هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني “الموسم الثاني” نصيحة أبي الخاطئة
نصيحة أبي الخاطئة
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/327130465″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
” لأنّ ابني هو الشخص الوحيد على ظهر الارض الذي أودّ أن أراه أفضل منّي “
بهذه العبارة كان يفتتح أبوه الحديث معه عن مستقبله الدراسيّ وهو صغير ، وعن طموحاته في مرحلة الصّبا ، ورؤيته في الحياة بعد ما صار رجلاً يافعًا .
ظلّ أبوه يرددها طوال ثلاثين عامًا ، دونما كللٍ أو ملل ؛ بل دون أن يعيد النّظر في جدواها ، وكأنّها تنزيلٌ مُقدّس .
من أجلها مارسَ أبوه ضدّه جميع أشكال الضغط كي يصبح مهندسًا عظيما ، يرددها على أذنه صباح مساء ، وكثيرًا ما كان يصرخ بها بصوته الجهوري مؤنبًا ومعاتبًا وربما مؤدبًا .
وبرغم فشله في تحقيق الحدّ الادنى من طموحاته ، لم يُرد أبوه أن يعيد النّظر في هذه المقولة أو يجري عليها بعض التعديلات .
لم يشأ أبوه وكثيرٌ من الآباء في هذا الزمان أن يراجع نفسه ، ويصحح سلوكه ويكو أكثر صدقًا وواقعيةً مع نفسه وأبنائه ، ويعترف بأنّه أرادَ أن يحقق أحلامه هو من خلال ولده ، طامسًا كلّ حلمٍ أو طموحٍ خاصٍ لديه ..
وفي الحقيقة هذه العبارة يجب أن تتغير :
” ابني هو الشخص الوحيد على ظهر الارض الذي أودّ أن أراه أسعد منّي ! ”
أسعد منّي بأسلوبه وفكره وأحلامه وأمانيه ، بتجاربه الخاصّة ، ورؤاه الشخصيّة وطموحاته التي قد تكون غريبةً علي وعلى جيلي وقتها .
فسعادة الابناء تتأتّى من قدرة الاباء على جعلهم أكثرَ وعيًا في اكتشاف أنفسهم ، ومشاهدة جميع جوانب شخصياتهم ، والادراك الحقيقيّ لمفهوم الاستقلالية الشخصية.
سعادتهم تتأتّى بنصحهم ، وإنارة الطّريق لهم ، وإعطائهم المصباح الذي أوقِدَ بزيت الخبرة والتّجربة ، لكنّهم وحدهم من سيمشون في الطّريق ويتحملون نتائجه وآثاره .
وكلّ هذا لن يكون إلاّ بتوديع عُقد الماضي وآثاره لبناء جيلٍ قادر على إحداث التغيير الذي حلم الآباء بتحقيقه ولكن بأسلوب الأبناء أنفسهم ..
تظلُّ تفتش عن فكرةٍ أو حكمةٍ تتوّج نورًا يهتدى به في شتّى الدروب وقد يكون ما قدمناه اليوم هو هذا ما تبحث عنه !