أصدرت الرابطة العربيَّة للتربويّين التنويريّين، العدد المزدوج (السابع والثَّامن عشر) من مجلة التنويري، وهو عدد يتناول مجالات متعدّدة ضمن أبواب؛ الفكر والفلسفة، والتربية والتعليم، والاجتماع، والأدب، والفنون، والحوار، بالإضافة إلى مكتبة التنويري التي تسلّط الضوء على أحدث الإصدارات من الكتب المعرفيّة.
وأشار الدكتور علي وطفة في افتتاحيته الموسومة بـــ” المدرسة ورهانات التطبيع الأيديولوجي” إلى أنّ التربية وُظِّفت تاريخيًّا توظيفا أيديولوجيا وما زال الطابع الأيديولوجي يسم حياة المدرسة والمؤسَّسات التربويَّة التي لا تتجاوز خارج حدود وظيفتها المعرفيَّة عمليَّة التطبيع والأدلجة والترويض العقائدي الذي يصل إلى درجة الدوغماتيَّة من أجل تأكيد الهيمنة السلطويَّة للأنظمة السياسيَّة والفكريَّة السائدة في المجتمع. لافتًا إلى أنّ الأنظمة الأيديولوجيَّة لا تتبنَّى أي اتٍّجاه من الاتِّجاهات الفكريَّة مثل الليبراليَّة أو العلمانيَّة بل تتبنَّى اتِّجاهًا واحدًا هو التطبيع والترويض عبر التجهيل والقضاء على كل أشكال الوعي النقدي.
شارك كتّاب المجلّة بمجموعة من المقالات المتنوّعة القيّمة، منها: تحت باب فكر وفلسفة: جنايات “الكوجيتو” وحيرة ديكارت (محمود حيدر)، والمنهج الاستقرائي بين جدليَّة العلم والفلسفة (حبطيش وعلي). وتحت باب تربية وتعليم: رؤية مغايرة للتربية على السلوك الحضاري؛ ما بعد الحداثة نموذجا (محمود عبد المجيد عساف)، ودور القياس والتقويم التربوي في العمليَّة التعليميَّة (ميادة القاسم. وتحت باب اجتماع: أزمة مفهوم المسؤوليَّة الاجتماعيَّة في المجتمعات العربية (حسام الدين فياض)، والتعايش الثقافي مدخل للسلم العالمي (يوسف محفوظ)، بالإضافة إلى عرض مفصّل حول مناقشة كتاب (الانتظام العربي العام: مشكلة الدين والدولة والمجتمع ) للدكتور وجيه قانصو في الرابطة العربيّة للتربويّين التنويريين.
وتحت باب فنون نقرأ مقالة فيلم “صاحب المقام” ومبدأ السَّببيَّة (عبد المنعم أديب)، وفي الأدب: ابن القبطيَّة لوليد علاء الدين (خالد عزب)، كما اشتمل العدد على حوار مع الدكتور الصادق الفقيه تحت عنوان “الإيديولوجيا النيوليبرالة وإنتاج القيم العالميَّة؛ أسئلة تخصّصيَّة في الفكر السياسي”، وضمن أبواب المجلّة الثابتة، مكتبة التنويري التي تضمّ عددًا من الإصدارات المهمّة والحديثة التي صدرت عن دور نشر عربيَّة خلال هذا العام.
يذكر بأن التنويري؛ مجلَّة فكريّة فصليّة، تصدر عن الرابطة العربيّة للتربويّين التنويريّين، وتقدّم منظورًا وقاعدة فكريّة حول التحدّيات التي تواجه التنوير الديني، وتحاول تقديم مساهمة في إطار الجدالات الراهنة حول دور الإسلام في الحياة العامّة، مع التركيز على الأطر التربويّة والتعليميّة.
*المصدر: التنويري.