قصص العظماء مع دعاء رباح – الحلقة الثالثة

روزا باريكس

[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/326774742″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]

لكل حدث تاريخي جلل وكل موقف عظيم مشرف كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بالمستحيل.

اهلا وسهلا بك عزيزي المستمع اهلا وسهلا بك عزيزتي المستمعة وعنوان حلقتنا لهذا اليوم روزا باريكس وأشهر لا في التاريخ الحديث.

في احدى امسيات شهر ديسمبر عام 1995 جمعت روزا باريكس ذات البشرة السمراء والتي تعمل خياطة حاجاتها وتجهزت للعودة الى بيتها مشت روزا تحتضن حقيبتها التفتت يمنة ويسرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة واثناء وقوفها كانت روزا تشاهد في الم منظر مالوف في أمريكا وهو قيام الرجل الأسود ليجلس محله الرجل الأبيض.

لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية او من لمسة حضارية بل لان القانون الأمريكي كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف وكان مشهورا وقتها ان تجد لوحة معلقة على باب احد المحلات التجارية او المطاعم مكتوبا عليها ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود.

حدثت روزا نفسها قائلة الى متى سنعامل على اننا الدون والاقل مكانة لماذا نكون دائما في اخر الصفوف ونصنف سواء بسواء مع الحيوانات

وعندما وقفت الحافلة استقلتها روزا قلبت بصرها يمنة ويسرة فما ان وجدت مقعدا خاليا الا وارتمت عليه وقد ضمت حقيبتها الى صدرها وجلست تراقب الطريق الذي تسلكه الحافلة في هدوء.

الى ان جاءت المحطة التالية وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة وبهدوء اتجه رجل ابيض الى حيث تجلس روزا منتظرا ان تفسح له المجال لكنها وياللعجب نظرت له في لامبالاة وعادت لتطالع الطريق مرة أخرى

ثارت ثائرة الرجل الأبيض واخذ الركاب البيض في سب روزا والتوعد لها ان لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف لكنها ابت واصرت على موقفها فما كان من سائق الحافلة امام هذا الخرق الواضح للقانون الا ان يتجه مباشرة الى الشرطة كي تحقق مع تلك المراة السوداء التي ازعجت السادة البيض وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها نظير تعديها على حقوق الغير

وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا ثارت ثائرة السود بجميع الولايات وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة

استمرت حالة الغليان لمدة امتدت 381 يوما واصابت أمريكا بصداع مزمن وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر روزا باريكس في محنتها وتم الغاء ذلك العرف الجائر

في 27 أكتوبر من عام 2001 أي بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث تم احياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي حيث اعلن السيد ستيف هامب مدير متحف هنري فورد عن شراء الحافلة القديمة من موديل الاربيعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باريكس بمبلغ وقدره 492 الف دولار امريكي

وفي 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الالاف من المشيعين الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزا باريكس رائدة الحقوق المدنية الامريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما

ماتت روزا باريكس وعلى صدرها اعلى الاوسمة فقد حصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996 والوسام الذهبي للجونجرس وهو اعلى تكريم مدني في البلاد وفوق هذا وسام الحرية الذي اهدته لكل بني جنسها عبر كلمة لا اشهر لا في تاريخ أمريكا

ونختم ببيت الشعر الذي يقول: لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى        فما انقادت الامال الا لصابر

والى هنا اعزائي المستمعين نكون قد توصلنا الى نهاية حلقتنا على امل ان نلقاكم في حلقة جديدة معكم من الاعداد والتقديم دعاء رباح ومن الهندسة الصوتية الزميل محمد عبدالله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.