تقارير

هي البداية، هي الأساس

صانعات المستقبل

لطالما كانت المرأة عنصرًا محوريًا في بناء الحضارات وصياغة تاريخ الأمم، فهي لم تكن مجرد شريك في المسيرة الإنسانية، بل كانت ولا تزال حجر الأساس الذي تستند إليه المجتمعات في تطورها وازدهارها. عبر العصور، تجاوزت المرأة الأدوار النمطية التي فُرضت عليها، وصنعت فرصها بيديها، مُسهمةً في مختلف مجالات الحياة، من التعليم والصحة إلى القيادة والرياضة والفنون.

لم يكن نضال المرأة لأجل مكانها في المجتمع مجرد صراع من أجل التقدير، بل كان تأكيدًا على حقيقة راسخة: أنها ليست نصف المجتمع وحسب، بل هي الأساس الذي يقوم عليه. فمنذ الأزل، كانت المرأة معلمةً ومربيةً، تبني العقول وتصوغ القيم، وكانت طبيبةً تسهر على شفاء المرضى، ومهندسةً تبني وتصمم، ورياضيةً تتحدى المستحيل.

قصص ملهمة تروي الحكاية

لم تكتفِ النساء بالوجود في المشهد، بل كنّ صانعاته. يسرى مارديني، السباحة السورية التي تحدّت الحرب واللجوء، لم تستسلم للظروف، بل حولت معاناتها إلى قصة إلهام، فأصبحت رمزًا للقدرة على التحليق رغم ثقل الألم. أما أنس جابر، اللاعبة التونسية التي خطّت اسمها في تاريخ التنس العالمي، فهي مثال حي على المثابرة والإصرار، حيث لم تنتظر أن يُمنح لها الاعتراف، بل فرضته بإنجازاتها.

وراء كل قصة نجاح عالمية، هناك آلاف القصص غير المروية: أمّ تسهر على تعليم أبنائها، طبيبة تقاتل لإنقاذ الأرواح، معلمة تبني أجيالًا، ومهندسة تخطّط لمستقبل المدن. كل امرأة، في مكانها، تكتب فصلًا من قصة المجتمع، لا تكمله فقط، بل تصنعه بكل تفاصيله.

المرأة ليست مكملة، بل كاتبة النص

لم يعد مفهوم “نصف المجتمع” كافيًا لوصف دور المرأة، فهي البداية والأساس، وهي القادرة على أن تكون المحرّك الأول في عجلة التغيير. المستقبل لا يُمنح، بل يُنتزع بالإرادة، والمرأة اليوم ليست فقط صانعة الأمل، بل هي الأمل ذاته. بين يديها تتشكل الأحلام، وعلى أكتافها تقوم الأوطان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *