المقالاتسياسة واقتصاد

سؤال الهوية

ما أحوج الكثيرين من أبناء امتنا المتنورين والمثقفين. منهم اليوم إلى أثارة تساؤل قصير الحروف عميق المعني (من نحن؟وكيف نحدد الهوية ؟) باختصار, ما أصعبه وأشقه على النفس خصوصاً بعد عشرات السنين من النضال والكفاح والصراع مع الأمم المختلفة. ما أحوجنا إلى بناء تيار عريض من شباب هذه الأمة يدخل في أعماق التاريخ بالتحليل. والتحميص ليثير عاصفة فكرية جديدة للوصول إلى جواب لهذا التساؤل أجابة واعية ومدركة وعارفة بظروف الزمان والمكان.

من نحن سؤال تحديد الهوية هو أمر ضروري. وأساسي قبل أن تقرر الأمة أن تصيغ أهدافها ومشروعها وقبل أن تضحي بالملايين من أبنائها وتهدر ترليونات من ثرواتها. أن سؤال الهوية الذي ننشد الوصول إلى إجابة له يمس كل نواحي الحياة ( سياسية اقتصادية فكرية علمية مجتمعية نهضوية). وله دور أساسي في رسم ملامح المستقبل وصياغة مشروع التحرر من الاستعمار.

إن الإجابة على هذا التساؤل…

سيحكم ويجيب على معركة التحرر ويرسم ملامح الاستقلال للأمة. من التبعية في كافة المجالات وسيعيد أنتاج الحضارة على أسس قوية مانعة وجامعة. أن هذه التساؤل ليس ترفاً فكرياً ولا لعبة فلسفية ولا فسفسطائية. ولا حلاً لازمة نفسية .أنه في الواقع أمر جاد يتعلق بالمصير مصير شبابنا وأبناء جيلنا وجيل من سيعيش بعدنا, فأن لم يستطع أبائنا وأجدادنا أيجاد إجابة على هذا التساؤل فحري بنا البحث عنه بانفسنا.

إن تحديد من نحن ثم الانطلاق إلى تحديد ماذا نريد ومن ثم السبيل إلى ذلك؟ يدخل في صلب كل صراع نعيشه وأن كان السؤال المركزي هو (من نحن). عندما نحدد الهوية التي ننتمي لها ونقرر انتسابنا لها نستطيع أن نملك اننفسنا ونملك قرار لمستقبلنا ونمتلك معياراً قويما بالنسبة لكل ما يتعلق بالخارج والداخل عندها نستطيع ان نحمل الرسالة للخارج لا إن نكون مجرد مستلم للرسائل والأفكار ومتلقي لها.

وعندما نمتلك إجابة على التساؤل. سنصبح المركز ونحدد مركز العالم وسنصيغ مشروعاً سياسيا مع الدول في العالم وسننظر إلى كل التفاعلات السياسية من زاويا الإجابة على الهوية وليس من زاوية التبعية. لا املك الإجابة على التساؤل .سوى إني من حضارة إسلامية حكمت العالم بالعدل والحق والمساواة وطبقت نظاماً اقتصادياً وأنشئت فكرياً سياسيا حكمت فيه العالم قروناً عديدة لا أملك الإجابة على التساؤل سوى إنني مؤمن أن الإسلام كدين وفكر وثورة على الجاهلية قادر أن يحل تعقيدات العالم الذي نعيشه وأن وحده المؤهل أن تعيش الإنسانية في ظل بسعادة ورقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة