت حياة الإنسان وسيطرت على جزء كبير منها. فلا يمكن أن ينكر عاقل أهميّة هذه الأجهزة التي سمحت بتقديم عديد الخدمات في مختلف المجالات والتي اعتبرت من أهم وسائل الترفيه والتواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات كما تساعد الإنسان على تحقيق مصالحه وتلبية حاجياته مما أدى إلى الانسياق لاستخدام مختلف وسائل الاتصال والإعلام كالتلفاز والحاسوب والهاتف الذكي واللوحة الرقمية بشكل مفرط حتى أن الإنسان أصبح عاجزا عن الاستغناء عنها.
فلا شك في أن تكنولوجيا الشاشة أصبحت حليفا دائما في الحياة الأسرية لا غنى عنها منتشرة في جميع زوايا البيت، ولعل عصرنا اليوم جعل الإنسان متعبا من روتين وقسوة الحياة، الأمر الذي جعله يلجأ للشاشات لساعات طويلة حيث يتلقى من خلالها مختلف الصور والمعلومات وقد يستخدمها البعض كوسيلة لإلهاء وتهدئة الأطفال الذين يتطلعون لمشاهدة تلك الشاشات بما تحتوي من صور براقة وملونة تخاطب أعين الصغار وتجلب انتباههم كما تقدم محتويات تعكس اهتماماتهم وميولاتهم . فأصبحنا نجد مؤخرا أن الأطفال من أكثر الشرائح العمرية استعمالا لها بل وينافسون البالغين في استخدامها حيث فرضت هذه الأخيرة نفسها في حياة الصغار بشكل لافت لاسيما في غياب الأولياء وتجاهلهم الذين انصرفوا إلي متطلبات الحياة العصرية حتى أن الكثير منهم يشعرون بالفخر عند رؤية أطفالهم يتمتعون بكفاءة عالية في استخدام هذه الأجهزة في حين يجد أحيانا بعض الكبار صعوبة في استعمالها وبهذا يستخدمها الأطفال لساعات طويلة يوميا دون رقابة أو إرشاد ويتعلقون بها إلى درجة الإدمان في غالب الأحيان وبذلك أصبحت الشاشات جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للطفل الأمر الذي دفع عديد الباحثين إلى دراسة هذه الظاهرة وتسليط الضوء على آثارها السلبية في مستوى الصحة الذهنية والنفسية للطفل وتداعياتها على تحصيله الدراسي.
نظرا لأهمية مرحلة الطفولة التي تمثل الفترة الأساسية في حياة الفرد لبناء شخصيته يجب أن يتمتع الطفل بنمو طبيعي جيّد بدون مشكلات لأنه بحاجة لتلبية رغباته الضرورية الجسدية والذهنية والنفسية والاجتماعية، خاصة الأطفال الذين ينتمون للفئة العمرية من 6 إلى 12 سنة.[1]
والتي تمثل فترة التّمدرس الأولى لهم والأكثر حساسية لتعلمهم وبالتالي تعتبر مرحلة لتكوين الذات وتطوير المهارات والقدرات المعرفية لديهم التي تستوجب استعدادا نفسيا وجسديا وذهنيا يمكنهم من ذلك لذلك نجد الأمم والمجتمعات كانت ولا زالت تهتم بالطفل لأنها تدرك أن مستقبلها یكون بهؤلاء الصغار.
ونظرا لعدم إدراك الأولياء للمخاطر الناتجة عن الاستعمال المكثف لتكنولوجيا الشاشة على ذهن الطفل الذي لا يزال في طور النمو فإن بحثنا يهدف أساسا للفت انتباههم لحقيقة هذه المخاطر وتوعيتهم بضرورة المراقبة وضبط استخدام أطفالهم لهذه الأجهزة.
إضافة إلى ندرة الدراسات التي اهتمت بهذا المشكل خاصة في جانب تأثير هذه الأجهزة على مستوى الصحة الذهنية للطفل كما لفت انتباهنا بلاغ من وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في كراس الشروط الخاص بفتح رياض الأطفال بتونس “منع تركيز جهاز تلفاز بفضاء روضة الأطفال” مما دفعنا للبحث جيدا في هذه الظاهرة والتعرف إلى مدى تأثير الشاشات على ذهن الطفل وتحصيله الدراسي.
3- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
يعتبر العصر الذي نعيشه حاليا عصرا الكترونيا بامتياز إذ يولد الطفل وينشأ بين مختلف الشاشات الإلكترونية ( التلفاز، الهاتف الذكي، الحاسوب، ألعاب الفيديو، اللوحة الرقمية ) ويؤكد كل من المدرسين والأولياء تعلق الأطفال الشديد بالشاشات وهو الأمر الذي تناولته بعض الدراسات التي قامت بتحليل الوضعية أو هذه الظاهرة بعد أن فرضت تكنولوجيا الشاشة وجودها المهم في حياة الطفل مما أثار جدلا حول التأثير السلبي للشاشات على نموهم الذهني وفي تحصيلهم المعرفي واللذان يعتبران أهم مكونات تنشئة الطفل ومن هنا نطرح الإشكالية التالية:
ما هي التأثيرات السلبية لتكنولوجيا الشاشة على الصحة الذهنية للطفل وتحصيله الدراسي؟
وتنبثق عن الإشكالية الرئيسية مجموعة من الإشكاليات والأسئلة الفرعية :
– ما هي دوافع تعلّق الأطفال بالأجهزة الإلكترونية والشاشات؟
– إلى أي مدى يؤثر استعمال تكنولوجيا الشاشة على النمو الذهني للطفل؟
– هل يؤثر الاستعمال المفرط للشاشات على نفسية الطفل؟
– هل يؤدي الاستخدام المكثف للشاشات إلى تراجع التحصيل الدراسي للطفل؟
4- متن الدراسة من عناوين رئيسية وفرعية:
- مفهوم تكنولوجيا الشاشة:
- اصطلاحا:
“هي عبارة عن التكنولوجيا التي تشمل كافة التقنيات التي يتم استخدامها لعرض بيانات على مختلف أشكالها من نشاطات ثقافية، سياسية، اجتماعية، أفلام، رسومات متحركة… على شاشات التلفزيون، الحاسوب، الهاتف…و التي تعرف بتكنولوجيا الإعلام والاتصال.”[2]
- إجرائيا:
“هي كل آلية تحتوي على شاشة يبث من خلالها محتوى سمعي بصري متنوع مثل التلفاز، الحاسوب، الفيديو، اللوحة الرقمية، الهاتف…”[3] فهي مجموعة وسائل الإعلام السمعية البصرية يتم من خلالها نقل الأحداث والأخبار والتواصل والتسلية وهي أداة لجلب انتباه الطفل.
- مفهوم الصحة الذهنية:
عرفت الصحة الذهنية بأنها “تتميز بغياب الاضطرابات النفسية، والتكيف الجيد مع البيئة الاجتماعية ، والتسامح الجيد مع تقلبات الحياة الخاصة والمهنية”[4].
وتعني الطريقة التي تنظم بها أفكار وسلوك ومشاعر الفرد، ويمكن أن يصاب الإنسان باضطرابات في وظائفه العقلية وذلك لعدة عوامل منها الضغوطات النفسية أو بسبب أمراض وراثية لها علاقة بالجينات.[5]
- مفهوم التحصيل الدراسي:
التحصيل هو “كل ما يكتسبه الشخص من مهارات فكرية أو غيرها، وغالبا ما يقترن التحصيل بالدراسة، فنقول تحصيل دراسي”.[6]
كما يعرف هذا المصطلح أيضا على أنه “مستوى الكفاية في التعليم والكفاية في الأداء في ضوء ما تم تعلمه، وتحدد الكفاية بكم وكيف المعارف والمعلومات والمهارات التي يكتسبها الطالب من خلال برامج مخصصة وموجهة ومرتبطة بالتعليم المدرسي أو الجامعي والتي تقاس بأداء الطالب في الاختبارات الشهرية أو في الامتحانات النهائية سواء الشفوية أو التحريرية.”[7]
*تأثيرات تكنولوجيا الشاشة على دماغ الطفل:
– الأشعة المنبعثة من تكنولوجيا الشاشة وتأثيرها على دماغ الطفل:
أجريت العديد من الدراسات والأبحاث لتقصي الأضرار الصحية الناجمة عن الأشعة الكهرومغناطيسية والأشعة الزرقاء الصادرة من مختلف تكنولوجيا الشاشة حيث أن البيئة العامة أصبحت بحرا من الإشارات الكهربائية والمغناطيسية الناتجة عن هذه الإشعاعات المنبعثة من الأجهزة كالهاتف الذكي ،التلفاز،اللوحة الرقمية،الحاسوب… ووصلت نتائجها إلى تأثيرات سلبية تحدثها هذه الإشعاعات على الدماغ ووظائفه خاصة دماغ الطفل الذي لا زال في مرحلة حساسة ولا زالت أنظمة المناعة لديهم ضعيفة فهذه الإشعاعات ذات مخاطر أكثر علي الصغار ومستقبلهم نتيجة تعرضهم لها مبكرا إضافة لعدم تطور واكتمال جهازهم العصبي.
– مفهوم الأشعة الكهرومغناطيسية :
الإشعاع الكهرومغناطيسي هو عبارة عن موجات تنتقل في الفضاء وتحمل معها مجالين هما المجال الكهربائي والمجال المغناطيسي ويتأرجح هذان الحقلان بشكل عمودي على بعضهما البعض حاملان طاقة متكونة من فوتونات يصدر من مختلف الأجهزة الحديثة .[8]
– مفهوم الأشعة الزرقاء :
هي الأشعة المنبعثة من مختلف شاشات العرض الرقمية مثل شاشات الحواسيب ،الهواتف الذكية ،اللوحات الرقمية وشاشات التلفاز وهو مصدر اصطناعي يوجد في الأجهزة الالكترونية الحديثة بنسب عالية .
– تأثير هذه الأشعة على دماغ الطفل ووظائفه ونموه:
أعلن الدكتور جورج كارلو الذي يعد من أكبر العلماء الذين يعملون في مجال أبحاث أمان الأجهزة اللاسلكية عن الكثير من الأضرار الجسمية التي تنتج عن الإشعاعات الكهرومغناطيسية خاصة بالنسبة للأطفال حيث أكّد أن التعرض إليها تتسبب لهم في تلف وقصور الحاجز الدموي للمخ الذي يمثل البوابة التي تمنع الميكروبات والسموم والأدوية الضارة م الوصول إلي المخ والتأثير علي خلاياه فعظام جمجمتهم لم تلتئم يبعضها بعد مما يكون له الأثر لحدوث أورام في هذه المنطقة.[9]
فهذه الشاشات تعتبر عدوا لنمو الذهني لطفل حيث كشفت عديد الدراسات أن الأشعة الكهرومغناطيسية تؤدي إلي عدم اكتمال نمو الطفل مما يزيد حساسيته للترددات الراديوية ويقلل من كفاءة وظائف الدماغ ومنها قدرات الذاكرة العاملة التي تقوم”بالاحتفاظ بشيء ما لفترة وجيزة في العقل ثم استخدام هذه المعلومات لبعض العمليات الذهنية الأخرى “.[10]
كما أكدت البحوث الحديثة التي اعتمدت التصوير بواسطة الرنين المغناطيسي أن الأطفال الذين يقضون فترات طويلة في استخدام الأجهزة الالكترونية والتي تراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات لديهم نمو دماغي بطيء جدا مقارنة بأطفال في نفس العمر لا يستخدمون هذه الأجهزة إطلاقا أو يستخدمونها حسب المدة المحددة لأعمارهم. إضافة إلى تحصلهم على نقاط أقل في اختبارات المهارات واختبارات تحليل الذاكرة والتفكير والقدرات اللغوية.
فقد تبين أن المادة البيضاء التي تربط مختلف أجزاء الدماغ والتي ترتبط بالمهارات اللغوية والفهم والقراءة والقدرات الأكاديمية غير متطورة وغير منتظمة في أدمغة هؤلاء الأطفال الذين يستخدمون الشاشات أكثر من ساعة يوميا وبالتالي أكدت الدراسة أن تلك الشاشات لها تأثير سلبي كبير علي النمو والوظيفة الأساسية الصحية لدماغ الطفل.[11]
وهنا ورد في موسوعة الجزيرة أن تعرض الطفل لهذه الأشعة يؤدي إلى التفاعل السلبي وبالتالي يؤثر سلبا على نموه بسبب عدم اكتمال الجهاز العصبي لديهم، فقضاء الكثير من الوقت أمام هذه الأجهزة يسبب لهم الإجهاد ويقلل من انتباههم.ويرى الخبير التربوي الدكتور يزن عبده أن للهاتف الذكي تداعيات سلبية على نمو الطفل الذهني ويخفض من قدرات الذاكرة بسبب الصور المتسارعة المعروضة على الشاشة في التطبيقات والألعاب والتي يستحضرها الأطفال في وقت لاحق أثناء الدراسة أو النوم مما يشتت أفكارهم ويضغط على أذهانهم.[12]
فعندما يكون الطفل بصدد استخدام أحد هذه الأجهزة يكون المخ في حالة تسمى ب‘الانتباه الجزئي المستمر’ أأ و هي حالة يكون فيها الإنسان متابعا لعدة أشياء دون أن يعطي انتباها وتركيزا لشيء معين. هذه الحالة تمثل عبئا على المخ كما أنها تحفز الجسم علي إطلاق هرمونات التوتر. فتؤدي إلي الشعور بالإجهاد ونقص طاقة الجسم كما تقوم بإعاقة عملية التعلم وتؤثر سلبا علي سير التيارات العصبية في مناطق المخ المسئولة علي الحالة النفسية فتسبب الشعور التوتر والكآبة والعزلة[13]
فهذه الإشعاعات تؤثر على أداء النشاط العصبي المرتبط بالذاكرة والترابط بين الخلايا العصبية المسئولة عن نقل المعلومات عبر الاتصال الكيميائي والتي يقع معالجتها في المراكز الدماغية.وتقاس الوظيفة الإدراكية للأطفال بسرعة معالجة المعلومات وبدرجة المرونة المعرفية، والتنسيق المرئي في عمر 5 و6 سنوات، وهذه التأثيرات الحرارية تنقص من كفاءة الوظيفة الإدراكية وتسبب تشوش للذهن. وأيضا قلة التركيز نتيجة لاستقبال كم هائل من المعلومات الإضافية التي يتلقها الدماغ من الهاتف وهذا ما يؤثر على الذكاء وتطور المهارات اللغوية والإبداع والخيال، ويحدث تغييرات في أوقات الاستجابة وردود الفعل .
إضافة إلي ذلك ,أعلن دكتور تشارلي تيو “أن ازدياد نسبة سرطان المخ بنسبة 21 ⁒ في الأطفال في الآونة الأخيرة له علاقة باستخدام التليفون المحمول”[14]
*الاضطرابات العقلية النفسية:
لم ينل موضوع آثار استعمال الأجهزة الالكترونية الاهتمام الكبير ولكن أخذ الباحثون والعلماء يهتمون به في السنوات الأخيرة حيث أكدت عديد الأبحاث أثر الإدمان والاستعمال المفرط لمختلف الأجهزة الذكية والخلوية فتم التوصل إلى أنها ” مرتبطة باضطرابات الاكتئاب والقلق”[15] والضغط .
- القلق والإجهاد والاكتئاب:
عرّف القلق بأنه “الشعور الغامض بالخوف والتوتر والتهيج العصبي ، والمرافق أحيانا لعدم القدرة على التركيز والنسيان”[16]
أما الاكتئاب فهو “حالة انفعالية وقتية أو دائمة يشعر فيها الفرد بالانقباض والحزن والضيق وتشيع فيها مشاعر الهم والغم والشؤم”[17]
ويعتبر مصطلح “الإجهاد الإلكتروني” مصطلحا جديدا يطلق على التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للتكنولوجيا كالهواتف الذكية على الصحة الفسيولوجية والنفسية لدى المستخدم[18]
ولقد أشارت إحصائية بريطانية أن 78 % من الأطفال يعانون من أعراض الاكتئاب بسبب الاستعمال المفرط للأجهزة الذكية 78 % أيضا لديهم علامات القلق المرضي بينما 65% منهم لديهم ضغط نفسي.[19]
وتؤدي هذه الاضطرابات النفسية بدورها إلى اضطرابات سلوكية وانفعالية إذ ” هناك تأثيرات على الجملة العصبية، إذ ينتج عن إدمان الأنترنت عدم الاتزان النفسي الانفعالي فيؤدي ذلك إلى ضعف ردود الأفعال الاستجابة ما قد يتسبب في حوادث سير وقد تحدث توترات عصبية بالإفراز المفرط، أو المتزايد لهرمون الكورتيزول (هرمون الإجهاد والتعب)،وهرمون الأدرينالين وهرمون النورادرينالين يولد عند المتصفح سرعة الغضب والعدوانية وظهور اضطرابات نفسية وعقلية، لدرجة أن بعض علماء النفس أطلق عليها اسم “الهوس النفسي”[20].
- اضطرابات النوم:
يعتبر النوم السليم عاملا أساسيا في حياة الطفل إذ له فوائد صحية عديدة على جسم البشري عموما وعلى جسم الطفل خاصة حيث يساعد على نمو الطفل بشكل سليم كما يوصي الأطباء بنوم صحي للأطفال يمتد بين 8 إلى 10 ساعات إلا أن الاستعمال المكثف للشاشات والأجهزة الإلكترونية يحول دون ذلك إذ يتسبب في اضطرابات النوم.وتعرف هذه الأخيرة على أنها الصعوبات التي يلاقيها الفرد أثناء النوم فتؤثر على كميته ونوعيته لديه وتضم عدّة أنواع كالأرق وفرط النوم واضطراب التجول أثناء النوم والكلام أثناءه.
توصلت دراسة بريطانية حديثة أجريت على 41871 طفلا يستخدمون الهواتف الذكية إلى أن 78% منهم يعانون من ضعف جودة النوم لديهم.[21]
ووضح وفيق مختار سبب اضطرابات النوم “يُســبّب إدمــان الإنترنــت: الأرق، واضطرابــات النــوم، وخلــل دورة النــوم الطبيعيَّــة،لأن َّ الســائد هــو الاتصــال والدخــول إلى الشــبكة ليــلاً، وهــذا يــؤدي إلى النــوم فــترات قليلــة قــد لا تتجــاوز الســاعتين مــا يُســبِّب الإرهــاق الجســدي والنفــسي”[22]
والسبب الرئيسي في هذا التغيير لنمط النوم يعود بالأساس إلى الترددات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهاتف الذكي والتي تخترق أنسجة الرأس وتحدث تغييرات كيميائية في الدماغ حيث ” حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الألماني فرايدلهامفولنهورست من مخاطر ترك أجهزة الموبايل مفتوحة في غرف النوم على الدماغ البشري وقال إن إبقاء تلك الأجهزة أو أية أجهزة إرسال أو استقبال فضائي في غرف النوم يسبب حالة من الأرق والقلق وانعدام النوم”[23]
وتتباين هذه الاضطرابات بالاعتماد على تردد الموجات وطول فترة التعرض لهذه الموجات.وباعتبار أن النوم مرتبط بالمزاج والحالة النفسية فإن مخلفات الهاتف والشاشة على الصحة النفسية للطفل من قلق وضغط واكتئاب يؤدي بدوره إلى اختلال في النوم الطبيعي وخفض جودته إذ” ظهر سوء النوم في المجتمعات المتقدمة تكنولوجيا لأن النوم هو آلية بيولوجية تتعلق بتنظيم المزاج “[24]
وبهذا نجد أن هذا الموضوع أخذ اهتمام الصحة العامة مما جعلها تضع مقاييس لخفض السلامة على المصنعين للهواتف لمراعاة المستهلكين بمختلف أعمارهم ولتلافي الأضرار التي بينتها الأبحاث والدراسات الحديثة. كما قامت بعض البلدان بحضر استخدام الهواتف في المدارس ومنها اليابان وفرنسا ووضع إجراءات صارمة لدعم الصحة المدرسية والصحة العامة. وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال التي دعت” لتجنب استخدام وسائط الشاشة للأطفال الذين يبلغون من العمر سنتين إلى 5 سنوات، كما يجب أن يقتصر استخدام الشاشة على ساعة واحدة كل يوم.”[25]
* تأثير تكنولوجيا الشاشة على التحصيل الدراسي للطفل :
تتميز مرحلة الطفولة باكتساب الطفل معارف وسلوكيات تهيئه لعمليّة التعلّم، إلا أن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة وفي عمر مبكر يحول دون تنمية القدرات والمهارات اللازمة التي بها يبني الطفل أفكاره وفهمه فتقل إمكانياته العقلية. فتجذبه هذه الشاشات لساعات طويلة لغرض الترفيه مما يؤدي إلى إهمال واجباته المدرسية في بعض الأحيان والخمول وتشتت الذهن وعدم الانتباه للدروس، ومن نتائج هذه اللّهفة على هذه الشاشات انخفاض في التحصيل الدراسي وتراجع ملحوظ في أداء التلميذ ومردوده ما يوجب تدخل الأسرة والإطار التربوي للحدّ من مضار هذه الأجهزة والتوعية بمخلّفاتها على الفرد والمجتمع.
– تأثير الاضطرابات النفسية الناتجة عن تكنولوجيا الشاشة على التحصيل الدراسي للتلميذ:
بينت العديد من الدراسات أن ” نوعية النوم المتدنية، وتقاطعات النوم، وأوقات النوم المتأخرة والاستيقاظ باكرا يؤثر بشكل كبير على القدرة على التعلّم والأداء المدرسي والوظيفة العصبية السلوكية”.فالتلاميذ الذين يفشلون في النوم لمدة كافية أو في الحصول على جودة جيدة منه بسبب اضطرابات النوم يتراجع نشاط الدماغ لديهم أثناء الليل وتحديدا بقشرة الفص الجبهي المسئول عن الوظيفة العصبية المعرفية للدماغ والمتحكمة في العديد من المهارات الذهنية والمعرفية كالتفكير التجريدي والإبداع والذاكرة والانتباه وهو ما يؤثر سلبا على درجة استيعابه للدرس وبالتالي ضعف في الأداء المعرفي في المدرسة.[26]
فالاستعمال غير السّوي لهذه الأجهزة تعرض التلميذ للضغوط النفسية التي قد تؤدي إلى تراجع أداءه في مساره الدراسي باعتبارها ضغوطات تجعله غير قادر على الانسجام مع بيئته المدرسية والانخراط فيها. كما أن مشاعر القلق والضغط يترتب عنها ” عدم قدرة الفرد على التركيز والانتباه وتدهور الذاكرة والتسرب الفكري داخل القسم”.
ومن المعلوم أن اختلال التوازن النفسي على ارتباط وثيق بالاضطرابات السلوكية كالعزلة والانطواء والخجل فالتلميذ الخجول تنخفض مشاركته وتحاوره في القسم وتفاعله مع زملائه ومعلّميه وكلما كانت مشاكله النفسية والسلوكية أكثر تفاقما كلّما أبدى عدم اهتمام بالدراسة وتراجع مستوى الرغبة والدافعية لديه واستعداده للتعلّم بشكل ملحوظ وبالتالي تدهور إنتاجيته وهو ما ينعكس على علاماته في الامتحانات والتي لها دور كبير في تدني تحصيله المعرفي.[27]
– تأثير تكنولوجيا الشاشة على القدرات المعرفية للتلميذ:
إن الشاشة تشتت انتباه التلميذ ونشاطه الفكري كالذكاء وهذا ما يقف عائقا أمام فهم محتوى الدرس واستيعاب ما يقوله المعلم، وخاصة مع وجود الألعاب الإلكترونية التي يستهلكها ويقبل عليها لساعات طويلة فتتحكم في أفكاره عن طريق الصور التي تعرضها. فبحسب الدراسات العلمية أن ما يتراوح بين 75 %و85% من ثقافة الإنسان عامة هي ثقافة حسية بصرية وبالتالي الانشغال في الألعاب وتطبيقات الهاتف يقلل من امتلاك التلميذ للمعارف وتطوير قدراته الفكرية والتصويرية. كما تحدث الأشعة الراديوية صداع في الرأس مما يزيد من مشكلات التعلم لدى التلميذ ويبطأ من تطور القدرات الحسية واللغوية التي تكتسب عن طريق التفاعل مع المحيط الاجتماعي.
فقد أكدت الدراسات أن التلامیذ المتفوقون في دراستهم لا تزید فترة مشاهدتهم عن ساعة واحدة في اليوم أما الذین یعانون من تعثر دراسي فتمتد فترة المشاهدة أو الاستعمال إلى أكثر من ثلاث ساعات یومیا مما يجعلهم یصابون بالعصبیة وفقدان القدرة على التركیز وضعف نسبي في ذاكرتهم كما برهنت العدید من البحوث أجود علاقة مباشرة بین التعثر الدراسي وضعف القدرة على التركیز عند الطفل،[28] كما تؤدي هذه الأجهزة الي تعطیل خیال الطفل الذي یستسلم للمناظر والأفكار والصور المعروضة علي شاشاتها دون أن یبذل جهد جسدي أو ذهني وبالتالي یكون دور الطفل یقتصر على رؤیة ما یعرض علیه دون أن يفكر فيصبح بذلك متلقي سلبي وهو ما یتنافى مع خطط تثقیف الطفل.[29] إضافة إلى أجود محتويات معروضة علي الشاشات تعرض معلومات تعليمية دراسية مختلفة عن المناهج التربية مما تؤدي إلى لخبطة أفكار الطفل وتشتت انتباههم.
كما تضعف هذه الأجهزة نسبة ذكاء الطفل وتقلل روح ابتكاره فبمجرد الضغط علي شاشات تلك الأجهزة يتحصل علي إجابات جاهزة مما تؤثر بالتالي علي نموه المعرفي وتحد من قدراته في الإبداع والتفكير مثل مواجهة وحل المشكلات بطريقة منطقية وسليمة. كما تؤدي إلي نقص النمو الإدراكي لدي الطفل نتيجة نقص علي مستوي التدريب اليدوي والمهارات المتعلقة بالتوافق بين النظر والحركة .[30]
حيث أن الجلوس المفرط أمام الشاشات الرقمية تؤدي إلي “يهمل الدوائر في الدماغ التي تتحكم في الأساليب التقليدية للتعلم وتستخدم هذه الدوائر في القراءة والكتابة”[31] فالاستعمال المكثف لتكنولوجيا الشاشة يؤدي الي تراجع سرعة وجودة الكتابة لدى الأطفال [32]
كما يتلقى الطفل تلقين لغوي سلبي خاصة عن طريق الترجمة للمحتويات الأجنبية المليئة بتراكيب لجمل خاطئة وألفاظ وتعابير ركيكة وسيئة يستقيها الطفل ويضيفها إلى مخزونه اللغوي .[33]
– تراجع النشاط البدني للتلميذ وعلاقته بالتحصيل الدراسي :
من الأعراض النفسية والبدنية للإفراط في استعمال الهاتف الذكي والإدمان عليه التعب والكسل والخمول نتيجة الحرمان من النوم وقلة النشاط البدني والذي بدوره يخلف آثارا على التحصيل الدّراسي للتلميذ، إذ توصلت عدّة أبحاث إلى وجود علاقة تناسبية طردية بين النشاط الحركي البدني والتحصيل الدراسي حيث أثبتوا أن أصحاب النشاط البدني الأعلى هم الأقدر على أن يكون لديهم تحصيل دراسي جيّد أكثر من غيرهم.[34] فنقص النشاط البدني أو غيابه يجعل التلميذ يشعر بالتعب والإرهاق والخمول والرغبة في النوم والراحة دائما سواء في البيت ممّا يدفعه للتقاعس عن إنجاز فروضه المنزلية أو في القسم فيخفض ذلك من اهتمامه بالدرس ومستوى تركيزه وهو ما يشعره بعدم الرغبة في التعلم والذهاب للمدرسة فيسجل تراجعا في مكتسباته ومهاراته المعرفية وتحصيله الدراسي العامّ.
– إهمال التلميذ لواجباته المدرسية وتأثيره على تحصيله الدراسي:
انشغال التلميذ بالتسلية والتطبيقات الموجودة في الأجهزة الرقمية يجعل من التلميذ مهملا لواجباته المدرسية ولأدائه المعرفي إذ يفقد السيطرة على نفسه وتصبح الألعاب فقط مجال اهتمامه فتضعف بذلك قدرته على الفهم وتتراجع نتائجه.
فالإقبال المكثف على الألعاب الإلكترونية كمثال ينتج عنه عزوف عن العالم الواقعي فهي ترسم في ذهن المتقبل صورا خيالية تبهره وتجذبه بشكل متواصل مما تستنفذ طاقته العقلية وتسبب الإجهاد وسوء استغلال للوقت والفوضى في انجاز المهام وإهدار للطاقة وخمول لإمكانيات التلميذ الفكرية والإبداعية.وفي تجربة أجراها وايس وسيرانكوسكي في سنة 2010 على فئة من التلاميذ بعمر 9 سنوات قاما بتقسيمهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى قدمت لها ألعاب إلكترونية والثانية لم يقدم لها، بعد 4 أشهر تبينا أن المجموعة الأولى تستعمل هذه الألعاب لمدة 39 دقيقة/يوم ما أدّى إلى انخفاض لأدائهم الدراسي في حين أنّ المجموعة الثانية قضت 9 دقائق /يوم في اللعب فقط ما لم يؤثر سلبا على تحصيلهم.[35] فالفترات الزمنية التي يقضيها الطفل مع الشاشة تعتبر هدرا للوقت حيث أن الطفل يضيع وقته في قيام أنشطة دون فائدة مما يؤدي إلي تأخره الدراسي فقد أضحى الطفل يرى الكتاب والقراءة صعبة تتطلب جهدا كبيرا وغير ممتعة وسهلة كمشاهدة الشاشات مما يجعلهم يعزفون عن هذه الأنشطة الفكرية.
*التوصيات:
في ضوء النتائج التي كشف عنها البحث وما تعرضنا له من أضرار لتكنولوجيا الشاشة على الصحة الذهنية للطفل وتأثيرها السلبي على نتائج التلاميذ المدرسية ، يتوجب علينا تقديم جملة من التوصيات للعائلة أولا ثم للمدرسة ثانيا حول هذا المشكل للحد من هذه المخاطر .
– دور العائلة:
- تجنب استعمال هذه الأجهزة كوسيلة لإرضائه أو تهدئته لما ينجر عن هذا السلوك من مشاكل في قدرة الطفل على التحكم في مشاعره وإدارتها.
- ضرورة انتقاء المحتويات والبرامج الإلكترونية لتكون هادفة وتعليمية تساهم في صقل مواهب الأطفال وتوجيه طاقاتهم الإبداعية.
- يمنع استعمال أي جهاز أثناء إنجاز الطفل لواجباته المدرسية.
- كثيرا ما يتأثر الطفل بتصرفات أمه وأبيه لذلك يجب عليهم أن يكونوا القدوة والنموذج المثالي لأطفالهم بالتزامهم بعادات صحية عند استعمالهم لهذه الأجهزة.
- ضرورة توعية الأطفال إلى طريقة الجلوس السليمة عند استعمالهم لهذه الأجهزة مع الحفاظ على مسافة آمنة عن العينين.
- توعية الأطفال بالمخاطر الصحية لهذه الأجهزة وتأثيرها على تحصيلهم الدراسي مع ضرورة استعمالها بطريقة سليمة للاستفادة من خدماتها وتجنب المخاطر.
- العمل علي عدم جعل الطفل متلقي سلبي يتلقى المعلومات فقط، بل یجب توجیهه وتعلیمه كیفیة الفهم والحصول على المعلومات بالاعتماد على نفسه.
- ضرورة مشاركة الطفل في وضع الضوابط لاستخدام هذه الأجهزة ليلتزم بها ويتبعها بكل سهولة.
- خلق أنشطة عائلية مشتركة .
– دور المدرسة:
تعتبر المدرسة البيت الثاني للطفل لذلك تلعب دورا مهما للحد من المخاطر الناتجة عن هذه الأجهزة من خلال:
- تخصيص حصص وبرامج إرشادية وعلاجية تهدف لتوعية التلاميذ بمخاطر الاستخدام المفرط للهواتف وحثهم على استغلال أوقات الفراغ في صقل مواهبهم وتوظيف قدراتهم الإبداعية. كما يمكن أيضا تنويع الأساليب التعليمية بإحداث نوادي ثقافية وورشات لتحفيز التلاميذ على الدراسة.
- ضمن إطار تحديث التعليم يمكن توظيف خدمات هذه الأجهزة في استعمالات تربوية من خلال دمج تطبيقات ومواقع إلكترونية تخضع للبرامج الرسمية في الإطار التعليمي كمدّ التلاميذ بملخصات دروس ومناقشة مواضيع عن بعد، ممّا يساعد الطفل على مزيد استيعاب الدروس ومواكبتها.
- تنظيم اجتماعات للأولياء لإرشادهم وتوعيتهم حول ضرورة مراقبة أطفالهم عند استخدام هذه الأجهزة وتحديد وقت ومساحات الاستعمال.
- تخصيص مختصون تربويون ونفسيون للإشراف على التلاميذ الذين يصابون باضطرابات ومشكلات سلوكية ونفسية ناتجة عن إدمان وسوء استخدام هذه الأجهزة كالنوموفوبيا وتوفير الدعم والعلاج لهم.
- تكوين المربين في مجال تكنولوجيا الاتصال الحديثة وحثهم على متابعة التطبيقات التعليمية الحديثة وتعريف الطفل بها وتوجيه لكيفية الاستفادة منها.
- التشجيع علي المطالعة الورقية وحسن استغلال أوقات الفراغ .
- الخاتمة:
الأجهزة الالكترونية سلاح ذو حدين حيث لا يمكن إنكار أهميتها إلاّ أن هذا التعرض المستمر للشاشات والأشعة الصادرة عنها يشكل خطرا كبيرا على الإنسان خصوصا الأطفال خلال فترة التعلم المتسارع في الأعوام الأولى من العمر حيث يجدر بنا أن نستعمل هذه الفترة الذهبية للتفاعل مع الأطفال ولاكتسابهم المهارات الحياتية والاجتماعية وتنمية قدراتهم اللغوية والمعرفية بدل أن نتركها تهدر أمام الشاشات الالكترونية .
[1] حامد عبد السلام زهران، الصحة النفسية والعلاج النفسي، ط2، عالم الكتب، القاهرة،1997
[2] د.زوبيدة بن عويشة ود.فطيمة نيبوش , تأثير تكنولوجيا الشاشة في تنشئة طفل دون السادسة من وجهة نظر الأمهات –دراسة علي عينة من أمهات الجزائر العاصمة-الأكادمية للدراسات الاجتماعية والانسانية قسم العلوم الاجتماعية ,جانفي2019,ص176
[3] زوبيدة بن عويشة ود.فطيمة نيبوش , مرجع سابق , ص176
[4] Dictionnaire Larousse Médical p.852
[5] دعاء نجّار، مفهوم الصحة العقليّة، موقع موضوع، 2018 https://mawdoo3.com.
[6] سالم عبد الله سعيد الفاخري ، كلية الآداب جامعة سبها ليبيا (التحصيل الدراسي)
محمد أحمد ابراهيم سعفان، دليل إرشادي لتحسين الاستذكار (لطلاب الجامعة الخاصة)، دار الكتاب الحديث، القاهرة، 2003.[7]
[8] GSMA Head Office ، اتصالات المحمول والصحّة، الولايات المتحدة الأمريكية، 2014
[9]عمر علي عذاب، تأثير الهاتف النقال على صحة الإنسان،المؤتمر الوطني للتحديات البيئية..الواقع وا لطموح،بغداد،2010.
[10] James.c.lin,telecommunication health and safety:Effect of cell-phone radiation exposure on cognitive function in Humans,2003
[11] رولان, تأثير الأجهزة الالكترونية علي نمو دماغ الطفل , ourfamilylife.com
[12]موسوعة الجزيرة، الهاتف الذكي.. عصر ما بعد الحاسوب الشخصي ،2014.
https://www.aljazeera.net/news/scienceandtechnology/2014/5/18/الهاتف-الذكي-عصر-ما-بعد-الحاسوب-الشخصي
[13]أحمد الإمام , أثر التكنولوجيا علي أداء المخ , quafilah.com
[14] عمر علي عذاب, تأثير الهاتف النقال على صحة الإنسان،المؤتمر الوطني للتحديات البيئية..الواقع والطموح،بغداد،2010.
[15] Demirci,K., Akgönül, M., &Akpinar, A., Relationship of smartphone use severity with sleep quality, depression, and anxiety in university students, Journal ofbehavioural addictions, vol.4, N.2, 2015, 85-92
اسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي،القلق والاكتئاب،الدار الثقافية للنشر. [16]
أحمد محمد عبد الخالق،إكتئاب الطفولة والمراهقة،مكتبة الأنجلو المصرية،كلية الآداب-جامعة الإسكندرية،ص38،1998.[17]
[18] Fox, O., What Impact do Smartphones have on Technostress? A project completed as part of the requirements for the BSc (Hons) Information Technology atthe University of Derby School of Computing & Mathematics,2014
[19] Sohn,S., Rees, A., Wildridge, B., Kalk, N., and Carter, B.,Prevalence of problematic smartphone usage and associated mental health outcomes amongst children and young people: a systematic review, meta-analysis and GRADE of the evidence,BMC Psychiatry,2019
- وفيق صفوت مختار، الأطفال والشباب وإدمان الانترنت،طبعة 2019، أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، الجيزة، 2018.
Lemola, S., Perkinson-Gloor, N., Brand, S., Dewald-Kaufmann, J. F., &Grob, A. Adolescents’ electronic media useatnight, sleep disturbance, and depressive symptoms in thesmartphone age, Journal of Youth and Adolescence, vol.44, N.2, 2015, 405–418[20]
[21] Sohn,S., Rees, A., Wildridge, B., Kalk, N., and Carter, B.,Prevalence of problematic smartphone usage and associated mental health outcomes amongst children and young people: a systematic review, meta-analysis and GRADE of the evidence,BMC Psychiatry,2019.
- وفيق صفوت مختار، الأطفال والشباب وإدمان الانترنت،طبعة 2019، أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، الجيزة، 2018.
- عمر علي عذاب، تأثير الهاتف النقال على صحة الإنسان،المؤتمر الوطني للتحديات البيئية..الواقعوالطموح،بغداد،2010.
[24] Thomée, S., Härenstam, A., &Hagberg, M., Mobile phone use and stress, sleep disturbances, and symptoms of depression among young adults – a prospective cohort study, BMC Public Health, 2011, 11-66.
[25] AL, Amin MRIDHA, Impact of digital technology on child health ,journal of child health, Bangladesh, VOL 43, N.1, 2018,1-3.
[26] Dewald J., Meijer,A., Oort, F., Kerkhof,G.,&Bogels, S.,The influence of sleep quality, sleep duration and sleepiness on school performance in children and adolescents: A meta-analytic review, journal of Sleep Medicine Reviews, 14 ,2010, 179–189.
[27]أماني بوعكاز وكريمة حفظ الله، البعد النفسي في العملية التعليمية التعلمية ومدى تأثيره في التحصيل الدراسي،مذكرة ماجستير،جامعــــة العــــــــربي التبسي،تبسّة،2017.
[28]عائشة رجال, دور إعلام الطفل في تنمیة القدرات المعرفیة لدى الطفل المتمدرس دراسة میدانیة على عینة من تلامیذ ابتدائیة راجعي عمار مسكیانة, مذكرة مكملة لنیل شھادة الماجستير, 5/2016201, جامعة العربي بن مهیدي أم البواقي, ص 87
[29] مروة عصام صلاح: إعلام الطفل ما له وما علیه، ط1 ،الأردن، عمان, دار الإعصار العلمي للنشر والتوزیع، 2005ص191
[30] Aljezerra.net
[31]عبد الرحمن لطفي أمين،الأجهزة والهواتف الذكية وصحة الأطفال والمراهقين،سلسلة كتيبات التوعية الصحية(9)،جمعية صندوق إعانة المرضى، الكويت.
[32] Andria mamapionianv , enfant et dessin animés : entre drame et privilège , présidé par ,Mr.rajaoson francois , faculté de droit d’économie de gestion et de sociologie, université d’Antananarivo, Madagascar 2012p 50.
[33] حلا قاسم الزعبي , تأثير مشاهدة العنف في برامج الأطفال التلفزيونية (الرسوم المتحرة ) على الأطفال من وجهة نظر أولياء الأمور
(الأمهات ) والمدرسات, رسالة ماجيستر في الإعلام , إشراف أ.د.عزت محمد حجاب , كلية الإعلام , جامعة الشرق الأوسط , الأردن 2016 ص37
[34] Taras,H., & Potts-Datema,W., Sleep and Student Performance at School,Journal of School Health , Vol.75, N.7 ,September 2005, 248-254.
[35] Alain Lieury, Sonia Lorant et Françoise Champault, LOISIRS NUMÉRIQUES ET PERFORMANCES COGNITIVES ETSCOLAIRES: UNE ÉTUDE CHEZ 27 000 ÉLÈVES DE LA 3E DES COLLÈGES, groupe d’étude de psychologie,2014.
_________
*بقلم: سناء عيسي و مروى عزيزي و سيرين فطناسي.
*المصدر: التنويري.