هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني “الموسم الثاني” – أظهر عصاك
أظهر عصاك
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/328527500″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
قرر أحد الثعابين يومًا أن يتوب ويكفّ عن إيذاء النّاس وترويعهم ، فذهب إلى راهبٍ يستفتيه فيما يفعل ، فقال له الراهب : انتح من الارض مكانًا معزولاً ، واكتف من الطعام اليسير .
ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قضّ مضجعه أنّ بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ، وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانوا يزيدون في إيذائه ، فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ، فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثةً كل اسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنّك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..
فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية وعاش بعدها مستريحًا ..
كثير من الناس يغرّهم الحلم، ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والايذاء ، وكلما زاد المعتدي في عدوانه ، وقد يخيّل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانه وقلة حيلة .
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غرّه حلم الحليم ، أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ، واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .
وأنّ مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .
إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة ..
وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيلٌ بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية أقوياء ، اشداء ، قادرون على الحفاظ على حقوقهك وخصوصياتهم .
نعم قد نعفو عمّن أخطأ فينا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن الاساءه فترة ، لكن ان يكون هذا مطيّة لتضييع كرامتنا وهيبتنا فهذا مالا يرضاه عقل او منطق او حتى دين ..
تظل تفتش عن فكرة او حكمة تتوج نورا يهتدى به في شتى الدروب وقد يكون ما قدمناه اليوم هو هذا ما تبحث عنه ..