خبرني الهدهد مع أمل سليمان – الغراب
السلامُ عليكم اصدقاءُ برنامج خبرني الهدهد في كلِ حلقةٍ يخبرُنا الهدهد عن حكايةِ حيوانٍ يقاسمُنا العيشَ على هذا الكوكبِ الجميل
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/326972019″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
في حلقةِ اليوم يروي لنا الهدهدُ عن حيوانٍ ذي صوتٍ مزعجٍ سمعَتُه صديقَتُه امل وهي تقفُ على نافذةِ المنزل دعنا نسمعُ ما قالتهُ أمل عن هذا الصوتِ وايُ حيوانٍ هو صاحبُ هذا الصوت
هذا الصوتُ االمزعج ما هذا الصوتُ الحادُ المرتفع ما هذا النعيق فتحتُ النافذةَ المطلةَ على حديقةِ المنزل نظرتُ أعلى الشجرةِ في رأيتُ طائراً أسوداً اه انه الغراب لقد سمعتُ عنه كثيرا ايها الغراب انكَ تُزعجُني لماذا لاتذهبْ من هنا اني لا احبُ صوتَك ولا احبُ سوادَكَ الداكن رميتُ كرةً صغيرةً على الشجرةِ عله ينصرف ظلَ واقفاً سمعتُ نعيقاً نعيقاً متكرراً خِلتُه يُكلمُني ويقولُ لي : لماذا تَكرهينَنَي ؟؟؟ لماذا تنظرُينَ لي هذه النظرةَ المتشائمة أنا الغرابُ أنا صديقُك صديقُ البيئةِ انا من يساهمُ في اكلِ الفئرانِ والديدانِ أنا من يخلصُكُم من الجثثِ اني اتغذى على الحيواناتِ الميتةِ والمقتولةِ في الشوارع فانا سببٌ في التوازنِ البيئيِ اكل الجثثَ ثم اكونُ طعاماً للجوارحِ…لماذا لا تنظرينَ الي بنظرةِ احترامٍ بدلا من هذا الكره ؟ لماذا لا تنظرينَ الى خبراتي ألا تعلمينَ انني اقومُ بصنعِ الأدواتِ الحجريةِ بنفسي هَلُمي معي تعالي وانظري ماذا صنعتُ ثم انظري الى اصدقائِك الكُسالي او الى اولئكَ الذينَ لا يبحثونَ عن عملٍ ولا يريدونَ العمل! نعم انا الطائرُ الأسودُ صاحبُ النعيقِ المزعج الا ان افعالي تشفعُ لي الا يكفي اني القدوةُ والمعلمُ عندما قال قابيلُ ويلي اين اذهب بهابيل وقد قتلتُه ظلما ظل يطالعُني وانا ادفنُ غراباً استحقَ عقوبةَ الاعدامِ عدلاً نعم انا اولُ حانوتيٍ بالتاريخ سجِلوا هذا في كتبِ التاريخ نعم اني أعيشُ في مجتمعِ العدل ولا نقتلُ ظُلماً اتحبِ ان تعرفِ لماذا نقتلُ وندفِن نعم عند وجودِ جريمةِ الاعتداءِ على أنثى غرابٍ أخر: تقضي محكمةُ الغربانِ بقتل المعتدي ضربا بمناقيرِها حتى الموت
.وان كنت اسودا فهذا مما رأيتُ من افعالِ بني البشرِ وظلمِهم و لأني الطائرُ الوحيدُ الذي لا يشيبُ ولهذا قيل في المثلِ حتى يشيبُ الغراب .. ابن القيم ذكرني في كتابِه وهو يقول ” أحرص من غراب ” اه لو تعليمنَ كم نحرصُ على اي فريسةٍ واي جثةٍ نملِكُها يا ليتَكَم تحرصونَ حرصَنا ولا تَهدرونَ مواردكَم…يا ليتكَم تكفونَ عن التشاؤمِ منا وتقومونَ للعملِ مثلنَا اننا نستخدمُ عقولنَا ونتصفُ بالذكاءِ وبالمثابرة وهذا بشهادةِ العلماءِ الذين سجلوا لغرابٍ منا وقد وجدَ خبزاً جافا فقام بترقيقهِ بالماءِ حتى يستطيعَ اكلَه وكيف يقومُ الغرابُ منا برمي الثمارِ الشديدةِ من اعلى الشجرةِ لتنكسرَ فيسهلُ كسرُها .. لقد كنا مثارَ الاعجابِ والدهشة
صوتي المزعجُ الذي يؤرقُكِ هو ما تقومُ الغربانُ بإصدارِ أصواتٍ عاليةٍ ذاتِ تردداتٍ مختلفة هذه التردداتُ تعتبرُ لغةَ التعارفِ فيما بينهَمُا فلكلِ نوعٍ من الغربانِ صوتٌ بتردُدٍ معينٍ وهذه التردداتُ بمثابةِ شفراتٍ استخباريةٍ للمجموعةِ الواحدة, فسماعُ احدِ الغربان لصوتِ غراب أخر غريبُ عن نوعهِ أو غريبٌ عن قبيلتهِ فنجدهُ يُصدرُ اصواتاً مستمرةً عن طريقِها تتجمعُ جميعُ قبيلتِه وتحشدُ جموعَها وتتصدى لهذا الغرابِ الغريبِ عنهم وتبدأُ فى قتالهِ لهذا فهى تؤمنُ بان الكثرةَ تغلبُ الشجاعة.
أدعوكِ لزيارةِ منزلي لا لشيءٍ الا لتجدي ماتفقدونَه في عالمِكُم المادي انظروا في مكوناتِ العشِ نجدَه عبارةً عن أوراقٍ متراكمةٍ من الأشجارِ والريشِ وأغصانٍ وأعوادٍ جافةٍ وما هذا؟؟؟؟؟ أنها قطعٌ من الصابونِ الملونةِ وأشياءَ أخرى ذاتِ ألوانٍ جذابةٍ زاهية. سبحان الله إن هذا المخلوقَ يحبُ ويقدرُ الجمالَ فيقومُ بتجميعِ أىِ شيءٍ ذي ألوانٍ زاهيةٍ وجميلةٍ وجذابةٍ ويحتفظُ بها فى عشهِ ليُشعَ العشُ بهجةً وجمالاً فهو مملكُتُه الخاصة.
عشٌ تسودُه روحُ الحبِ والمودةِ والرحمة… الروحُ التي تغيبُ عن العديدِ من البيوتِ والقصورِ الفاخرة ففي أواخرِ الشتاء عندما يصلُ الذكرُ لسن البلوغِ اربعةِ ( 4 سنواتٍ تقريبا) يبدأُ بالبحثِ عن شريكةِ حياته وتبدأ الرحلةُ بإصدار صوتٍ مرتفعٍ ينادى به على الإناث البالغة ( 3ثلاثَ سنواتٍ تقريبا) إلى أن تقتربَ واحدةٌ منه فيبدأُ بنفشِ ريشِ جسمهِ وأجنحتهِ وذيله قليلا كعلامةٍ منه على قبولِها ثم يبدأُ فى الغناءِ لها أغنيةً قصيرةً ثم يحدثُ الزواجُ بينهُا ويبدأُ كلٌ منهُما فى تنظيفِ ريش الآخرِ وتجهيزِ وبناءِ العشِ والذي يستغرقُ تكوينُه حوالى أسبوعين.
رفرف الغرابُ بجناحيه وقال لي : عذرا…. سأطيرُ الآن لتحصيلِ الغذاء لأطفالي ….
سلام …سلام لك ايها الغرابُ علمتني دروسا كثيرة ……. نعم انك القدوةُ في الحفاظِ على بيت الاسرةِ و في التعاونِ و في العملِ سامحني ان رميتُ عليك الكرةَ قبل ان اتاملَ فيكَ و اتعلم .
وبهذا طار الهدهدُ مودعاً صديقتَه أمل معجبا بما قاله الغرابُ متأملا لبني البشر الفائدةَ والعبرةَ الى ان يحطَ مجددا بمملكةٍ حيوانٍ جديدٍ وعالم ٍكبير
كنت معكم انا أمل سليمان ومن الهندسة الاذاعية الزميلة ياسمين الزهيري