صدر عن مجلّة “ميزوبوتاميا” كتاب موسوعي بعنوان “خمسة آلاف عام من كلام النهرين” عن اللغات العراقيَّة القديمة والحاليّة أشرف على الكتاب الروائي العراقي المقيم في سويسرا سليم مطر، وهو مؤلّف القسم الأكبر من فصوله، بالإضافة إلى مشاركة الكثير من الباحثين والباحثات العراقيّات، والكتاب مليء بالصور التوضيحيّة والخرائط والجداول والوثائق.
يقول مطر في المقدّمة: “ها نحن أخيرًا نقدّم أوّل وأكبر موسوعة، ليس فقط بالنسبة للغات العراقيَّة، بل هي أوّل موسوعة من هذا النوع تصدر بالعربيّة في كل العالم العربي والعالم الثالث، رغم إمكانيّاتنا المحدودة ماديًّا وأكاديميًّا، وإصرار جميع مؤسّسات دولتنا النفطيّة وأحزابنا العتيدة على عدم دعمنا، فإنّ امتلاكنا للضمير الوطني وتشجيع العراقيّين لنا يجعلنا ننجح بمثل هذه المشاريع الضخمة التي تحتاج إلى مؤسّسات أكاديميّة متخصّصة.
حرصنا على تقديم كل اللغات العراقيَّة الكبيرة والصغيرة، القديمة والحاليّة، وكذلك التعريف الممكن بكل لغة ومكوّناتها وميراثها الكتابي. وهذه اللغات هي: السومريَّة والأكديّة، الآراميّة-السيرانيّة- العربيّة، الكرديّة (السورانيَّة والبهدنانيّة)، التركمانيّة، الفيليّة، المندائيّة، أمّا بالنسبة لليهوديّة فإنّنا سلّطنا الضوء على ثقافتها المكتوبة أساسًا بالآراميّة العراقيّة، ثمّ العبريّة. وخصّصنا الملف الأخير لباقي ثقافات الوطن: العاميّة، اليزيديّة، الشبكيّة، السوداء، الأرمنيّة، الشيشانيّة.
يتوجّب التوضيح أنّنا بتعريفنا لهذه اللغات العراقيَّة وميراثاتها لا تبتغي أبدًا التقليل من دور (اللغة العربيّة)، بل إنّنا من دعاة الاعتزاز باللغة العربيّة، فهي اللغة الرئيسيّة الرسميّة لشعبنا.
*المصدر: التنويري.