اختلافنا مع الفكر الفلسفي أم مع د. علي رسول الربيعي؟ حوارات فلسفية سقراطية
يعتبر كتاب “مُخْتَلَفٌ عَلَيْهِ فَلْسَفِيًّا”، الذي نُشر في عام 2023 في ألمانيا، مصدراً غنياً للنقاشات الفلسفية الحديثة. هذا الكتاب هو ثمرة حوارات فلسفية مع الفيلسوف العراقي والمبدع د. علي رسول الربيعي، حيث شارك في الحوار مجموعة من الفلاسفة من مختلف البلدان العربية، منهم: د. نابي بوعلي من الجزائر، د. علي الصديقي من البحرين، عيسى جابلي من تونس، عبدالله بربزي من المغرب، ومراد غريبي من الجزائر.
هذا العمل يُعَدّ إحياءً واستذكارًا لنهج سقراط (470 ق.م – 399 ق.م)، الفيلسوف اليوناني العظيم الذي أرسى أسس الحوار الفلسفي. تُعَدّ الكتابة الحوارية نمطًا جدليًا تعاونيًا يعتمد على تبادل الأسئلة والإجابات بين أطراف متعددة، مما يحفز التفكير النقدي ويشجع على مراجعة الافتراضات والمسلمات الأساسية. هذا الأسلوب يعترف، ضمنيًا، بعجز العقل الواحد عن الإحاطة بكل جوانب الحياة، مشيرًا إلى أن فهمنا للعالم يتطلب تعاونًا وتكاملاً بين عدة عقول.
للطلبة الباحثين في الدكتوراه، قراءة هذا الكتاب تقدم فرصة فريدة للتعمق في منهجية الحوار الفلسفي وتطبيقها في أبحاثهم. إنه أسلوب يدعو إلى التفكير المتعدد الأبعاد ويُعزز مناقشة القضايا من زوايا مختلفة، مما يساهم في تطوير رؤية شاملة وأكثر عمقًا لمجريات الحياة. إن هذا النمط من الكتابة يستدعي تعدد وجهات النظر، مما يتيح فهمًا أوسع وأشمل للحياة والفكر الفلسفي.
عندما ينشر الفيلسوف علي الربيعي كتابه “مُخْتَلَفٌ عَليْهِ فَلسَفِيًّا” مجدِّدًا ومُحييًا الكتابات الحوارية على منوال النقاش الحواري السّقراطي، بعد مرور عهود من عملية منظمة أحَلّتْ (Overlaying) كتابة الفلسفة على طراز الدراسة والأطروحة الفلسفية محل الكتابة الحوارية، فإن له دلالاته التي يسعى الربيعي إلى تبليغها. فالكتاب يقدم نموذجًا معاصرًا للحوارات السقراطية التي تعكس أبعادًا فلسفية متعددة ومتشابكة.
الحواريات التي أجراها نخبة من رواد الفكر والفلسفة العربية مع د. الربيعي تتيح لنا، من ناحية، التعرف على مشارب الفيلسوف علي الربيعي وعلى وجهة نظره في قضايا نظرية وتطبيقية متنوعة. ومن ناحية أخرى، تكشف لنا عن عقل من أجرى معه الحوار، حيث إن السائل هو الذي يتحكم بزمام القيادة وتوجيه الحوار إلى مساقات وأطر وقضايا يرتئيها. بذلك، يصبح الحوار الفلسفي جنسًا كتابيًا يكشف لنا عن عقلين متحاورين: عقل المتحدث وعقل السائل.
الكتاب الحواري يكسر دكتاتورية المؤلف وسيادته المطلقة على النص بدخول السائل كشريك في إنتاج النص والفكر. فالسائل يسهم في توجيه وتشكيل الحوار بطرق قد تفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتأمل. هذه الديناميكية الثنائية تعزز من عمق الطرح الفلسفي وتعقيداته، حيث يتم التفاعل بين العقلين بشكل يساهم في إثراء النقاش وتوسيع دائرة الفهم.
من خلال كتابه “مُخْتَلَفٌ عَليْهِ فَلسَفِيًّا”، يرسل الفيلسوف علي رسول الربيعي رسالة فلسفية إلى المجتمع مفادها: كل شيء مختلف عليه. يوضح الربيعي أن الحوارات ليست مجرد اتفاق أو خلاف، بل هي عملية جدلية تُبرز التعددية الفكرية. يقول الربيعي: “الذي يجري الحوار معي يوافقني ويعارضني، كما أن القضايا التي أتطرق إليها مختلف عليها مجتمعيًا، بعضها أقرها كما هي، وبعضها أفصلها لأفند مكوناتها، وبعضها أرفضها”. المتلقي للنص كقارئ يمتلك الفرصة للموافقة مع الفيلسوف أو أن يقف مع جدليات السائل أو ألا يتفق مع كليهما.
إعادة اكتشاف الفكر الفلسفي عبر هذا الكتاب تعكس نهجًا مبتكرًا في تناول القضايا الفلسفية، وتعزز من قيمة الحوار الفلسفي كأداة للتفكير النقدي والاستكشاف الفكري العميق. هذا الكتاب ليس مجرد نص فلسفي، بل هو دعوة مفتوحة للمشاركة الفعالة في عملية التفكير والتفاعل مع الأفكار والرؤى المتعددة.
الرسالة الكبرى هو كسر ثقافة الهيمنة في النص الفلسفي وفي الواقع المجتمعي، الرسالة الكبرى تقول إن “المجادلات” الحوارية لا تنتهي، بل هي مستمرة بين الجماعة وعبر الأجيال، تارة يحصل توافق على رؤية ما فتكتسب إجماعا، لكن سرعان ما تخسره ليعود الحوار من جديد ليبحث عن معانٍ جديدة لعلنا جيل بعد جيل ننجح بجني التوافق عليها.
من زاوية أخرى يبوح علي الربيعي عبر “مُخْتَلَفٌ عَليْهِ فَلسَفِيًّا” باستحالة تقديم صورة عن الوجود الإنساني دون وجود إطار فلسفي يركن إليه. فالكتاب مشروع يتحدث عن إمكانية الفلسفة من مساعدة المجتمع في “الحياة”. ولكن المجتمعات التي يريد أن يساعدها د. علي الربيعي تراكمت فيها أفكار تعمل بلا كلالة على إنتاج آراء في لحظة “الحداثة” مشبعة بيقينيات مطلقة وصلبة. واقع ثقافي يمتاز نبضه الفكري بمعتقدات “الفهم السائد” وبالمبادئ القطعية وبالمطلقات وبالمنطلقات (final and absolute concept)
ثقافة اليقينيات الصلبة تروج لعقيدة مفادها أنه لا يجَرُؤَ على مناقشة مسلماتنا الثقافية والعقائدية والممارسية سوى أناس نسميهم: المارقون (rogue) نجد ثقافة اليقينيات تنتج البطل المثقف الأوحد، وأنتجت رجل الدين المطلق، وأنتجت السياسي الأبرز، وأنتجت عبر أفلامها ومسلسلاتها البطل الخارق (السوبرمان) الذي يستطيع تغيير العالم بفرده.
البولندي زيجمونت باومان ت. 2017 (Zygmunt Bauman) عبر مثابراته لإبطال (undo) صلابة اليقينيات
(solidified certainty) السائدة عبر تَسْيّيِلها (liquefying) لنقلها من حالة اليقينيات الصلبة إلى حالة سائلة قابلة للبحث في مكوناتها. لم يكن فقط زيجمونت باومان الذي سئم ثقافة التصلبات التي أنتجتها الحداثة، بل نجد أن هناك بوتقة طلائعية من رواد الفكر ومنهم علي رسول الربيعي ممن ساهموا مبكرًا مع زيجمونت باومان من وضع الفلسفة في منعطف فكر “ما بعد حداثي” ينادي بعالم غير متصلب، منهيا بذلك بريق فكر “الحداثة” المتصلب. تصلبات “الفكر الحداثي” خلق عالم مثقل بالاستيئات وساهم بتشييد سدود في أفق البشرية، والأسوأ خَلْق قَنَاعَة تجعل من مناقشة ” الفهم السائد الحداثي المتصلب” ( Public common sense ) نَشَازَاً (cacophonic)، بل عدوانيًا.
من الطبيعي أن يكون كتاب علي رسول الربيعي عبر “مُخْتَلَفٌ عَليْهِ فَلسَفِيًّا” أيضًا مختلف عليه، حيث إنه يعد من طلائع المفكرين العرب الذين قادوا عملية فتح أبواب الفلسفة على مشاريع وأجواء “ما بعد الحداثة”. مساهماته في الفكر العربي جعلته اسم يُعْرَف كمُفَتّت (atomize) للصلابات وكمُشَظّي (fragmentize) للمُتَيَبّسَات، وكمسيّيِل لليقينيات (liquefying certainty) الجافة، مما جعله رَاصِدًا للواقع ومُتَرَصّدًا به من قبل أتباع محبي التّصلبات، وجعله نَاقِدًا للأحداث ومُنْتَقَدًا من قبل محبي أهل الفكر.
يجتهد الربيعي بترويج فهم فلسفي جديد مرتبط باكتشاف “الفراغات” (voids)، “المتروكات”، “المنسيّات”. في هذا الكتاب نجد عقيدة الربيعي كأنما تقول: إنَّ رَصْدَ الفراغ مرتبط بقدرة الفيلسوف على التقاط إشاراتٍ تتحدَّث عن وجود مشكلة في المعرفة، في الثقافة، في المجتمع، حول “وضعٍ” فلسفيٍّ معيَّنٍ ذي “حدثٍ” خاصٍّ به ومع وحول هذه الفراغات تجدوني جاهدًا على إيجاد ذاتي الفلسفية تجتهد على إنجاز نص موضوعي.
ملف الأخلاق
هناك استياء حول حالة قيمنا الأخلاقية بحسنها وقبحها التي تترسخ بيننا والتي تحدث وقعًا ميكروكوسميكي Microcosmic في مدينة صغيرة ما، حيث يعرف أتباع الحارة بعضهم البعض عبرها. إن كان هذا وقع حالة قيمنا على مستوى بلدة، فما يكون وقعه الماكروكوسميكي Macrocosmic على نطاق عالمي؟ د. الربيعي يفتح محور فلسفة الأخلاق ليميط اللثام عن حالة التمارض والكوارث التي يسببه أفق أخلاقي منسد. حوار أجاد إدارته الجزائري د. نابي بوعلي. حوار يبحث عن عقلانية الحقيقة الأخلاقية. عن المعيار الذي يجعل من منطق ما “عقلاني”، ويجعل منه “حقيقة”، ويجعل منه “أخلاقي”. حوار يبحث عن المعايير الفردانيّة ثم الجماعيّة ثم المجتمعيّة. سؤال يبحث عن إمكانية التوافق المجتمعي على معيار جمعي، ومن أن يجعله منطقًا مقبولًا بين الجماعة.
ملف الحرية
في هذا الملف نتوقف مشدودين في إيوان جمع جهبذين. جَهْبَذِيّةُ د. نابي بوعلي عندما يطارح البروفسور الربيعي، وجَهْبَذِيّةُ ردود الفيلسوف علي رسول الربيعي على أسئلة دقيقة بتخصصها. لقد انفرد الربيعي بوضع مفاهيم سهلة وسلسة لمفردة كولوسِيسِيّة colossusبحجم “الحرية” عندما تنحشر فلسفيًا في إطار الجمهورية وثم في إطار الليبرالية. كيف يمكن لنا إنقاذ الحرية بشكل واقعي من سطوة “الهيمنة” وغريزة “إتركني وشأني” سؤال صعب جدًا، استطاع الفيلسوف الربيعي من إيجاد مخرجًا منطقيًا له.
ملف راهنية الدين الإسلامي
من المدهش رؤية مدى جاذبية ملف الدين الإسلامي بين فلاسفة الغرب. تعاملهم معه ذو مناحي ويخضع لاعتبارات الكيفية، والهيئة، والظاهرة، والتاريخ، والمقصد، والإيمان، والتقديس. جوهر الأمر مرتبط بمنطلقات النقد الغربي للإسلام. هل القرآن نص تاريخي مقيد بسياقات الزمن وقت التنزيل، وهل تاريخية النص تفقده راهنيته كنص ديني مناسب لوقتنا؟ أم إنه نص متعالٍ كما ترى مدرسة إيمانيول كانتْ الفكرية التي تضع الكتب السماوية في حالة عذرية أو جاهزية برفع مستوياتها إلى مقام المتعالي غير الملامس للزمن والمكان. نص عذري قابل أن يسقط فقط عبر المتأول لها في براثين التأويل البشري المُتَحَيّث بين إحداثي الزمن والمكان. دين صالح لكل وقت ومكان بتعاليه العذري، وتدين أرضي جلبه على الأرض من عليائه تأويل المتأول له. إذًا، إنه نقاش حول النص المتعالي والتأويل المتدني حيث أبدع كل من الربيعي وبوعلي في إخراج حوارية رائعة بكل المقاييس. ومع ذلك يبقى الحوار مفتوحًا لم يغلق لكي يستمر عبر نقاشاتهما وتعليقاتهما المثيرة للعقول. وهذه رسالة ربيعية يثيرها د. علي رسول الربيعي أن الحوار الفلسفي مستدام يدوم بدوام البشرية عبر التاريخ فهناك دائمًا المزيد والمزيد من الحوارات القادمة.
ملف مُنْتَظِمَات الفلسفة
على عكس ما تفعله من تنوير لتجاربنا وتحفيزنا على الاكتشاف، قد تفضي الكتب العظيمة وعقول الجهابذة إلى خلق ظلّ إشكالي مفعم بالشك. كيف نرى ثقافة الشك الجاثمة بيم مكوننا العقلي وهي تهدد بتقويض إيماننا بالحقيقة؟ لقد توصل نيتشه إلى استنتاج مفاده أن الحقيقة هي المفهوم الميتافيزيقي الأخير، وأن التحقيق الذي تحركه الحقيقة ينتهي به الأمر إلى التنقيب في نفسه. ملف منتظمات الفلسفة مهم خصوصًا إذا وجدت أنك بحاجة إلى طرق “منظمة” لتسهم في توسيع نهجك للتفكير الفلسفي فعليك بتتبع هذا الحوار الممتع.
ملف المسؤولية القانونية والأخلاقية
يتجه هذا الملف عبر المحاور البحريني د. علي الصديقي إلى أَشْكَلَة فصم القانوني عن الأخلاقي بشكل صلب. الحوار مع الفيلسوف علي رسول الربيعي يتوغل في هذا الملف في قضية مسؤولية الجماعة الهيكلية منقبا تحت الفكرة التصويرية التي يُطلق عليها “الشخصية المعنوية”. كل هذه الأفكار، ليست محلاً للتسليم في هذا الحوار، بل هي موطن للمناقشة. خذ مثلا هل يحق لكل نوع من أنواع الجماعات أن تتصرف عن قصد كالدول والشركات، ولكن ليس كفاعل أول (أصلي)؛ فهم أقرب إلى كونهم فاعلون ثانويون، لأن الفاعل الأول هو الشخص الذي لديه القدرة على التصرف بمفرده وعن قصد. أما الفاعل الثانوي هو الشخص الذي يعمل من أجل آخر وفقًا لنظام القواعد القانونية أو الأخلاقية مع توافر القصد. كيف يتفرع ويتفصل هذا الحوار؟ إنه قصة كبيرة علينا اكتشاف محاوره.
ملف الحب من منظور أخلاقي
فقط ذاك الذي يجعلنا نشعر بالتحسن هو ما قد يستحق الفهم. صحيح أن الحب من أهم مواقد الحياة، ومن أجمل أسباب البقاء، والحب شأن يستحق الفهم والتفحص فلسفيًا. الدّكتور عليّ رّسول الرّبيعيّ يقر أن الحب ظاهرة طبيعية. ويعتبره شيئًا يحدث لنا. وله أسبابه مثل الأحداث الأخرى في العالم الطبيعي. لا يوجد شيء في تفسيريه يستبعد احتمالية أن يكون الحب ناتجًا عن الاستجابة لقيمة الكائن. ويصر فقط على أن هذا ليس شرطًا أساسيًا، لأنه قد يكون، في نظره، ناتجًا عن أشياء كثيرة. ماهي تلك المسببات للحب؟ هذا ما ستتمتع عنما تجده في حوار الحب الذي أجراه معه د. نابي بو علي.
ملف الكراهية
هل مسألة الكراهية متعلقة بسوء فهم لمنطق آخر غير منطقنا؟ هل الإنسان مخلوق همجي يحتاج إلى الكراهية ليشبع غرائزه؟ كيف يتفحص قضية الكراهية المفكر التونسي عيسى جابلي الذي أدار ملف الكراهية وكيف يرسم الدهشة على وجوهنا عندما يحاور الفيلسوف علي رسول الربيعي ونحن كمجتمعات تأرق من وطأة الاقتتال الطائفي. ثقافة الكراهية مشبعة بأحاديث التذبيح، التفجير، الانتقام، الحقد، الكراهية. وينطلق هذا الملف الساخن بسؤال: هل يمكن الاكتفاء بالظاهرة الطائفية وحدها لتفسير هذه الحالة؟
ملف العنف
قد يُـنظر إلى العنف بوصفه انحرافًا عمّا هو طبيعيّ أو سويّ، إنّه فعل ملموس وواقعيّ، لكنّه متقطّع وعرضيّ يظهر كاستثناء للقاعدة. وديناميكيتّه الخاصّة تمنحه القدرة على التّحوّل من شكل إلى آخر، فلأنّه تمثّل ذهنيّ عن القوّة يتحوّل طبقًا لقانون التّراكم إلى فعل إكراه، وهو فعل مادّيّ يسبّب الألم للآخر قد يصادر وجوده بالقتل، إنّه فعل مرئيّ ومقصود تُجاه الآخر. ولا بدّ من التّمييز في هذا السّياق بين العنف وبين العدوان غير المسبوق باستفزاز يبرّره. العنف أذى في معظم الأحيان ولا ينبغي علينا تجاهل وقوعه، وأسبابه، وحالاته. في هذا الملف يبحث المحاور المفكر المغربي عبدالله بربزي مع الفيلسوف د. علي رسول الربيعي عن الرابحين والخاسرين قبل أن تصل مجتمعاتنا إلى حافة السلام، قبل اندلاع النيران في هشيم الجماعات. فبينما يستمدّ العدوان حافزه من رغبة مرضيّة في إنزال الأذى بالآخرين ليصبح بذلك هدفًا بذاته لما يحقّق من متعة غير سوية، فإنّ العنف لا يتوقّف عند هذا الهدف وإنّما يتجاوزه إلى إيصال رسالة للغير. كل هذا ينتظرك لتكتشفه في هذا الملف الساخن.
ملف العراق
يوجه المحاور الأستاذ المغربي مراد غريبي بكل حيوية أسئلة عن العراق يحاور الفيلسوف الربيعي عن التعدد الحزبي وهل فعلًا أوجد الفعل الديمقراطي تمثيلًا مناسبًا يجاري تنوع الشعب العراقي؟ وهل التعدد الحزبي وقودًا للفتنة الطائفية وهل استفاد الإعلام العراقي أم انخرط في صناعة انسدادات في الأفق العراقي وهو ينشعب مغطيًا مجريات ما يراه البعض -الفتنة الديمقراطية- وضمور خطاب المواطنة في التقاطعات التغييرية؟
مُلَخّصَا
“مُخْتَلَفٌ عَليْهِ فَلسَفِيًّا” ليس مجرد كتاب حوارات، إنه فضاء لنا جميعًا، ومساحة نجد فيها أن الفيلسوف علي الربيعي يحوم حول: ما إذا كان سيجعل من أنسب المدارس الفلسفية إطارًا يشكل من معطياتها توليفة (synthesise)فلسفية تأثر بأجزاء أبِسْتيمَاتها(episteme) ليوَلّف من خلالها فلسفته الخاصة به.
____________
د. محمد الزكري القضاعي
أستاذ بحريني يحاضر في جامعة (بي تي يو)
مدينة كوتبس – ألمانيا.