المقالاتثقافة وأدب

داريوش شايغان.. الأصنام الذهنيَّة

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدر حديثًا للكاتبة الجزائريَّة الدكتورة خديجة زتيلي، كتاب جديد بعنوان “داريوش شايغان؛ الأصنام الذهنيَّة، الفوات التاريخي، النفس المبتورة”، ويقع الكتاب في 86 صفحة من القطع المتوسط.

داريوش شايغان (1935 – 2018) هو مفكِّر إيراني معاصر ومنظِّر اجتماعي مختصّ في الفلسفة المقارنة. اشتهر بكتاباته عن الحضارات الشرقيَّة وعلاقتها بالحضارة الحديثة، وهو أوَّل من استخدم مصطلح حوار الحضارات، لمع نجمه بعد أن تمَّت ترجمة أعماله للعربيَّة، وكانت أفكاره قد ظهرت قبل ذلك في كتابات عدد من المنظّرين العرب مثل محمد أركون وجورج طرابيشي، وأثارت الآراء التي طرحها نقاشات عديدة بين المثقّفين العرب.

يتعرَّض الكتاب لاستعراض ومناقشة ثلاثة محاور رئيسيَّة تناولها داريوش في كتبه، وخلق من خلال حواراتها الكثير من الأسئلة، وهي: المقارنة بين رأي فرانسيس بيكون صاحب المنطق التجريبي، وخاصَّة في جانب من جوانب فلسفة بيكون وهو ما أطلق عليه أصنام العقل أوهام العقل، وبين رأي داريوش شايغان.

يقول بيكون إذا أردنا أن يكون لدينا مشروع معرفي ناجح فعلينا التخلّص من تلك الأوهام وإلقاءها بعيدًا عنّا في حين ومنتقدًا إياه رأى داريوش شايغان الأمر بطريقة مختلفة، إذ بحسب رأيه، ربما أن ما قاله بيكون يناسب مجتمعات دون أخرى ولكن لا يمكن أو لا يصح تعميم رؤية بيكون على كل الثقافات والحضارات؛ ففي حضارات الشرق هذا الميراث القديم يمثِّل ذاكرة الإنسان الشرقي الأزليَّة ومن الخطأ الفادح التخلّص منه لأنه سيصنع شرخًا لدى هذا الإنسان والعالم وتعميم منطق موحّد على البشر لا يساهم فيما أطلق عليه حوار الحضارات.

*المصدر: التنويري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات