يتابع الدكتور محمد شحرور قراءته المعاصرة للتنزيل الحكيم، وذلك بتطبيق منهجه فيما يتعلَّق بموضوع المحكم والمتشابه في كتابه بعنوان: ” أمّ الكتاب وتفضيلها” الصادر حديثاً عن دار الساقي، متتبِّعاً المفاهيم التي تحملها هذه الآيات حول هذين المصطلحين، وما يرتبط بهما من مواضيع ذات علاقة كالتأويل والاجتهاد.
ويحاول الكاتب في بحثه الإجابة عن سؤال طالما شغل المدارس الفقهيَّة المختلفة: لماذا جاء الاجتهاد في تفصيل الآيات المحكمات ولم يأتِ في كل الرسالة؟ وما الغاية من الاجتهاد في تفصيل الرسال فقط؟ في مسعى لحلّ الإشكالات الموجودة في المنظومة التراثيَّة بشأن هذا الموضوع.
يقدِّم المؤلِّف دراسة معاصرة لعمليَّة الاجتهاد في نصوص التنزيل الحكيم، انطلاقاً من نسخ كل الاجتهادات الإنسانيَّة السابقة في تفصيل المحكم من هذه النصوص، وإعادة الاجتهاد فيه بروح معاصرة، بعيداً عن القراءة التراثيَّة الأحاديَّة الملزمة وراثيّاً.
تلك القراءة التي أوقفت التاريخ وصيرورته عند لحظة معيّنة، ما جعل الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة هشَّة ضعيفة يستحيل صمودها أمام ثقافات الدول الأخرى المتطوّرة إلا بممارسة العنف، من خلال قطع الرؤوس والرجم والجلد، لإثبات وجودها.
يناقش الكتاب في الفصل الأوّل الإشكاليّات الناتجة عن مفهوم المحكم والمتشابه عند بحثه مسألة الأحرف السبعة وعمليَّة جمع التنزيل، ويتناول الفصل الثاني لتفصيل الكتاب (التنزيل الحكيم) ودور الأخير في تطوير اللغة العربيَّة والتفصيل العلمي للكتاب وسبب تسمية السورة المحكمة في التنزيل الحكيم، بينما يعالج تفاصيل المحرّمات وآيات تفصيل الأوامر والنواهي وآيات تفصيل التكاليف. يقع الكتاب في 460 صفحة من القطع الكبير.
*المصدر: التنويري.