عن “المركز الثقافي للكتاب” للنشر والتوزيع الدار البيضاء/ بيروت، صدرَ كتاب “نقد المفاهيم” للمفكِّر المغربي عبد الله العروي، ويعالج فيه قضايا التعدُّديَّة، والعلم الموضوعي، وذلك ضمن سلسلة إصدارات أطلقَ عليها النُقّاد وصف”مفاهيم”.
يواصل المؤلِّف من خلال نقده المرتكز على التحليل التاريخي، والتأصيل المفاهيمي للحداثة عبر التخلّص من الأسئلة الزائفة والتعامل مع المصطلحات والمفاهيم الفلسفيَّة وفق الممارسة الثقافيَّة اليوميَّة، حيث يشير في تقديمه للكتاب إلى أن “المنطق إذن هو نتيجة التطور، فما يهمّني هنا، هو العلم الموضوعي، في كل مسألة. العلم الموضوعي لا يلغي ما سبقه من ميثولوجيا وفلسفة وثيولوجيا. قدر كبير من هذا محفوظ في المفردات والتراكيب والصور والرموز، في الاهتمامات والإشكاليّات”.
وينطلق تفكير “العروي” في المفاهيم من تأمّله في الأوضاع التى يعيش فيها العالم العربي، خلال القرنين المنصرمين، حيث انقطعت الصلة بينهم وبين المنطق الموجِّه للتراث الثقافي، وحيث يصبح التفكير في الحريَّة والدولة والعقلانيَّة مناسبة لاستيعاب التاريخ الجديد الذي يؤطِّر الحاضر الكوني، وذلك رغم الاستمراريَّة التاريخيَّة الحافظة لظواهر لا علاقة لها بالمرجعيّة التاريخيّة الواقعيَّة، والمرجعيَّة النظريَّة الفلسفيَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة الضابطة والناظمة لمحتوى المفاهيم الجديدة التي نحن مطالبون بمعرفتها.
يذكر أن، عبد الله العروي، مؤرِّخ ومفكِّر مغربي، انشغل بالسياسة لبضع سنوات ثم تركها متفرّغاً للفكر والتدريس، وهو من مواليد 1933 من مدينة أزمور المغربية، وقد أغنى المشهد الثقافي المغربي والعربي بعددٍ كبير من المؤلّفات.
*المصدر: التنويري.