تقارير
من جديد تتضارب الأحلام مع اللجوء
راديو النجاح – من جديد تتضارب الأحلام مع اللجوء – حسام الدين الإبراهيم
سارة عطري لاجئة سورية حاصلة على معدل 98.9 وتحلم بدراسة الإعلام
عند البحث في قصص نجاح طلبة الثانوية العامة فإنك ستجد العجب العجاب ولن يزيدك طول التأمل والسؤال إلا حيرة ودهشة من هول روعة تفوقهم وصدق مقصدهم، وإرادتهم الحديدية التي هي درس عظيم لكل متخاذل مفادها أن الإرادة الصلبة لن تكسرها جموع العالم وكأننا هنا نلتمس قول النبي عليه السلام أفلح إن صدق، وهكذا هي الدنيا تعطي من يعطيها، وكرم الله لا ينضب، وعندما تبدأ بالبحث في أسرار هؤلاء العظام وأمانييهم فإن لسانك يقف عاجزًا، ويبدو قلمك حائرًا مضطربًا.
وعلى الرغم أنها تحمل الجنسية السورية إلا أن سارة ولدت وترعرت في الأردن بالعاصمة عمان، حيث فرت هب وعائلتها من بطش النظام السوري مطلع الثمانينات، ولم تعد إلى سوريا حتى الآن وأيضًا لم تحصل على الجنسية الأردنية، فكانت لاجئة قبل الأوان وحتى قبل أن تولد.
تعيش سارة في عائلة كبيره فهي ترعرت بين سبعة إناث وثلاثة ذكور، عمل والدها لأكثر من ثلاثين عام في مجال التدريس الحكومي والخاص إلا أن ظروف مرضه حالت بينه وبين استمراره في عمله.
تعد سارة عطري الأولى على فرع الأدبي بترتيب السوريين في الأردن وعلى الرغم من ذلك فقد تجاهلتها احتفالات السفارة السورية للمتفوقين، وعلى نفس الشاكلة تصرف الائتلاف السوري المعارض، لتجد نفسها مصدومة من التجاهل والتهميش من كلا الطرفين دون الحصول على مبرر مقنع.
خاضت سارة تجربة الثانوية العامة تحت ظروف صعبة فوالدها يرقد في المستشفى، ولم يسمح لها الظرف الاقتصادي بجلب المدرسين الخصوصيين حيث اعتماد على نفسها وبعض المساعدة من اخوتها، لتحطم بذلك أسطورة الدروس الخصوصية باهظة الثمن ولتضرب مثال يحتذى به في التكييف والرضا وتحقيق أفضل النتائج.
تحلم الفارسة سارة منذ خمس سنين بدراسة تخصص الإعلام حيث تعتقد أنه الأقرب لشخصيتها، وترى نفسها من خلاله ستكون قادرة على خدمة قضية وطنها سوريا أولاً ، بالإضافة إلى قضايا الأمة بشكل عام، إلا أنها كغيرها من السوريين تواجه عبء التكاليف الجامعية الباهظة، لتجد حلمها تحت رحمة انتظار المنح غير المؤكدة والمتقلبة، ليبقى السؤال بانتظار الإجابة عليه، من ينصف سارة ومن يساعدها على تحقيق حلمها ؟!