البرامجهذا ما تبحث عنه
هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني “الموسم الثاني” إبدأ من الداخل !
ابدأ من الداخل !
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/329467891″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
كان المسلمون يتأهبون لفتح إحدى بلاد الروم عندما جاءتهم الأنباء عن عظم جيش العدو ، وكثرة العدّة والعتاد
تواترت الأخبار عن الجيش الزاحف نحوهم ،وبدأت العيون تتجه إلى القائد ، لمعرفة رأيه وما الذي يخطط له ، دخل القادة على سيف الله المسلول ” خالد بن الوليد ” وإذا بهم يرونه متكئا ينظر إلى إصابة لحقت قدم فرسه والذي يناديه ب” الاشقر “
وقفوا بين يديه وأخبروه بما تنامى إلى علمهم من الأخبار ، وهو يستمع بصمت ، إلى أن انتهوا من حديثهم ، فما زاد على أن ربّت على رأس فرسه وهو يقول ” ليت الاشقر يشفى من عرجه يومها ، ويُضعف الروم في العدد ! “
خالد بن الوليد لم ينظر كثيرا إلى ما يقال عن كثرة العدد ، وقوة العدة ، وانما نظر الى داخل جيشه ، وأبلغهم بالرسالة التي تضمن لهم النصر ،وهي أن يهتم كل قائد بما تحت يده أولا ، ويعمل على شفاء ما تعطل من كيانه ، بعدها يمكن النظر للاشياء الاخرى .
هكذا هم العظماء ، هم أكثر النّاس مكاشفةً لدواخل أنفسهم ..
يعالجون الخلل في أرجاء قلوبهم ويتعاملون بإيجابية مع خلل السلوك وشطحات الروح وانكسارات الداخل وذلك قبل أن يوجهوا ضوء النقد إلى الخارج ويلقوا بمشاكلهم على العالم ..
ميتٌ .. كل من يعيش في وهم كماله وغرور عظمته وكبريائه ..
ميتٌ من توقف عن محاسبة ذاته ، والبكاء على خطئه ، والتعاهد على تنقية حاضره ومستقبله من سقطات الماضي وآثامه ..
والحي هو من يستطيع أن يسمع صوت ضميره وروحه وسط صخب وضوضاء هذا العالم .
الحي هو القادر على أن يقيم محكمة بينه وبين ذاته ، فيحاكم نفسه ويدينها وينزل عليها العقاب فتراها قوية تغدو ..
تظل تفتش عن فكرةٍ او حكمةٍ تتوج نورًا يهتدى به في شتى الدروب .. وقد يكون ما قدمناه اليوم هو هذا ما تبحث عنه !