راديو النجاح – انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني
انطلاقا من أهمية اللغة العربية باعتبارها واحدة من أقدم اللغات الإنسانية الحية، وتأكيدا على مواجهة التحديات التي تعترضها، وأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للعرب وغيرهم ممن كان لهم اتصال بالحضارة العربية جغرافيا أو تاريخيا أو دينيا بسبب الإسلام.
أطلق مجمع اللغة العربية الأردني أولى فعاليات الموسم الثقافي السابع والثلاثين للمجمع ضمن مبادرة “ض” بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد، وذلك يوم الأربعاء الذي وافق السادس والعشرين من تشرين الثاني في مقر المجمع، حيث قدم مدير المركز النيجيري للبحوث العربية الأستاذ الدكتور الخضر عبد الباقي محاضرة بعنوان “اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء ورهانات المستقبل”، وأدار الجلسة الأستاذ الدكتور علي محافظة، وتضمنت المحاضرة مجموعة من المحاور أولها يتعلق بواقع المؤسسات المعنية باللغة العربية في نيجيريا، إذ قدر عدد المدارس العربية بأربعة إلى خمسة ملايين مدرسة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، ومن أبرز ملامح هذه المدارس أنها مجانية (أو شبه مجانية) لضمان الإقبال عليها في ظل الأوضاع العامة للعربية ولغير الناطقين بها.
وفي المحاور الأخرى جرى الحديث عن الأعجميين الأفارقة ونشاطهم المجتمعي، والنتاج ال علمي والفكري بالعربية في أفريقيا، بالإضافة إلى اللغة العربية والتفاعلات المجتمعية في أفريقيا، وأشارالدكتور عبد الباقي إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية كالتغييب المتعمد لدارسيها ومثقفيها عن الساحة الثقافية الفكرية، بالإضافة إلى قلة الكوادر في التخصصات العلمية وضعف المستوى العلمي والثقافي المؤهِّل للانخراط في العمل العام، وتنامي تداعيات ظاهرة الازدواج اللغوي التي تضعف العربية وتقضي عليها.
أما المحور الأخير من المحاضرة فقد تضمن نقاشا حول الرهانات المستقبلية لتحسين وضع اللغة العربية في أفريقيا، ومن أبرز تلك الرهانات “المصالحة التاريخية بين العرب والأفارقة”؛ لا سيما أن تاريخ العلاقات قد يحمل ذكريات غير مريحة، من هنا فإن الرهان هو تغيير العقلية والذهنية الإفريقية والعربية وتحقيق الاحترام القانوني للغة العربية في بلادها.
وفي حديث للدكتور عبد الباقي أكد على أهمية المؤتمر وتقدم بالشكر لمجمع اللغة العربية لاهتمامه بدعوة غير العرب الذين أسهموا في الحضارة العربية لأن ذلك يشير إلى امتداد هذه اللغة خارج المنطقة العربية، وفيما يخص سبب مشاركته بالمؤتمر قال: اللغة العربية نحن نهتم بها اهتماما كبيرا لأسباب كثيرة ولكن في مقدمة هذه الأسباب لأنها اللغة التي دخلنا الحضارة العربية من خلال الإسلام، الأمر الثاني أنها لغة حضارة، فبالتالي اللغة العربية لغتنا ندافع عنها ونفتخر بها لأنها لغة القران ولكن العربية أبعد من مسألة أن نقتصرها على الدين، فهي لغة الثقافة لغة فكر وحضارة ومن هذه الحيثيات المختلفة نهتم بالعربية.
أما عن سبب افتتاح فعاليات المؤتمر بالحديث عن العربية في أفريقيا تحديداً، فقد علقت الأستاذة عذراء يازجين مديرة الإعلام في مجمع اللغة العربية الأردني قائلة: جاءت محاضرة اليوم الأول اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء ورهانات المستقبل لتسلط الضوء على واقع اللغة العربية في أفريقيا تحديدا في أفريقيا الجنوبية ورهانات مستقبلها …وطرح من خلالها الاستاذ الدكتور الخضر سؤالا… هل هي في حال السلب أم الإيجاب، ووضع اليد على التحديات الكبيرة التي تواجه العربية لديهم.
وقد حضر افتتاح اليوم الأول للمؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية عدد كبير من الباحثين والأساتذة والمهتمين، وعلق الدكتور عطا الله الحجايا أحد الحضور على المحاضرة الافتتاحية قائلا: أعتقد أن هذه المحاضرة باعتبارها باكورة للموسم الثقافي لمجمع اللغة العربية قد ذهبت مذهبا جيدا في دراسة اللغة العربية في البلدان غير العربية والشعوب غير العربية، المحاضر قدم محاضرة عظيمة وتناول قضايا مهمة جدا وكشف لنا حقيقة عن عيوبنا وتقصيرنا بحق اللغة العربية ولقد بين لنا مقدار القصور الذي نمارسه بحق لغتنا، وكشف لنا أيضا عن الذين يحاربون لغتنا لأنها تبين أن اللغة العربية كانت قد حوربت في البلدان الإسلامية غير العربية كما حوربت في البلدان العربية وما تزال الحرب قائمة على اللغة العربية لأن اللغة تمثل هوية أمة وتمثل روح دين هذه الأمة”
تستمر فعاليات المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية لأسبوعين متتاليين في الرابعة من كل أربعاء، وستقدم محاضرة عن مستقبل العربية في ضوء المفاضلة بين اللغات، ومحاضرة أخرى بعنوان “اللغة العربية والفرائض الغائبة” للدكتور عبد الحميد مدكور رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة.
حفاظنا على هويتنا يكون بحفاظنا على لغتنا…
هذه التغطية تمت من قبل فريق صوت الشباب