“الإسلام قوي والمسلمون ضعفاء” جديد الدكتور عمر جعوان
عمّان- يجمع كتاب “الإسلام قوي والمسلمون ضعفاء” للدكتور عمر جعوان عددًا من المواقف ووجهات النظر التي يعتنقها كاتبه، مسلِّطًا الضوء على أهم النقاط التي جعلت المسلمين في عصرنا الراهن مستضعفين، بقدر ما ابتعدوا عن تعاليم الدين الحنيف الذي شرعه الله لعباده، وأنزله وحيًا على رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويتحدث الكاتب في مقدمة كتابه عن الفارق الجوهري والأساسي بين عادات الناس وطباعهم اليوم عن ذي قبل، ويحكي موقفًا حدث له في طفولته: “ذهبت مرةً مع بعض الأتراب لزيارة الرعيان الذين يستريحون عند الظهيرة معًا تحت زيتونة وارفة الظلال، وأغنامهم تحت بصرهم، وكنت ألبس بنطالًا قصيرًا حتى أنه ارتفع إلى ما فوق الركبة بعد أن جلست تحت شجرة الزيتون مع الأحبة، وكان أحدهم نائمًا في الظل، وأظن أن الساعة كانت حوالي الحادية عشرة صباحًا، حينما شعرت أن شيئًا دافئًا يتحرَّك على رجلي، أذهلني بعدها ما رأيت، رأيت ثعبانًا ملوَّنًا صغيرًا سار بين الجالسين ولم يشعر به أحد، شعرت حينها بأنه هو ما أشعرني بالدفء المتحرك على رجلي، ثم هرب إلى جدار قريب واختبأ. ضحك الحاضرون من الموقف، ولم يهربوا، واستمرُّوا في لهوهم البريء، لم يشتموا كما يفعل أولادنا هذه الأيام إن مرَّ بهم حدث لا يعجبهم”، عاقدًا مقارنة بين شباب الماضي ويافعيه وشباب الحاضر بما أثَّر فيهم من تقنيات حديثة، وألعاب إلكترونية، وأجهزة محمولة، وكيف فصلهم كل ذلك عن الواقع الذي فيه يحيون.
وفي الكتاب، الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في عمّان، يأسى الكاتب على ما آل إليه الوضع لكنه رغم ذلك يعلن متفائلًا أن هناك حلًّا، بل وحلولًا: “نستطيع القول إن الحل أصبح واضحًا عند معظم الناس، من خلال الاطلاع والتعرف السهل على حقائق الأمور التي عيشت في الماضي البعيد والقريب، لسهولة الوصول إلى الحقائق في المراجع المختلفة، وبخاصةٍ المكتوب منها، وأصبح التفكير بالمعيشة على طريقة ما مضى هو السائد لأن الذي مضى كان أسلوبًا متميزًا في العيش، حيث كانت كل احتياجات الناس متوافرة، وكان أسلوب الحصول على احتياجات الناس متيسرًا جدًّا، وهذا ما جعل الهدف في الحياة هذه الأيام ظاهرًا للعيان تمامًا من خلال تحقيق الحياة الحرة الكريمة والاستحواذ على كل الوسائل التي تحقِّق ذلك، ولذا فالحل يكمن في تغيير كل مناحي الحياة وصولًا إلى الصواب”.
ويؤكد الكاتب أن للشيطان وأتباعه وجنوده أصحاب الدور الأهم في كل ما وصل إليه المسلمون من ضعف وخضوع للآخر المتحكِّم في العالم: “نحن -أتباع المعتقد الأول- نعرف الأسباب والأحداث ومَن وراءها، نحن نعرف أن هناك مخلوقًا اسمه إبليس، ونعرف ماذا يريد، ونعرف مَن يقف معه ومَن لا يقف”.
وكذلك يثبت في خاتمة كتابه ما يراه على المسلمين من ضعف، وكيف أن الحل الوحيد هو العودة إلى التمسك بأصل الدين الذي أنزله الله على رسوله: “أيًّا كان التوجه وكان الرأي المنتشر بين هذا الموقع وذاك، فإن الإجابة عن أسباب ضعف المسلمين قد وردت بوضوح، وبصورة قطعية، في فكر ودستور الدين الوحيد المتداول منذ نزوله، والذي لم يتغيَّر فيه موضوع ولا توجُّه منذ نزل، فمن المحدَّد في ذلك الدستور أن على الأتباع ألا يبتغوا دينًا غير الإسلام، فهو دستور حياة وأسلوب عمل، والاتباع يكون بإيمان وعبودية، بكل ما في العبودية من معنى، لأنه لن يقبل منهم غير ذلك، وهم مَن سيخسرون، وسيضعفون كثيرًا أمام شياطين الإنس وأتباع إبليس، إلى حد العبودية، كما هو حادث في كثير من المناطق في الدنيا”.
يذكر أن د. عمر جعوان حاصل على شهادة الدكتوراة في الكيمياء من جامعة بيرمنجهام في بريطانيا عام 1980 وشهادة الماجستير من الجامعة نفسها في الكيمياء التحليلية عام 1977، وشهادة البكالوريوس في الكيمياء الحيوية الزراعية من جامعة عين شمس في مصر عام 1969.
عمل معيدا للكيمياء بجامعة الرياض (1970 – 1975)، ثم في صناعة الأدوية في الأردن منذ نهاية عام 1980، حيث بدأ العمل كمحلل كيميائي في مختبرات الجودة مرورا بالوظائف الإشرافية حتى عام 1987. ثم انتقل للعمل في الصناعة الدوائية بالمملكة العربية السعودية (1987 -1995). ثم عاد للعمل في الأردن حتى عام 2020.
عمل مفتشاً غير متفرغ في مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية وترأس لجان تفتيش لمصانع متعددة خارج الأردن.
صدر له عن الآن ناشرون وموزعون: “الجودة والصناعة الدوائية”، 2023، “أردت أن أفهم فقرأت وكتبت”، 2023.
*المصدر: التنويري.