البرامجهذا ما تبحث عنه

هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني “الموسم الثاني” – كن الطائر الصحيح

كن الطائر الصحيح !

[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/330225099″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]

قرر أن يترك بلده ويهاجر طلبًا للرزق .. إن ما يلاقيه من عنَت وشدّة لأمر صعبٍ على النفس ، وأرض الله واسعة كما يقولون ..
جمع الفتى حاجياته القليله ، وتجهّز للرحلة ، ثمّ ذهب لوداع أحد أساتذته الذي يكنّ له كثيرًا من الحبّ والتقدير ، ودّعه الاستاذ بعدما ذكّره بألاّ ينسى طموحه الكبير ، وأهدافه الغالية ، وشدد عليه أن يكدّ ويتعب كي يصل إلى منتهى أحلامه وغاية أمانيه ..
كان الوداع قصيرًا .. قبل أن يمضي الفتى في طريق رحلته ، وحلمه يسبقه بخطوات ..
الجو شديد الحرارة والصحراء بإتساعها تنبئه أن المشوار لا يزال طويلاً ..
وفي الطريق توقّف الفتى ،وقد لفت نظره أمر عجيب : عصفور كسيح لا يقدر على الطيران ، وقد تُرك وحده وسط الصحراء الشاسعه ، وكان السؤال المحير : كيف يعيش هذا العصفور وسط هذه الاحوال القاسية ؟
فلا ماء ولا طعام يقيمان أوده ، وجناحه مكسور ؛ فلا يقدر على أن يحمله على الطيران ليأتي بما يعطيه سبل الحياة .
جلس صاحبنا وقد أصبح أمر العصفور شغله الشاغل ، وإجابة لغز بقائه على قيد الحياة مع انعدام الوسيله هو ما يؤرقه .
وجاءته الاجابة بعد مدة من الانتظار ؛ عصفور سليم أخذ يطير فوق زميله الكسيح ، ثم هبط بجواره وراح يلّقمه الطعام الذي أحضره له في فمه !
كان الامر عجيبا على الفتى ، الذي أخذ يتأمل هذا المشهد بدهشة عارمة ،قبل أن يهبّ فجأة وهو يحدّث نفسه قائلا : ويحك .. انظر كيف أن فضل الله ورحمته لم تنسَ عصفورًا ملقى في تلك الصحراء الشاسعه ؛ فبعث له من يطعمه ويسقيه ويؤنس وحدته ، أليست رحمة الله أولى بعباده من البشر ؟ نعم والله .
” ان فضل الله لعظيم ، وربي القادر على ان يعطي الطائر الكسيح رزقه وهو شبه ميت ، لقادر على أن يبعث لي زرقي وأنا حي في كامل عافيتي ؛ فعلام السفر وإرهاق الروح والجسد ؛ فلأعود إلى بيتي ، وليقضي الله امرا كان مفعولاً ” !
هكذا قال الفتى لنفسه ، وعاد ادراجه إلى بلدته ثانية ، ولم يمر يومان إلا وتقابل مع استاذه الذي وقف مندهشا ، سائلا له عن حاله ،وسبب احجامه عن السفر بعدما ودعا بعضهما ؛ فحكى له الفتى كيف أن رؤيته قد تغيرت ، وأن مشهد العصفور الكسيح الذي يرسل الله له رزقه دون ادنى مجهود منه قد غيّر تفكيره ، وجعله أكثر ادراكا للحياة ولمفهوم الرزق .
هنا ضرب الاستاذ كفا بكف ونعى قله الهمة وانعدام الطموح ، قائلا له : ” ولماذا يا بني ارتضيت ان تكون أن تكون الطائر الكسيح ؟ ولم ترض ان تكون الطائر الصحيح ؟ لماذا صنفت نفسك ممن يلقي معونة الاصحاء ويعيش وقد تبرمج على الاخذ والرضا بالقليل ، وابى ان يكون من العطّائين الطي ينيرون الدنيت بفضلهم ؟ “
ان موت الهمة لمصيبه والرضا بالادنى برغم القدرة على الحصول على الاعلى لآفة تصيب طموح المرء منا ؛ فتهبط به من سلّم المجد الى ساحة البسطاء من البشر ..
لا ترصى ان تكون طائرا كسيحا في الحياه ، تنتظر ما يجود عليك به هذا او ذاك ، بل اقتحم معترك الحياة ، متسلحا بما لديك من مواهب وقدرات واضعا نصب عينيك هدفا اخترته بعنايه .
تظل تفتش عن فكرة او حكمة تتوج نورا يهتدى به في شتى الدروب وقد يكون ما قدمناه اليوم هو هذا ما تبحث عنه !
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق