تقدّم الكاتبة المصريَّة فريدة النقاش قراءة نقديَّة لأحوال النساء في العالم العربي في كتابها المعنون: “حدائق النساء- في نقد الأصوليَّة” الصادر حديثاً عن دار “المدى” في بغداد.
تحاول النقاش معالجة واقع المرأة المصريَّة المقيّدة بسلاسل العبوديَّة، رغم خرق المصريَّات للمجال العامّ وخروجهن من عصر الحريم إلى الفضاء الأوسع، منتقدة القوانين المتعلّقة بالمرأة التي تستمدّ مخزونها القمعي من المجتمع والثقافة. لم تقف الكاتبة عند هذه الحدود، بل تصل إلى تعرية الخطاب السياسي/ السلطوي وتنتقل إلى المعطى الثقافي.
تعود الكاتبة إلى العصر الأمومي، رمز الخصوبة والاستقلاليَّ. وتعتبر أنَّ نشوء الملكيَّة عبر التاريخ هو الذي قونن جسد المرأة وحوّلها إلى أداة في يد الرجل. وفي هذا الإطار تعتمد النقاش على بعض التقارير والإحصاءات الصادرة عن جمعيّات مدنيَّة مصريَّة ومنظّمات دوليَّة بهدف الإضاءة على موضوعات متعدّدة، مثل حضور المرأة المصريَّة في النقابات والاقتصاد والبرلمان. وبالطبع، لم تكن نتائج تلك الوثائق مفاجئة، رغم أنّ جزءاً منها قديم نسبيّاً.
تستند المؤلّفة في كتابها إلى طروحات كتّاب ومفكّرين راحلين اشتغلوا على حقّ المرأة ومساواتها بالرجل في مؤلفاتهم، نافضة التراب عن الأطروحة الشهيرة ” امرأتنا في الشريعة والمجتمع” للطاهر الحداد، قبل أن تعرج على “دوائر الخوف قراءة في خطاب المرأة” لنصر حامد أبو زيد، لتنتهي مع الشيخ محمد عبده الذي كانت له آراء فقهيَّة ثوريَّة، من بينها تعدّد الزوجات.
ورغم أن الكتاب هو عبارة عن مجموعة مقالات، إلا أنه اشتمل على مفاتيح معرفيَّة مهمّة متعلّقة بدور المرأة العربيَّة.
*المصدر: التنويري.
