اجتماعالمقالات

ممارسات العقل الإنساني ما بين العقل الأداتي والنقدي والتواصلي

(رؤية تحليليَّة – نقديَّة)

” ويعدّ الترحيب بالأفكار من دون التسليم بها إحدى أهم العلامات التي تميِّز العقل المثقَّف“ (أرسطو).

” وحتماً، يمكن أن يكون العقل أي شيء… فطريقة تفكيرك هي التي تحدِّد شخصيتك “ (بوذا).

– تمهيد:

ما تزال الرغبة في السيطرة على أفكار الآخرين وسلوكياتهم وأفعالهم أكثر المطالب إلحاحاً منذ بزوغ فجر الإنسانية. بيد أن قلة نادرة من الناس فقط تدرك أن تقنيات السيطرة على العقل وجدت مع فجر الحضارة نفسها. وبقدر إدراكنا لما وهبنا إياه الله تعالى من عقول متنوعة وطرائق تفكير مختلفة. ندرك في الوقت نفسه تلك الشهوة العارمة للسيطرة على عقول الآخرين وطرائق تفكيرهم، بغض النظر عن الدافع أو الفائدة المبتغاة، ربما يكون السبب نابعاً من رغبتنا في فهم الطريقة التي يفكّر فيها الآخرون، وما إذا كانت تتفق مع طريقتنا أو تختلف عنها([1]).

لكن بالمقابل، يعتبر العقل ميزة الإنسان وقيمته العليا، لا بل هو والإنسان صنوان لا يفترقان وبدونه يفقد الإنسان إنسانيته. وبفضل العقل وقواه استطاع الإنسان أن يصول ويجول ويكشف الحقائق ويُخضع الأشياء لسلطانه وأن يذلل الصعاب ويبدد الظلمات وينشر النور ويتصور الأشياء ويتأمل في الوجود ويسبح في الخيال والفرضيات واللامعقول.

وعن أهمية العقل في التطور البشري يمكننا القول إن العقل هو قوة أساسية تمكن الإنسان من التطور والنمو الشخصي. بفضل العقل، يستطيع الإنسان أن يفكر ويتعلم ويتطور، ويستخدم التفكير العقلي لتحقيق أهدافه واتخاذ القرارات الصحيحة. يساعد العقل الباطن في تطوير الذات وتحقيق النجاح في الحياة([2]).

عندما يستخدم الإنسان عقله بشكل فعّال، يتمكن من استكشاف إمكاناته وتطوير مهاراته العقلية والإبداعية. يسمح له العقل بالتفكير بشكل منطقي وتحليلي، وبالتالي يزيد من فهمه للمشكلات ويتمكن من العثور على حلول إبداعية. يعمل العقل الباطن في خلفية الوعي اليومي للإنسان، وهو المسؤول عن تطوير العادات والمعتقدات وتشكيل الشخصية. لذا، يُعتبر استخدام العقل الباطن في تطوير الذات وتحقيق الأهداف أمراً ضرورياً. من خلال تنمية العقل وتعزيز التفكير المنطقي، يمكن للإنسان أن يحسن من أدائه في جميع جوانب الحياة. فالتفكير العقلي يساعد على اتخاذ القرارات الصائبة ومواجهة التحديات بثقة. كما يساعد في تحليل المعلومات والبيانات بشكل فعّال، وبالتالي يمكن للإنسان اتخاذ قرارات مدروسة والوصول إلى نتائج إيجابية([3])ولكن قبل الخوض في تحليل ونقد ممارسات العقل الإنساني سنحاول توضيح وتعريف مفهوم العقل في محاولة لفهم جوهر هذا المفهوم لغوياً، وفلسفياً، واصطلاحياً.

– مفهوم العقل: لغوياً العَقْلُ (اسم)، الجمع عُقُولٌ. مصدر عَقَلَ. عَقَلَ: (فعل). عَقَلَ عن يَعقِل، عَقْلاً عُقُول، فهو عاقل، والمفعول معقول – للمتعدِّي. عَقَلَ الوَلَدُ: أَدْرَكَ حَقَائِقَ الأَشْيَاءِ. وأصل معنى العقل المنع والإمساك والحبس، وسمي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه، أي يحبسه عن التورط في المهالك، أو لأنه يعقل حقائق الأشياء([4]). ومن المعاني الواردة، قولهم: عقل عقلاً: أي أدرك الأشياء على حقيقتها، والغلام أدرك وميّز، ويقال: ما فعلت هـذا منذ عقلت. والعاقل هـو الشخص المدرك. ومن المعاني، أن العقل هـو ما يقابل الغريزة التي لا اختيار لها. ومنه قولهم: الإنسان حيوان عاقل. ومنها ما يكون به التفكير والاستدلال، وتركيب التصورات والتصديقات. كما أن من المعاني الواردة حول موضوع العقل: إنه ما يتميز به الحسن من القبيح، والخير من الشر، والحق من الباطل.

أما معجم وبستر Webster فقد أورد معان عدة لكلمة عقل، تحت الكلمة الإنجليزية، Mind ومن هـذه المعاني: الذاكرة، التذكر أو الاسترجاع. وقد تعني ما يفكر به الشخص، أو رأيه في موضوع من المواضيع. ومن المعاني الواردة: أنه يعني الإدراك، الشعور، الانتباه، الذكاء، الملاحظة. وقد قصرت بعض التعريفات في هـذا القاموس العقل: على ما يمكن التفكير به، أو إدراكه، مما يمكن تصنيفه على أنه جزء من الشعور، إلا أن تعريفاً آخراً، يضيف الخبرة اللا شعورية، كعمل من أعمال العقل. والتعريف الشامل الذي ورد في قاموس وبستر هـو طريقة، وحالة، واتجاه للتفكير والشعور، الذي يكون عليه الفرد، وقد وردت معاني مثل: الانتباه، الطاعة، الاهتمام، الملاحظة، الاعتراض، الكره، كمعان معبرة عن العقل.

ومفهوم العقل في التربية وعلم النفس يتشعب فيها، بين الذكاء، والفهم، والقدرة العامة، والقدرات المتخصصة، بالإضافة إلى القدرات الشعورية واللاشعورية، حيث أورد فاخر عاقل تعريفاً للعقل: على أنه مجموع السلوك الذكي، بما في ذلك التذكر، والتفكير، والإدراك. وكثيراً ما يستعمل مرادفاً للخبرة الشعورية([5]). فالعقل بناءً على ما سبق هو: مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، الحكم، اللغة والذاكرة. هو غالباً ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية. يملك العقل القدرة على التخيل، التمييز، والتقدير، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤدياً إلى مواقف وأفعال.

أما العقل فلسفياً يرى أرسطو أن العقل عبارة عن جوهر قائم بالإنسان يفارق به الحيوان ويستعد به لقبول المعرفة. أقام أرسطو فلسفته كلها على الماهيات العقلية التي عرفت من خلال نظريته في الصورة. فالعقل في الفلسفة اليونانية هو مقياس لذاته، وهو سند يقينه فلا حاجة للتدليل على صدق قضاياه إلى أدلة خارجية عن دائرة ذاته، وهو وحده كاف لتحصيل العلوم والمعارف في شتى أشكالها وضروبها([6]).

إن الشعور دائماً ما يحثنا على عدم قبول نتائج منطقية يؤيدها العقل. وليس من الحكمة التنكر لشعورنا لمجرد أن العقل يرفضه. ويذهب كانط إلى أن العقل أداة فكرية تحول الإدراك الحسي إلى أفكار، وتمنح التجربة وحدة الفكر. وبين التجربة والعقل تتم المعرفة، فالتأملات العقلية النظرية ليس لها قيمة ما لم تدعمها التجربة([7]). ففي كتابه نقد العقل المحض 1781، ناقش كانط شروط قيام العلم، ممثلاً بالرياضيات، والتي تعتمد على الإمكان القبلي ثم الإمكان التركيبي فيما بعد، لإنتاج معرفة علمية يقينية ضرورية، والتي يُنتج المحمول فيها شيئاً جديداً لم يكن متضمناً في الموضوع. وقد أخذ كانط على كل الفلسفات السابقة، سواء أكانت عقلية أم تجريبية، أنها أغفلت النظر في العقل ذاته، من حيث هو ينبوع كل معرفة، وبدلاً من ذلك، نظرت في المعارف كلها بواسطة العقل، بوصفه، أي العقل، معصوماً لا مجال للتشكيك في إمكاناته المكتملة. وهذا ما دفعه (كانط) إلى النظر في العقل من حيث إمكاناته وطاقاته، بغية الوصول إلى ما قد يستطيع بلوغه، وما لا يستطيع، ومن ثم الوصول إلى القواعد والمبادئ التي تضبط المعرفة من جهة، والأخلاق من جهة أخرى([8]).

ويعرف العقل اصطلاحاً بـأنه كل الأفكار والمفاهيم والمعلومات والعادات الفكرية التي توجه السلوك الفردي والاجتماعي وتقومه. إذ إن العقل ينشأ بالمعرفة ويتحكم بالأمور عن طريق التحليل والتعليل والبرهان، فالعقل يقوم على البرهان، والبرهان عادة نابع من رد النتيجة إلى المقدمة التي تولدت عنها. باختصار شديد العقل يقوم على النقد والموضوعية([9]). بناءً على ما سبق سنحاول استعراض مفهوم العقل كممارسة تطبيقية في الواقع العملي والاجتماعي من خلال المفاهيم التالية:

1- العقل الأداتي Instrumental Reason يقصد بالعقل الأداتي نوعاً من التفكير السائد في المجتمع الصناعي الحديث وهو ما وصفه هربرت ماركيوز بالتفكير ذو البعد الواحد، ويتضح ذلك في أسلوب التفكير العلمي والتقني، كما تعبر عنه الفلسفة الوضعية بأشكالها المعاصرة والفلسفة البراغماتية.  

يتضمن مصطلح (الأداتية) مضمونين: فهو أسلوب لرؤية العالم، وأسلوب لرؤية المعرفة النظرية. بحيث إن رؤية العالم بوصفه أداة تعني اعتبار عناصره أدوات نستطيع بواسطتها تحقيق غاياتنا، والمثال على ذلك، أنا لا انظر إلى الشجرة لما يجلب جمالها لي من رضى، بل أراها خشباً يمكن أن يحول إلى ورق يطبع عليه كتابي الذي أقوم بتأليفه…. وبإمكاننا أيضاً النظر إلى المعرفة باعتبارها أداة ووسيلة لتحقيق غاية. وربما تكون هذه الفكرة أصعب كثيراً لأنها تتخلل ثقافتنا لدرجة أن إي وجهة نظر أخرى لا ترى في المعرفة أداة يصعب تصورها([10]).

* يمكن القول بأن العقل الأداتي بعد تبلوره، يتسم بالسمات التالية([11]):

– ينظر العقل الأداتي إلى الواقع من منظور التماثل بحيث لا يهتم بالخصوصية المميزة للواقع الاجتماعي، لأنه يبحث عن السمات المتماثلة في الأشياء ويهمل السمات التي تميز ظاهرة ما عن أخرى.

 – العقل الأداتي قادر على إدراك الأجزاء، فهو يعمل على تفتيت الواقع إلى أجزاء غير مترابطة، ويفككه دون أن يستطيع إعادة تركيبه إلا من خلال نماذج اختزالية بسيطة.

 – ينظر العقل الأداتي إلى الإنسان باعتباره مجرد جزء يشبه الأجزاء الطبيعية (المادية) الأخرى، وهذا الجزء ليس له ما يميزه عن بقية العالم، فهو مستوعب في كليته في النظام الاجتماعي القائم وفي تقسيم العمل السائد في الطبيعة (المادة).

 – يرى العقل الأداتي الإنسان من منظور العلوم الطبيعية باعتباره شيئاً ثابتاً وكماً واضحاً ووضعاً قائماً لا يحتوي أية إمكانيات إنسانية خلاقة.

– ينظر العقل الأداتي إلى الطبيعة والإنسـان باعتبارهما مادة استعمالية يمكن توظيفها واستغلالها لخدمة أي هـدف.

– الهدف النهائي من الوجود كما يؤمن العقل الأداتي هو الحفاظ على بقاء الذات وهيمنتها وتفوقها، ومن هنا جاءت تسميته بالعقل الذاتي أيضاً.

– لتحقيق هذا الهدف، يلجأ العقل الأداتي إلى فرض المقولات الكمية على الواقع وإخضاع جميع الوقائع والظواهر (الطبيعة والإنسان) للقوانين الشكلية والقواعد القياسية والنماذج الرياضية، حتى يمكن التحكم في الواقع ويصل هذا إلى ذروته في الفلسفة الوضعية. وينتج عن هذا ما يلي:

  • أن العقل الأداتي يصبح عاجزاً تماماً عن إدراك العمليات الاجتماعية والسياسية والتاريخية في سياقها الشامل الذي يتخطى حدوده المباشرة، بل إنه يعجز تماماً عن إدراك أي غايات نهائية أو كليات متجاوزة للمعطيات الجزئية الحسية والمعطيات المادية الآنية. ولذا يمكن تسميته بالعقل الجزئي أي أنه يصبح عاجزاً تماماً عن تحقيق أي تجاوز معرفي أو أخلاقي.
  • لهذا السبب نفسه يصبح العقل الأداتي غير قادر على تجاوز الحاضر للوصول إلى الماضي أو استشراف المستقبل، أي أن العقل الأداتي يسقط تماماً في “اللا زمنية واللا تاريخية”.
  • مع غياب أية مقدرة على إدراك الكل المتجاوز وأية أسس تاريخية ورؤى مستقبلية، أي مع غياب أية أرضية معرفية ثابتة، يمكن أن تستند إليها المعايير العامة، يسقط العقل الأداتي تماماً في النسبية المعرفية والأخلاقية والجمالية إذ تصبح كل الأمور متساوية، ومن ثم تظهر حالة من ” اللا معيارية الكاملة “، فيمكن القول بأن النموذج الكامن والمهيمن على الإنسان الذي يصبح مع تساوي الأمور هو: (الطبيعة – المادة – السلعة – الشيء في ذاته – علاقات التبادل المجردة).
  • يصبح العقل الأداتي قادراً على شيء واحد فقط وهو قبول أمر الواقع، من خلال التكيف مع ما هو قائم من أحداث ووقائع وجزئيات بالإضافة إلى التكيف مع الظروف المنتجة (للقهر والقمع والتنميط والاغتراب) التي تؤدي جميعها بنهاية الأمر إلى تثبيت دعائم السلطة وعلاقات القوة والسيادة القائمة في مجتمع معين، مع العمل على كبح أية نزعات إبداعية تلقائية تتجاوز ما هو مألوف.
  • كما يتحول العقل رغم تحرره من الأساطير، إلى قوة عقلانية تحاول السيطرة على الطبيعة والإنسـان وترشـيد الحياة بشـكل يؤدي إلى نفي الحرية تماماً كما يتبدى في بنى التسلط الرشيدة الحديثة، ولذلك نجد أن التقدم أدى إلى عكسه وأن التنوير أدى إلى الشمولية، فالمجتمعات الحديثة التي تسعى إلى الفردية همشت الفرد، وأنها في طريقها إلى شكل من أشكال البربرية التي تتقدم بخطى حثيثة نحو الجحيم، والبرهان على ذلك ما حدث في معسكرات الإبادة النازية فهو جزء عضوي من هذه المسيرة الشيطانية حسب آراء مفكري الاتجاهات النقدية باعتباره ينتمون إلى الديانة اليهودية([12]).

وهكذا يؤدي الترشيد الأداتي والسيطرة المتزايدة – لمجالات متنامية في الحياة الاجتماعية من قِبَل الأنظمة والمؤسسات الاقتصادية والسياسية والإدارية – إلى استعباد الإنسان وإلى تقليص عالم الحياة وهيمنة عالم الأداة واستبعاد كثير من جوانب حياته الثرية وإمكانياته الكامنة المتنوعة، أي أن العقل الأداتي يؤدي إلى هيمنة الواحدية الموضوعية المادية.

2- العقل النقدي Critical Reason: يقال عنه أيضاً ” العقل الكلي أو العقل الموضوعي “، في مقابل “العقل الأداتي أو العقل الجزئي أو العقل الذاتي”، وكلمة نقدي هنا مبهمة إلى حد ما، وتعود إلى مفهوم كانط في النقد، فكانط كان يرى عمله باعتباره جزءاً من المشروع التنويري الغربي الذي رفض جميع الحجج التقليدية القائمة وأخضع كل شيء للنقد، ولكنه لم يتوقف عند هذا الحد وإنما أخذ خطوة للأمام وأخضع العقل للعملية النقدية نفسها، أي أن كانط أخضع أداة الاستنارة الكبرى للنقد وبيَّن حدودها الضيقة، متجاوزاً بذلك عقلانية عصر الاستنارة، أي أن هناك عقلانيتين: عقلانية مباشرة سطحية، وعقلانية أكثر عمقاً، وهذا هو الذي ترجم نفسه إلى عقلانية العقل الأداتي وعقلانية العقل النقدي. وبالعموم يتسم العقل النقدي بما يلي([13]):

– ينظر العقل النقدي إلى الإنسان لا باعتباره جزءاً من كل أكبر منه يعيش داخل أشكال اجتماعية ثابتة معطاة، مستوعباً تماماً فيها وفي تقسيم العمل القائم، وإنما باعتباره كياناً مستقلاً مبدعاً لكل ما حوله من الأشكال التاريخية والاجتماعية.

 – لا يدرك العقل النقدي العالم (الطبيعة والإنسان) كما تدركه العلوم الطبيعية، باعتباره نتاجاً ثابتاً ووضعاً قائماً وسطحاً صلباً، وإنما يدركه باعتباره وضعاً قائماً وإمكانية كامنة. 

 – لا يقنع العقل النقدي بإدراك الجزئيات المباشـرة، فهو قادر على إدراك الحقيقة الكلية والغاية من الوجود الإنسـاني.

 – العقل النقدي قادر على التعرف على الإنسان من خلال دوافعه وإمكانياته والغرض من وجوده.

– بناءً على ما تقدم نجد أن العقل النقدي قادراً على تجاوز الذات الضيقة والإجراءات والتفاصيل المباشرة والحاضر والأمر الواقع، لذا يمكن تسمية العقل النقدي بـ (العقل المتجاوز)، فهو لا يقبل الواقع بصورته المطلقة الجامدة، وإنما يمكنه القيام بجهد نقدي تجاه الأفكار والممارسات والعلاقات السائدة والبحث في جذور الأشياء وأصولها وفي المصالح الكامنة وراءها والمعارف المرتبطة بهذه المصالح وهذا هو الجانب التفكيكي في العقل النقدي.

– يدرك العقل النقدي الحقيقة الكلية والإمكانيات الكامنة ليست كعوامل مجردة متجاوزة للإنسان (الفكرة الهيجلية المطلقة)، وإنما هي كامنة في الإنسان ذاته، والعقل النقدي قادر على رؤيتها في كمونها هذا أي أن الإنسان يحل محل الفكرة المطلقة.

– لا توجد الحقيقة في الواقع بذاته وإنما تقع بين الواقع الملموس، كما يحدده المجتمع من جهة والخبرة الذاتية من جهة أخرى. لذلك فالوضع الأمثل هو وضع التوازن بين الذات والموضوع وهذا ما يقدر على إنجازه العقل النقدي وما يفشل فيه تماماً العقل الأداتي.

– يعتبر التاريخ عملية كاملة تتحقق من خلالها الذاتية الإنسانية، أي أن التاريخ هو الذي يرد إلى الإنسان (خالق التاريخ) وليس الإنسان هو الذي يرد إلى التاريخ، لذلك فإن المجتمع في كل لحظة هو تجل فريد للإنسان، وتحقق الإمكانية الإنسانية في التاريخ هو الهدف من الوجود الإنساني.

– يمكن إنجاز عملية انعتاق الإنسان وتحريره من خلال التنظيم الرشيد للمجتمع المبني على إدراك الإمكانية الإنسانيةالذي يعتمد على الترابط الحر بين جميع أفراد المجتمع الذين يتاح لهم نفس الإمكانية لتنمية أنفسهم بنفس الدرجة المعطاة للجميع الأمر الذي يؤدي إلى القضاء على الاستغلال وانتفائه فيما بينهم.

– يمكن للعقل النقدي أن يساهم في هذه العملية من خلال الجهد التفكيكي الذي أشرنا إليه. كما يمكنه أيضاً القيام بجهد تركيبي إبداعي، فهو قادر على التمييز بين ما هو جوهري وبين ما هو عرضي، وعلى صياغة نموذج ضدي ليس انطلاقاً مما هو معطى وإنما مما هو متصور وممكن في آن واحد ويمكن على أساسه تغيير الواقع، أي أن العقل النقدي يطرح أمام الإنسان إمكانية تجاوز ما هو قائم دائماً انطلاقاً من إدراكه لما هو ممكن بداخله، أي أنه يفتح باب الخلاص والتجاوز أمام الإنسان وهو عكـس التكـيف والإذعـان للأمر الواقع (على طريقة العقل الأداتي)([14]).

3- العقل التواصلي: Communicational Reason  مفهوم صاغه هابرماس لمحاولة تنمية البعد الموضوعي الإنساني للعقل، ولذلك يطلق على مفهوم العقل عند هابرماس ” العقل التواصلي ” Communicational Reason هذا العقل لديه هو فاعلية تتجاوز العقل الغربي المتركز حول الذات، والعقل الشمولي المنغلق الذي يدعي أنه يتضمن كل شيء، والعقل الأداتي الوضعي الذي يفتت ويجزئ الواقع ويحول كل شيء إلى موضوع جزئي حتى العقل نفسه([15]).

يرى هابرماس أن العقل الأوروبي قد شهد مراحل من الصعود والهبوط، فالعقل الذي أسسه كانط، أي عقل التنوير في أرقى تجلياته، لم يستخدم دائماً في الطريقة الصحيحة، رغم أنه فتح أمام الإنسان الأوروبي المتجاهل، وحرره من العقد القديمة والوعي الخاطئ، وقذف به نحو اكتشاف أسرار الطبيعة والكون، وأدى إلى تأسيس أكبر حضارة مادية وتقنية شهدها تاريخ البشرية. لكن هذا العقل كان ينحرف أحياناً عن مساره الصحيح، فيتحول إلى عقل أداتي، بحسب تعبير ماكس فيبر، أي عقل حسابي بارد قادر على خلق المعجزات التقنية وعلى استئصال البشرية في وقت واحد([16]).

وفي كتابه ” الفعل التواصلي ” الذي يشكل بوجه من الوجوه إسهاماً فيما يسميه ” نظرية التواصل “، يعيد هابرماس طرح إشكالية العقلانية الحديثة بإسقاطاتها المتعددة وهذا ما عبر عنه في التمهيد الخاص بالجزء الأول حين قال: “على الرغم من مما يوحي به العنوان فأنا واع من أنني لم أقدم نظرية مكتملة من خلال هذين الجزأين ومع ذلك سأسعى إلى تثبيت العنصر النظري الضروري لكل الفلسفة ملزمة ببلورة فهم خاص بها يتجاوز الفهم الميتافيزيقي إذا ما رغبت في إقامة روابط تعاون مع العلوم الاجتماعية بالاستناد إلى قاعدة تقسيم العمل فإن الرهان بالنسبة لي يتلخص في تأسيس مشروع قد يتفرع في اتجاهات متعددة إذا ما قبلنا النظر إليه نظرة واعدة”([17]).

يسقط مفهوم العقل عند هابرماس من حسابه أية مسألة جوهرية، وبتعبير آخر أن العقل عنده لم يعد جوهراً، سواء أكان هذا الجوهر موضوعياً أو ذاتياً، بل صار معمولاً به نتيجةً لتأثيرات الاتجاهات التحليلية عليه. إنه سيكون من الحكمة البحث فيما هو عقلاني عوضاً عن البحث في مفهوم العقل وعليه ينتقل الاهتمام المركزي إلى العقلانية بدل التركيز على العقل في شكله المجرد([18]).

وعندما يطرح هابرماس هذا العقل التواصلي، لا يريد الامتثال للعقول التي تدعي تقديم حلول فورية لإشكاليات مركبة في البيئة الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية، أنه يريد لهذا العقل أن يكون متواصلاً مع غيره.

  لذا يؤكد هابرماس على “أن هذا العقل يتجاوز العقلانية الغربية التي أعطت أولوية مطلقة للعقل الغائي، والتي تهدف إلى تحقيق مصالح وغايات معينة، فهذا العقل يبنى على فعل خلّاق يقوم على الاتفاق بعيداً عن الضغط والتعسف وهدفه بلورة إجماع يعبر عن مساواة داخل فضاء عام ينتزع الفرد جانباً من ذاتيته ويدمجها في المجهود الجماعي الذي يقوم بالتفاهم والتواصل العقلي”([19]).

ويمكننا القول إن هابرماس من خلال كل أعماله وكتاباته. يريد أن يؤكد على ما يسميه بالعقل التواصلي كصيغة تركيبية لقضية الحداثة الغربية والعقلانية سواء في تعبيرها الأنواري أو في مظاهرها النقدية. فالعقل التواصلي هو الذي ينظم النشاط الاتصالي ويبين أن الحديث عن العقل يستلزم الحديث عن الأسس التي يترتب عليها هذا العقل، فالنشاط الاتصالي يسعى إلى وضع شروط لمجتمع ممكن.

لذلك بدأ يوجه سهام النقد للعقل الغربي المتمركز حول الذات والانتقال منه إلى عقل آخر هو العقل التواصلي، من خلال تأكيد هابرماس على ضرورة الخروج من فلسفة الذات إلى مخرج مهم وهو يسميه العقل التواصلي.

يظهر هابرماس كيفية تحول مجلات البحث من العقلانية الأداتية إلى العقلانية التواصلية، فهذه العقلانية التواصلية تظهر من خلال العلاقة التي يقيمها الناس القادرين على الكلام وعلى الفاعلية عندما يتفقون على شيء معين([20]). وبهذا حاول هابرماس جاهداً الانتقال من العقل الأداتي الظاهر بوضوح في المركزية الغربية إلى عقل آخر وهو العقل التواصلي.

– خلاصة القول: يقصد بمفهوم العقل الأداتي العقل الغائي، فهو إما أن يكون أداتياً أو اختباراً عقلانياً أو مركب منهما. وتقوم ممارسات العقل الأداتي على القواعد التقنية المستندة على المعرفة التجريبية، حيث يحقق هذا العقل أهدافاً محددة في ظل شروط واضحة. وهكذا يعتبر مفهوم العقل الأداتي أكبر دليل على ظاهرة التمركز حول العقل العلمي- التقني، حيث أدت حركة التطور العلمي في عصر الأنوار إلى ظهور هذا العقل، وأرسى آلياته النظام الحديث أو بالأحرى المجتمع الحديث. كما تبين ممارسات هذا العقل الطريقة الاختزالية التي يمارسها بحق الطبيعة والإنسان، فالعقل الأداتي ينظر إلى الطبيعة والواقع من منظور التماثل ولا يهتم بالخصوصية، كما يحاول العقل الأداتي تفتيت الواقع إلى أجزاء غير مترابطة وينظر إلى الإنسان باعتباره مجرد جزء يشبه الأجزاء الطبيعية المادية، فالإنسان بالنسبة للعقل الأداتي شيء ثابت وكمي مما يؤدي إلى النظر للإنسان كشيء (ذي بعد واحد) وتغيبه إنسانيته التي تشكل جوهر وجوده([21]).

وفي هذا السياق نستشهد بممارسات الاستعمار الأوروبي الذي يعتبر أحد أهم مفرزات عصر النهضة والثورة الصناعية وسيطرة العلوم التجريبية على الواقع الأكاديمي، حيث ارتكز في رسم خططه وسياساته لاحتلال شعوب العالم الأقل تطوراً على مبدأ العقلانية الأداتية، فأصبحت توجد كل مساراته وعلاقاته مع الآخر المختلف عن الأثنية الأوروبية. وبنفس الطريقة الأداتية التي شرحها رواد مدرسة فرانكفورت حاول الاستعمار من خلال السلطة السياسية توظيف الانثروبولوجيا كعلم أكاديمي والنتائج التي توصلت إليها لإحكام السيطرة على المجتمعات البدائية التقليدية بأسهل الطريقة وأقل التكاليف من خلال الأخذ بعين التوصيات التي تقدمها تلك الدراسات الانثروبولوجية على اختلاف مداخلها النظرية والمنهجية. كما سيطرت على عقلية الاستعمار مبادئ الفلسفة النفعية المتجذرة في البنية الفكرية للعالم الغربي، مما أدى رفع شعار الغاية تبرر الوسيلة بكل معانيها الانتهازية، التي بنى عليها الغرب أفكاره ومبادئه الاستعمارية وبالأخص في تعامله مع الشعوب الأخرى، فقد شكلت هذه المقولة الذهنية السياسية خلال القرون الأخيرة جميع أنحاء العالم الغربي وتحولت مع مرور الوقت إلى عقيدة فاسدة يتم توظيفها من أجل الوصول إلى أهداف خاصة مهما كان ثمن هذا الوصول حتى لو كان على حساب الآخرين من خلال استعمارهم ونهب خيراتهم وتدميرهم وتكريس مبدأ تبعيتهم للاستعمار في كافة المجالات.

فمن الوسائل التي انتهجها الاستعمار لإحكام سيطرته على البلدان المستعمَرة تتمثل في إيهام سكان المستعمرات بأنه جاء إليهم من أجل الإعمار والإصلاح وتمكين البلاد من اللحاق بركب الدول المتقدمة. إلا أنهم في حقيقة الأمر دعاة شر مفسدون ومضللون يعملون وفق سياسة ماكرة، هي سياسة فرق تسد، ولا يقر لهم قرار إلا إذا أشاعوا الفرقة والانقسام بين أفراد المجتمع المستعمَر. بالإضافة إلى العمل في الخفاء والظلام والاعتماد على الجاسوسية والسرية في تنفيذ خططهم وتحقيق مصالحهم وغاياتهم، فالاستعمار في حقيقته ما هو إلا ضرب من ضروب القرصنة بشكله الحديث. 

 كما شجع الاستعمار على تنفيذ أطماعه التوسعية فكرة: (نحن والآخرون) التي ظهرت إلى العلن بنفس التوقيت، نحن: الأوربيون، بكل تميزنا وتفوقنا، أما الآخرون: فهم غير الأوربيين، الذين يجب أن يخضعوا لنا وأن يسلموا لنا مقاليد الهيمنة على ما يملكون، كانت هذه الاتجاهات التي خلصت إليها الدراسات الانثروبولوجية والاستشراقية نتيجة لعلاقات القوة، أو أوضاع السلطة التي أصر الغرب على الإمساك بها وممارستها على مقاليد الشرق، ويعتبر إدوارد سعيد من أهم الفكرين – الناقدين لهذه الفكرة في كتابه: “الاستشراق” 1978([22]).  

وفيما يتعلق بممارسات العقل التواصلي يقترح هابرماسأن تقوم عملية النقد في الواقع الاجتماعي على أسس ومبادئ الفعل التواصلي المرتكز بدوره على العقلانية التواصلية، التي تمارسها ” ذات قادرة على الكلام والفعل بهدف التوجّه نحو التفاهم بين الذوات “، مما يؤدي حكماً إلى عدم اللجوء إلى العنف أو إلى إلغاء الآخر والسيطرة عليه، وذلك بفضل قدرة ” الفعل التواصلي الذي يحدد العلاقات داخل مجالات عمومية قائمة على المناقشة والحوار متخذةً من المبادئ الأخلاقية أساساً لها، أطلق عليها هابرماس أخلاقيات المناقشة “، التي تحكم العملية التواصلية حسب معايير متفق عليه. ولكن تلك الأخلاقيات ليست مذهباً ولا نسقاً من القيم والمعايير الجامدة أو الثابتة، والدليل على ذلك، في أنه إذا تشكك أحد المشاركين في العملية التواصلية في الدقة المعيارية لتعبير ما، أو إذا تعرضت أحد ادعاءات الصلاحية للشك، أو لم يستطع المشاركون في التواصل تبريرها أو الدفاع عنها بالحجج العقلانية، فإن ادعاءات الصلاحية نفسها تصبح موضع سؤال، مما يؤدي إلى اختلال التواصل أو توقف، وفي هذه الحالة لا بد للمشاركين في التواصل إعادة فحص تلك الادعاءات من جديد ومراجعتها مراجعة نقدية لتصحيح أخطائها، ومعنى ذلك أن العملية التواصلية تخضع لما يسمى بديمقراطية الحوار.

وهكذا يعتمد هذا التفسير على البعد التواصلي اللغوي والتفاهم العقلاني الهادف، الذي يؤدي بالأطراف المشاركة بالعملية التواصلية إلى محاولة تحقيق نوع من الاتفاق والإجماع المتبادل حول القضايا المطروحة للحوار، وفقاً لشروط وقواعد أخلاقية تنفي قهر الذوات أو السيطرة عليها أو خداعها مما يتيح لهم الفرص بالتساوي للمشاركة في الحوار والنقاش وصنع القرار، كما أن الإجماع لن يتم الوصول إليه إلا عن طريق قوة الأطروحة الأفضل([23]).

وفي هذا الصدد، يجب علينا أن نذكّر، أنه لا يصح للناقد أن يمارس نقده في كل شيء وهو لا يمتلك معرفة في المجال محل النقد، ذلك أن أدوات النقد بمعية الإلمام بالمادة محل النقد لا بد منهما، لتكون مسألة النقد شمولية، وبدون ذلك لا يمكن أن يسمى نقداً إذا افتقد الناقد العلم بالمسألة.

أما عن غاية العقل النقدي أي ممارسة النقد الاجتماعي، فيجب أن تكون واضحة المعالم، فحري على من يمارس النقد أن يستعد لوضع البدائل المناسبة، فإن ذلك يحقق له التوغل أكثر في المسألة محل النقد، والنظر في حيثياتها وأبعادها المختلفة، ويساهم من خلال ذلك في ترقية المجتمع، ذلك أن النقد بهذه الصورة تكون إيجابية، وأن الناس ليسوا على مستوى واحد من النشاط الذهني والتقبل، ولذا نجد لدى المجتمعات المتقدمة عدة مستشارين ونقاد، وهذا ما يحقق لهم النجاح لوجود الأدوات اللازمة للنقد، وأنهم على استعداد لسد الثغرات ومعالجتها عند حدوث طارئ، وهذا ما تفتقده معظم المجتمعات العربية فيما يتعلق بالنقد البناء الذي يؤدي إلى الازدهار والتطوير والتحديث نحو حياة أفضل. إن أهمية الرؤية النقدية وقوتها لا تكمنان في قدرتها على تسجيل ما يقوله الفاعلون عن أفعالهم، بل في تمكينها الأفراد والجماعات من التفكير في وضعهم بشكل مختلف، وعبر ذلك بتجاوز الجمود الاجتماعي وبتغيير نظام الأشياء([24]).

وفي النهاية إن مسألة السيطرة على العقل والواقع بواسطة العقل نفسه وغيرها من أشكال الممارسات الظاهرة والخفية التي تهدف إلى الاستحواذ على تفكير الفرد والجماعة، والتحكم في تصرفاتهم، من خلال التلاعب بعقولهم؛ أي جعل الأفراد يعيشون في حالة دائمة من الشك والارتباك وعدم اليقين، والتغييب التام لأي رؤية واضحة لأن وضوح الرؤية يعني الثقة الناتجة عن ممارسات العقل النقدي. وبقدر ما نكره الاستسلام لهذا الطرح، فإننا نلاحظ وجود مؤسسات وأشخاص يبذلون الغالي والنفيسي للحيلولة دون تمتعنا بعقل صاف ذي بعد نقدي لإدراك تلك الحقيقة تحقيقاً لمصالحهم وأهدافهم الخاصة على أرض الواقع الاجتماعي.


[1] – ماري د. جونز، ماري فلاكسمان: حروب العقل، ترجمة: نور الدائم باكر أحمد، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 2017، ص (9).

[2] -هيئة التحرير: العقل والعقلانية: مفاتيح النمو والرقي في الحياة، موقع تطوير الذات والمهارات الاحترافية، تاريخ الدخول إلى الموقع 06/04/2024. https://n9.cl/7yzmgq

[3]–  المرجع السابق نفسه.

[4] – ابن المنظور: لسان العرب، تحقيق: مجموعة من الأساتذة العاملين بدار المعارف، دار المعارف، القاهرة، بدون تاريخ، ص (3046).

[5] – عبد الرحمن الطريوي: العقل العربي وإعادة التشكيل، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، ط1، 1413ه، ص (33-34).

[6] – لخضر شكير: العقل في الإسلام: مفهومه – قيمته – ودوره، مجلة الشريعة والاقتصاد، المجلد: 3، العدد: 1، الجزائر، 2014، ص (396-397).

[7] – عايدة عبد الحميد عبد الرحمن: نظرية المعرفة عند كانط، حولية كلية أصول الدين بالقاهرة، المجلد: 30، العدد: 30، 2017، ص (749).

[8] – يوسف بن عبد العزيز أبا الخيل: العقل عند كانط مؤهل للتعامل مع ظواهر الطبيعة فقط..!، جريدة الرياض، العدد: 17313، 18 نوفمبر 2015. https://www.alriyadh.com/1101577

[9] – مديحة فخري محمود: العقلية العربية في زمن العولمة (مشكلات وقضايا)، دار دجلة ناشرون وموزعون، عمان، ط1، 2015، ص (42-43).

[10] – إيان كريب: النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، ترجمة: محمد حسين غلوم- محمد عصفور، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد: 244، شهر يناير/ كانون الثاني، 1999، ص (316). 

[11]–  حسام الدين فياض: تطور الاتجاهات النقدية في علم الاجتماع المعاصر (دراسة تحليلية- نقدية في النظرية السوسيولوجية المعاصرة)، سلسلة نحو علم اجتماع تنويري، الكتاب الأول، دار كريتار، إسطنبول، ط1، 2020، ص (50-51).

[12]–  المرجع السابق نفسه، ص (52).

[13] – حسام الدين فياض: مقالات نقدية في علم الاجتماع المعاصر (النقد أعلى درجات المعرفة)، سلسلة نحو علم اجتماع تنويري، الكتاب الثالث، دار الأكاديمية الحديثة، أنقرة، ط1، 2022، ص (103 وما بعدها).

[14] – Ibid, p. (6).

 [15]- أبو النور حمدي أبو النور حسن: يورغن هابرماس ” الأخلاق والتواصل “، دار التنوير، بيروت، ط1، 2009، ص (135).

 [16]- توم بوتومور: مدرسة فرانكفورت، ترجمة: سعد هجرس، دار أويا، بنغازي (ليبيا)، ط1، 2004، ص (187).

[17] – HabermasThe Theory of Communicative ActionTranslated By: Thomas Mc Carthy, Boston, Beacon Press, v (1), 1984, p. (9).

[18] – عمر مهيبل: إشكالية التواصل في الفلسفة الغربية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، 2005، ص (361).

[19] – Habermas: The Theory of Communicative Action, v (1), op.cit, p. (10).

[20] – أبو النور حمدي أبو النور حسن: مرجع سبق ذكره، ص (138).

[21] – حسام الدين فياض: نظرية نقد العقلانية الأداتية عند يورغن هابرماس، موقع الحوار المتمدن، العدد: 7396، تاريخ 09/10/2022. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=770946

[22] – حسام الدين محمود فياض: الانثروبولوجيا بين الأكاديمية والأداتية (دراسة تحليلية- نقدية لطبيعة العلاقة بين الانثروبولوجيا والاستعمار)، المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث (مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية)، مجلة علمية محكمة دولية، فلسطين، المجلد: 5، العدد: 5، 2021، ص (70).

[23] – حسام الدين فياض: مقالات نقدية في علم الاجتماع المعاصر، مرجع سبق ذكره، ص (109-110).

[24] – المرجع السابق نفسه، ص (107-111).
_________
*د. حسام الدين فياض/ الأستاذ المساعد في النظرية الاجتماعية المعاصرة/ قسم علم الاجتماع كلية الآداب في جامعة ماردين- حلب سابقاً.

*المصدر: التنويري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات