البرامجهذا ما تبحث عنه

هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني – الصمتُ قوة

الصمت قوّة
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/319059085″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]

يُحكى أن لويس الرابع عشر حينما كان شاباً يافعًا ، كان يتباهى بقدرته على الحديث والكلام والجدال ، لكنّه حينما تولّى مقاليد الحكم صار أقل كلامًا ، بل كان صمتهُ من أهم أسلحته ومنبعٌ من منابع قوّته ، فمما يروى أن وزراؤه كانوا يمضون السّاعات في مناقشة القضايا الهامّة ويجلسون لاختيار رجلين منهما لعرضها على الملك ، وكانوا يمضون وقتًا غير قليل في اختيار من سيرفع الأمر إليه ، وعن الوقت المناسب لهذا الأمر ، وبعد أن ينتهوا من النقاش يذهب الشخصان اللذان تم اختيارهما إلى الملك ويعرضان الأمر عليه بالتّفصيل والخيارات المطروحة ، ولويس يتابعهما في صمتٍ مَهيب تغلبُ عليه روح الغموض ..

وبعد أن يعرضا أمرهما ويطلبان رأي الملك ، لا يزيد على أن ينظر إليهما ويقول بهدوء ” سوف أرى ” ثم يذهب عنهما ..
ولا يسمعُ أحدٌ من الوزراء كلامًا حول ما تمّ عرضه ، بل فقط تأتيهم النتائج والقرارات التي أمضاها الملك .

قد يظنُ البعض أن الغموض منفرُ للناس من حولنا بحجّة أننا متكبرون لا نودّ الحديث معهم !
وهذا صحيح ولكن في حالة الصّمت المُطبق المُستفز ..

الكلمات التي تخرجُ من الفم لا يتمّ إرجاعها والقولً الذي نطلقُ سراحهُ لن نستطيع العودة فيه مرة أخرى ..
لذا علينا أن نحاول بشتّى الطرق أن نسيطر على كلماتنا وألا نثرثر بشيء ليس ذا قيمة أو لا نعرفُ أبعاده ..

الإتزان في الكلام هو المطلوب ..
اننا نتكلم إذا ما أخبرنا العقل أن الكلام مرجوٌ هاهنا ونصمت إذا ما تطلّب الأمر الاحتماء خلف ابتسامة دافئة مبهمة ..

تظل تفتش عن فكرةٍ أو حكمةٍ تتوج نورًا يُهتدى به في شتى الدروب وقد يكون ما قدمناه اليوم هو هذا ما تبحث عنه!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق