البرامجهذا ما تبحث عنه
هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني “الموسم الثاني” – الإنتقام
الانتقام
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/329109316″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
كان عام 1970 هو العام الأكثر زهوًا وبريقًا لبطلي الملاكمة ، محمد علي كلاي وجو فرايزر كلاهما كان في ذروة المجد والشهرة والتألق وكان لابد أن يلتقي البطلان ليتحدد أيهما يجب أن يكون رقم واحد في اللعبة .
وكانت بطولة العالم للوزن الثقيل – التي أقيمت عام 1971 أحد أكثر المباريات إمتاعا وتشويقا في تاريخ الملاكمة ، وفيها فاز فرايزر بقرار من الحكام ، بعدما كاد يسقط محمد علي بالضربة القاضيه في الجولة الخامسه عشرة ..
خرج كلاهما من المباراه منهك القوى جراء اللكمات الشديدة التي وجهها كل منهما للآخر ، وعانيا بعدها لفتره ليست بالقليله ..
وفي عام 1974 وبدافع الانتقام من الهزيمة ، طلب محمد علي إقامة مباراه اخرى وللمفارقه استمرت المباراه الثانيه 15 جولة ، وانتهت بفوز محمد علي ، أيضا بقرار من الحكام .
لم يكن كلا اللاعبين سعيدا بما حدث ، أرادا مباراه فاصلة تكون نتيجتها محددة لهوية البطل ، مباراه يذيق فيها أحدهما الاخر طعم الهزيمة بضربه قاضيه تضع حدا للصراع الدائر بينهما في عالم الملاكمة .
وكانت المباراه الشهيره عام 1975التي دخلاها تحت أعين العالم ، كانت الحلبه يومها قطعه من الانتقام لم تكن مشهدا رياضيا البتة كان الغضب والرغبة في سحق الخصم هو عنوان تلك الجولة الحاسمة .
وفاز محمد علي كلاي في الجولة الرابعه عشرة ، انتصر على خصمه نصرا مرضيا لذاته ، لكن التاريخ يؤكد أن أيا منهما لم يعد هو نفسه بعد المباراه .
ثلاث مباريات داميه أخذت من نصيب كل منهما الكثير ، واختصرت مشوارهما الرياضي وتركتهما اضعف مما كانا عليه ..
لقد سلبتهما الرغبه في الانتقام القدرة على الاصغاء لصوت العقل ، ومع ان محمد علي فاز بعدها بمباريات حاسمه الا ان اثر هذه المباريات كان له كبير الاثر في انهاء حياته الرياضيه ومعاناته الى اليوم .
الانتقام اسوء محرك للبشر منذ غجر التاريخ وحتى اليوم .. شعور بغيض ، قادر على التهام الروح وتركها في حالة بشعه مقيته ، قلما تعافى منها شخص على وجه الارض .
أوقات كثيرة ندفع فيها مقابلا باهظا لنتيجة لا تستحق ما دفع من أجلها ، نقبل التحدي ، نشحذ الهمة ، نوقظ بداخلنا نوازع القتال والحرب والفتوة والنتيجة ثمن بخس لا يستحق ما خسرناه من أجل تحقيقه .
فالانتصار للنفس وتحقيق الانتقام لن يجلب معه سوى جيوش القلق والضيق وخسران الكثير من الرصيد الانساني ، ذلك الرصيد الذي قلما يعتني به أحد أو يهتم بشأنه ..
تظل تفتش عن فكرةٍ أو حكمة تتوج نورا يهتدى به في شتى الدروب وقد يكون ما قدمناه اليوم هو هذا ما تبحث عنه !