مفهوم الجهل ومآلاته في الحديث النبوي الشريف
المقدمة:
يعد مفهوم “الجهل” من المفاهيم التي تتصل بالعقيدة وفقه الشريعة، وتعاليم الدِّين، وهو صفة مذمومة تقدح في إنسانية الإنسان؛ وتفعلُ فيه ما لا يستطيع عدوُّه أن يفعله به. فالجهل مرض اجتماعي مزمن يوقع في الفتن، ويسهم في تخلّف الأمم والأفراد والمجتمعات.
ولعل المستقرئ للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في موضوع الجهل يجدها متَّصلة بما عبَّر عنه الأصوليون بمآلات الأفعال؛ وهو ما يترتب على الفعل بعد وقوعه من مصلحة تُستجلَب أو مفسدة تُدرَأ ([1]).
فالجهل له مآلات كثيرة تضر بمصلحة العلم والمعرفة، وتؤثر سلبا على الفرد والجماعة، لذلك حذّرت نصوص الكتاب والسنة من هذه المآلات ودعت إلى دَرْئِهَا في مناسبات مختلفة، وخاطبت الإنسان الذي أودع الله فيه القوّة الإدراكية، والمهارات الذاتية المختلفة، أن ينأى بنفسه عن الجهل الذي يفسد اعتقاده وتصوره.
فامتدح القرآن الكريم العِلم والعلماء، وذَمَّ الجهلَ وأهلَه، وفاضل بينهما في المنزلة. يقول الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾. ] الزمر:الآبة 9].
أما الحديث النبوي الشريف؛ فهو الآخر دعا إلى محاربة الجهل ونبذه، سواء في القول أو الفعل أو الاعتقاد، حتى اعتبر انتشاره في الأمة علامة من علامات السَّاعة، كما ورد في حديث أنـس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “إنَّ مِن أشراطِ السَّاعة أن يُرفعَ العِلْمُ ويثبتَ الجهل ويُشرب الخمر ويَظهر الزّنا”([2])
وكان رسولُنا الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام، هو أول من سعى إلى رفع الجهل عن الأمة، ومحا الأمية عنها حين جعل فداء كلِّ أَسير من أسرى بدر ممن يُحسنون القراءةَ والكتابةَ أن يُعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين من أبناءِ الصَّحابة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان ناسٌ من الأسرى يوم بدرٍ لم يكن لهم فِدَاءٌ، فجعل رسول الله ﷺ فداءَهم أن يُعلِّموا أولادَ الأنصارِ الكتَابة”([3]) .
ولأهمية هذا الموضوع، اخترت البحث في مآلات “الجهل” في الحديث النبوي الشريف انطلاقا من هدفين أساسين:
- الاستفادة من نصوص الحديث النبوي الشريف وتطبيقاتها الاستدلالية فعلا وصفة واعتقادا في بيان مآلات الجهل.
- الاستفادة من نظر الفقهاء وأهل الحديث في مآلات الجهل باعتبار جريانه في الأسباب المؤثِّرة على مصالح العباد الدنيوية والأخروية التي حددها الأصوليون بقولهم : “ومصالح العباد إما دنيوية أو أخروية، أما الأخروية فراجعة إلى مآل المكلَّف في الآخرة ليكون من أهل النَّعيم لا من أهل الجَحيم، وأما الدنيوية فإنَّ الأعمال مقدِّمات لنتائج المصالح، فإنها أسباب لمسبّبات هي مقصودة للشارع، والمسببات هي مآلات الأسباب، فاعتبارها في جريان الأسباب مطلوب، وهو معنى النظر في المآلات”[4].
ولا يخفى أن الفقهاء نظروا في مآلات الجهل فقسموه إلى قسمين: مركب وبسيط، وركّزوا في نظرهم على الجهل المركَّب؛ وهو المذمومُ الذي تترتب عليه مفاسد كثيرة. أما الجهل البسيط؛ فاعتبروه خارجا عن أحكام العقل وأنه أصلٌ في الإنسانِ؛ متقدِّم في الوجودِ على العقل لقوله تعالى: ﴿ وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِنْ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شيئًا﴾[النحل: 78] . “وأما الجهل البسيط فليس بمذموم؛ إذ لا يُعرى منه بشر، مثاله: جهل الإنسان بعدد شعراتِ رأسه، وكذلك جهله بعدد نُجوم السماء، وكذلك جهله بعدد بَني آدم وغير ذلك، فإن مثل هذا الجهل لا يخلو منه بشر، فإذا قيل لإنسان: هل تَعلم عدد شَعراتِ رأسكَ؟ فيقول: لا أعلم ذلك بل أجهله، وإذا قيل له: هل تَعلم أنّك جاهل بذلك أم لا؟ فيقول: أعلم أني جاهل بذلك، فجهلُه إذا بسيط لا مركب”.([5])
ولذلك سينتناول البحث مفهوم “الجهل” ومآلاته في نصوص الحديث النبوي الشريف من باب “الجهل المركَّب المذموم” الذي تترتب على مآلاته مفاسد تضر بمصلحة الفرد والجماعة.
أولا: مفهوم “الجهل” في اللغة والاصطلاح
الجهل عند أهل اللغة هو نقيض العلم؛ وهو مصدر قولهم جَهَلَ يَجْهَلُ، وهو مأخوذ من مادة (ج هـ ل) التي تدل على معنيين، يقول ابن فارس (395ه): “الجيم والهاء واللام أصلان: أحدهما خلاف العلم، والآخر: الخفة خلاف الطمأنينة، فالأول الجهل نقيض العلم، ويقال للمفازة التي لا علم بها مَجهل، والثاني: قولهم للخشبة التي يحرك بها الجمر مَجهل، ويقال: استجهلت الريح الغصن إذا حركته فاضطرب”([6]).
وقد تكلم أهل الاصطلاح من علماء الشريعة واللغة عن دلالة “الجهل” وحصروها في ثلاثةِ أضرُب كالآتي:
الأول : خُلوُّ النفسِ من العلم .
والثاني : اعتقادُ الشيء بخلافِ ما هو عليه .
والثالث : فعلُ الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل سواء اعتقد فيه اعتقادا صحيحا أم فاسدا .([7])
فذكر الطبري (310 هـ) في تفسيره أن : الجاهل من لا يَعلم الحَلال مِن الحَرام، ومن جهالته ركّب الأمر، فكلُّ من عَمل خطيئةً فهو بها جَاهل”([8]).
واختار الجويني (ت 478هـ) في تحديده الاصطلاحي للجهل: بأنه عقد متعلق بالمعتَقد على خِلاف ما هو عليه. ([9])ويرى البزدوي (482هـ) أن الجهل: صفةٌ تضَاد العلم عند احتماله وتصوّره، ..ويذكر ويراد به السَّفه” ([10]) قال تعالى: ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [ الأعراف: 199]. ويرى الزركشي (ت 794هـ) أن الجهل: “هو عدمُ العلمِ عمَّا من شأنه أن يُعلم”([11]).
يتبين من هذه التحديدات الاصطلاحية بأن دلالة الجهل تنصرف لمعان؛ فهو يضاد العلم الذي أمر به الشارع الحكيم، وهو من باب اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، وأن صفة الجاهل تتصل بمن يجهل أمورا من الحلال والحرام، والأوامر والنواهي؛ وهي من المصالح الدنيوية والأخروية التي من شأن المسلم أن يعلمها، وكلها مندرجة ضمن الأضرب الثلاثة السابقة.
ثانيا: مآلات الجهل في الحديث النبوي
نَظر الفقهاء والأصوليون والمحدّثون في مآلات الجهل من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة فربطوا معانيه بالأعمال الشرعية ومصالحها، يقول الشاطبي: ” الأعمال الشرعية ليست مقصودة لأنفسها، وإنما قصد بها أمور أخر هي معانيها، وهي المصالح التي شرعت لأجلها، فالذي عمل من ذلك على غير هذا الوضع فليس على وضع المشروعات” . ([12])
ويقصد بهذا الضابط ؛ أن مآلات الأفعال مرتبطة بتحقيق مناطها وهو المصلحة؛ فإن وجدت المصلحة ثبت حكم الفعل، وإن لم توجد منع حكمه فصار مفسدة. ولما كان الجهل خاليا من المصلحة الشرعية، ترتب على فعله مفاسد كثيرة حذَّرت من مآلاتها الأحاديث النبوية الشريفة ونذكر منها؛ ارتفاع العلم وقبضه، وفساد العقيدة، وتفريق الصف، ووقوع المحرمات وانتهاكها؛ وإفساد المصالح الضرورية، وأعظمها القتل الذي عبر عنه الحديث بـ”الهَرْجِ” وهو من علامات الساعة.
1. ارتفاع العلم وقلته
من مآلات الجَهل التي تَهدِّدُ مصلحةَ وجودِ الإنسان باعتباره مكلَّفا، الجهل بالعلم الشرعي الذي هو سبب مباشر في ارتفاعه وقلته، ويستدل على هذا المآل بالأحاديث النبوية الشريفة وهي كثيرة ومتنوعة ونذكر منها؛
الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضيَّ الله عنه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إن اللهَ لا يقبضُ العلم انتزاعا يَنتزعه من العباد، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عَالما اتخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالا فسُئلوا فأفتَوا بغير عِلم فضَلُّوا وأَضَلُّوا”.([13])
يذكر الحديث مآلات الجهل وموانعه التي هي سبب في ارتفاع العلم وقبضه؛ وأثر الجاهلين في تضليل الأمة وتجهيلها، وفي بيان هذه المآلات يذكر بدر الدين العيني مستعينا برأي القاضي عياض: “المراد برفع العلم في الحديث؛ قبضُ أهله وهم العلماء، لا مَحوُه من الصّدور، لكن بموت أهله واتخاذ الناس رؤسَاء جهّالا فيحكمون في دين الله تعالى برأيهم ويُفتون بجهلهم؛ قال القاضي عياض: وقد وُجد ذلك في زماننا؛ كما أخبرَ به عليه الصَّلاة والسَّلام. قال الشيخ قطب الدّين: قلت هذا قوله مع توفُّر العلماء في زمانه فكيف بزماننا؟! قال العبد الضَّعيف: هذا قولُه مع كثرة الفقهاء والعلماء من المذاهب الأربعة والمحدِّثين الكبار في زمانه، فكيف بزماننا الذي خَلَت البلاد عنهم، وتصدَّرت الجهال بالإفتاء والتَّعيُّنِ في المجالس والتَّدريس في المَدارس؟ فنسأل السَّلامة والعَافية”([14]).
2. الجهل بالدين وشريعته
من مآلات الجهل، الجهل بالدين وشريعته، والجهل بمقاصد الشريعة وقواعدها الكُليَّة([15]). وتجنبا لهذه المفسدة؛ رفَع الرَّسولُ ﷺ عن الأمة داءَ الجهل بالتّربية الدينية ؛ بحيث تربَّى الصحابةُ رضيَّ الله عنهم على يديه ﷺ أمور الدين وشريعته، وتخلصوا من الجهل ومفاسده؛ فحضَّ على تعلّم الشريعة وتَعليمها، وفَهْمِ أحكَامها، واستيعَابِ فقهِها، والعملِ بِهَا.
يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنه: لقد لبِثنا بُرهةً من دهرٍ وأحدُنا ليؤتَى الإيمانَ قبل القرآنِ ، تنزلُ السورةُ على محمدٍ ﷺ فنتعلمَ حلالَها وحرامَها وأمرَها وزاجِرَها وما ينبغي أنْ يوقفَ عنده منها كما يتعلمُ أحدُكم السورةَ ، ولقد رأيتُ رجالًا يؤتَى أحدُهم القرآنَ قبل الإيمانِ يقرأُ ما بين فاتحتهِ إلى خاتمتهِ ما يعرفُ حلالَه ولا حرامَه ولا أمرَه ولا زاجِرَه ولا ما ينبغي أنْ يوقفَ عنده منه وينثرهُ نثرَ الدَّقْلِ”([16]).
فالجهلُ بالدّين وشريعته مِن المآلات المُفسدة للاعتقاد والتّصور، وقد نبَّهت الأحاديث النبوية الشريفة عليها واعتبرتها نوعا من الابتلاء للأمة في كل زمان؛ حيث يتصدر للفتيا وأمور الدين من ليس أهلا لها فتحصل الفتنة والتفرقة، وهلاك الأمة، كما عبَّر عن ذلك الصّحابي الجليل علي بن أبي طالب رضيَّ الله عنه حينما مَرَّ بقَاصٍّ فقال له: ” أتعرفُ النَّاسخ من المنسُوخ؟ قال : لا . قال : هَلكتَ وأهلكتَ “([17]).
ويدخل في هذا الباب أيضا ما أطلق عليه المكي أبو طالب “الجهل بالجهل” وهو من أخطر مآلات الجهل، حيث يجهل الجاهل بأنه جاهل، وهو أخطر من المعاصي، يقول: “وقد كان سهل رحمه الله تعالى سئل: ما عُصِيَّ اللهُ تعالى بمعصية أعظم من الجهل؟ قال: نعم، قيل: ماهو؟ قال: الجهل بالجهل يعني أن يكون العبد جاهلا وهو لا يعلم أنه جاهل، أو يحسب بجهله أنه عالم، فيسكت عن جهله ويرضى به فلا يتعلم فيضيع فرض الفرائض وأصل الفرائض كلها وهو طلب العلم، ولعله أن يفتي الجهل أو يتكلم بالشبهات وهو يظن أنه علم؛ فهذا أعظم من سكوته، وكذلك أيضا ما أطيع الله تعالى بمثل العلم، ومن العلم العلم بالعلم أي شيء هو؟ وذلك أيضا واجب من حيث كان العلم واجبا ليكون على بصيرة من تعلم العلم”([18])
3. الوقوع في المحرمات
من المآلات الأخرى للجهل التي ذكرتها الأحاديث النبوية الشريفة، الوقوع في المحرمات المشهورة بمختلف أنواعها والتي لا يعذر جاهلها؛ لأن حرمتَها وأحكامَها لا تخفى على العبد كشهادة الزور التي قرنت بالجهل في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:( مَنْ لَم يَدَعْ قَولَ الزُّور والعَمَلَ به والجَهْل فليس لله حَاجةٌ أن يَدعَ طعَامه وشَرابه )([19]).
وقد علّق المباركفوري على مآلات الجهل في الحديث السابق فوصفها بأنها: “السفه وقيل: أي صفات الجهل أو أحوال الجهل والمعاصي كلها عمل بالجهل فيدخل الغيبة فيها” ([20]).
فعدت الأحاديث النبوية الشريفة “السفه” الذي يشمل الغيبة والخنى والكذب من مآلات الجهل ؛ وهو ارتكاب ما لا يليق بالعاقل من المحرمات لأن ” أصل السفه: خفة الحلم؛ ومنه يقال: ثوب سفيه إذا كان خفيفا. وقيل: أصل السفه: الجهل”([21]).
4. فساد العقيدة
من مآلات الجهل فساد العقيدة، وقد استعاذ النبي ﷺ من خطورة الجهل وضرره على التصور والاعتقاد في دعائه فقال : “رب اغفر لي خَطيئتي وجَهْلي وإسْرافي في أمري كلّه وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي خَطاياي وعَمدي وجَهلي وهَزلي وكلّ ذلك عندي»([22]).
واستعاذ منه بصيغة أخرى في دعائه، في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: “ما خرج النبي ﷺ من بيتي قط، إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: “اللهم إني أعوذ بك أن أّضِلَّ أو أُضَل، أو أَزِلَّ أو أُزَل، أو أَظْلِم أو أُظْلَم، أو أَجْهَل أو يُجْهَل عَلَيَّ”([23]).
وقد علَّق المناوي على هذا الحديث بقوله: “أو أَجهلَ أو يُجهلَ عَليَّ” أي أفعل بالناس فعل الجهَّال من الإيذاء والإضلال، ويحتمل أن يراد بقوله: أجهل أو يجهل علي؛ الحال الذي كانت العرب عليها قبل الإسلام من الجهل بالشرائع والتفاخر بالأنساب، والتعاظم بالأحساب والكبرياء والبغي ونحوها.([24])
فالجهل يفضي إلى فساد العقيدة، وهي انحرافات في الأعمال وانحرافات في التصورات الأصلية، وموانع تحُول بين البصيرة وبين إدراك المعقولات، كما يقول العز بن عبد السلام: “فالموانع هي الجهل والشك وفساد الاعتقاد؛ لأن الشكوك والجهالة تحول بين البصيرة وبين إدراك المعقولات كما أن الأجسام الكثيفة حائلة بين البصر وبين إدراك المبصرات فصار المعنى الساتر للبصيرة كالجسم الساتر للبصر“[25].
يستفاد من كلام العز بن عبد السلام أن “الجهل”بالعقيدة يوقع في مآلينفاسدين:
أ-فساد في التصورات؛ وهو السبب في كل ذنب أو انحراف فردي أو مجتمعي، فهو العمى المُهلك عمى البصيرة عن إدراك الحق والاعتبار. وقد أطلق عليه الراغب الأصفهاني لفظ “العماء” فتسمى السحابة بالعماء وقيس عليها الجهل فسمي عماء[26] وهو المقصود بقوله تعالى: ﴿أَفَأَنتَ تَهْدِى ٱلْعُمْىَ وَلَوْ كَانُواْ لَا يُبْصِرُونَ﴾[يونس: 43]. وهو السبب فيما نراه في واقعنا من عماء النفاق والكذب والكبر والعجب والحسد وغير ذلك من الانحرافات الكثيرة التي عمَّت المجتمعات.
ب-فساد في السلوك نتيجة لغياب التصوّر الصّحيح، فحَلَّ الغبش في عقول كثير من الناس، وكان سببا في فساد اعتقادهم.
5. إفساد الضروريات
من مآلات الجهل إفساد المصالح الضرورية التي لا يستقيم الوجود باختلالها وهي؛ الدين والنفس العقل والمال والعرض. فيتسلط الجهل عليها فتؤول الأمة إلى الفساد والزوال. جاء في حديث رسول الله : (إنَّ من أشراطِ السَّاعة أن يُرفع العلمُ، ويَثبتَ الجَهلُ، ويُشربَ الخمرُ، ويَظهَر الزِّنا) .([27])
ربط الحديث مآلات الجهل بإفساد المصالح الضرورية التي هي أصل وجود الإنسان؛ فرَفْعُ العلم مخلٌّ بحفظ الدين، وشُربُ الخمر مخلٌّ بالعقل والمال، وقِلَّةُ الرجَال بسبب القتل في الفتن مُخلٌّ بالنفس وظهورُ الزنا مخلٌّ بالعِرْض وبالنَّسب. فلم يبق في الوجود إلا طبائع أهل الجهل يقلّد بعضهم بعضا ويجانس بعضهم الآخر، ويتجافون عن العلم وأهله، كما يقول الجويني: “فإن طبائعَ الجاهلين بعلم الشريعةِ مُتقاربة وهم لكلام من يُجانسهم في الجهل أقبل من كلام من يخالفهم في ذلك من أهل العلم.”([28])
فما سماه الجويني بـ”مجانسة الجهل” يحمل إشارة مهمة إلى أن تقليد الجاهل للجاهل من المآلات الخطيرة للجهل، حيث يستولي الجهل ويستحكم ويتَولى العلم ويُقبَض، ويصير للجهل سلطانه كما يقول ابن السبكي: “وليعلم أن الجهل استولى على بني الزَّمان استيلاء الملك في مَحَله وأن العلم ولَّى، واللهُ لا يقبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العلماء ولكن يَقبض أهله”[29]
فتكون النتيجة؛ خلو الحياة من المصالح الضرورية التي هي مناط الاستخلاف الذي خلق المكلف من أجله. ويكون الجهل سببا كما يقول الرازي في : “خلو الزمان عمن يقوم بالواجبات”[30] وهو ما عبر عنه الصنعاني بانتشار سلطان الجهل وذهاب أعلام العلم.”([31])
6. انتشار الهرج
من مآلات الجهل الخطيرة التي صرّحت بها الأحاديث النبوية الصَّحيحة كون الجهل سببا في الهَرْجُ وهو الاختلاط والقتل المنذر بقرب الساعة.
جاء في الحديث النبوي الشريف أن رسول الله ﷺ قال: (إن بين يدي السَّاعة لهَرْجًا قال: قلت يا رسول الله مَا الهَرْجُ؟ قال: القتلُ ثم قال: ليس بقتلِ المشركينَ ولكن يَقتلُ بعضُكُم بَعْضًا)([32]). والمفسدة الكبرى من هذا الهَرْجِ، أنه يقع بين المسلمين بعضهم بعضا، يفتّت وحدتهم، ويفرِّق صفَّهم ويفسد عقيدتهم. وهو من أشراط الساعة كما أكده الحديث النبوي الشريف؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:( إن بين يدي الساعة أيَّاما يُرفع فيها العلمُ وينزلُ فيها الجَهلُ ويَكثرُ فيها الهَرْجُ والهَرْجُ القَتل).([33])
ذكر ابن حجر في (فتح الباري) أن هذا النوع من الجهل هو “الجهل الصّرف” الذي يستحكم في الأمة فيلازم نزوله كثرة الفتن والاختلاف والقتل :
” قال بن بطال وجميع ما تضمَّنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عيانا فقد نقص العلم وظهر الجهل وألقي الشح في القلوب وعمَّت الفتن وكثر القتل قلت: الذي يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير مع وجود مقابله، والمراد من الحديث استحكام ذلك حتى لا يبقى مما يقابله إلا النادر وإليه الإشارة بالتعبير بقبض العلم فلا يبقى إلا الجهل الصِّرف ولا يمنع من ذلك وجود طائفة من أهل العلم لأنهم يكونون حينئذ مغمورين في أولئك “.([34])
فالجهل نذير الهَرْجِ وسبب من أسبابه يقول الشنقيطي: “قوله: “ويكثر الهرج” بفتح الهاء وسكون الراء آخره جيم، وأصله في اللغة العربية الاختلاط، يقال: هرج الناس، اختلفوا واختلفوا، وهرج القوم في الحديث، إذا كثروا وخلطوا. وقد جاء في حديث أبي هريرة عند المؤلف في كتاب الفتن تفسيره بالقتل مرفوعا، ولا يعارض ذلك ما جاء من وقفه على أبي موسى حيث قال: والهرج بلسان الحبش: القتل، ولا ما في هذه الرواية من قوله: فقال هكذا بيده، فحرفها، كأنه يريد القتل لأنه يجمع بينها بأنه جمع بين الإشارة والقول، فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظ بعض”([35]).
فالجهل الصّرف كما قال ابن حجر؛ يشغل الناس بقضايا بعيدة عن العلم، ويقنعهم بقضايا الجهل وإن كانت سببا في تفرقتهم وفتنتهم وسببا في الاقتتال فيما بينهم. وهو ما فسَّر به شهاب الدين القسطلاني معنى الحديث: ” (وينزلُ فيها الجهلُ) بظهور الحوادث المقتضية لترك الاشتغال بالعلم (ويكثر فيها الهَرْجُ والهَرْجُ القتل) والهرج بلسان الحبشة: القتل”([36]).
الخاتمة
حاولتُ في هذا البحث أن أتطرق إلى مفهوم الجهل وبعض مآلاته المذمومة من خلال نصوص الحديث النبوي الشريف. وقد استعنت بالمصطلح الأصولي “مآلات الأفعال” لكونه مصطلحا تطبيقيا مناسبا لحصر حالات الجهل، ومعرفة مقاصده في الحديث النبوي الشريف. وكانت الاستدلالات المشهورة التي فسرت معاني الجهل في الحديث النبوي، إطار نظريا مفيدا في تقريب المفاهيم والمصطلحات المتصلة بمآلات الجهل في الحديث النبوي الشريف. ومن النتائج التي استنتجها البحث:
- لا بد للطالب والباحث في علوم الشريعة من معرفة الجهلَ مآلاته، وهي مآلات تحتاج إلى مزيد من العناية لكونها تتصل بالدين والعقيدة والشريعة وأخلاق الناس في مجتمعاتهم.
- إن فسادَ الأرض وضلالَ أهلها سببه الجهل كما قال سبحانه: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾[الأحزاب: 72]”.
- جميع مآلات الجهل بمختلف درجاتها مضرة بالفرد والجماعة؛ وقد ضيعت حقوق وواجبات كثيرة بسبب الجهل.
- إن تقليد الجاهل للجاهل هو السبب في ضياع الواجبات، وسبب في الجهل والتجهيل، وسبب في رفع العلم، وسبب في الخروج عن الصف.
- إن الأحاديث النبوية الشريفة التي اخترناها للنظر في مآلات الجهل، تحتوي على شواهد استدلالية غنية، وفقها عمليا في معالجة موضوع الجهل ومآلاته المضرة بمستقبل الأمة.
- من الآثار الفاسدة للجهل؛ أنه يؤثر سلبا على صاحبه اجتماعيا ونفسيا ويمنعه من مصالح كثيرة؛ من إتقان عمله باطمئنان، والتقرب إلى ربه بالصورة الصحيحة.
- الجهل معارض للمصالح الضرورية، فهو جامع للرذائل مناقض للفضائل، ولا يعذر صاحبه بالرضا به، والابتعاد عن مسلك الهداية في العلم الشرعي الصحيح.
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يجنبنا الجهل والضلال، وأن يثبّت قلوبنا على طاعته، وأن يلهمنا التوفيق والسداد، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المصادر والمراجع:
- إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، أبو بكر شهاب الدين القسطلاني ، المطبعة الكبرى الأميرية، مصر، الطبعة: السابعة، 1323هـ.
- الاعتصام، أبو إسحاق الشاطبي، تحقيق: سليم بن عيد الهلالي، دار ابن عفان، السعودية، الطبعة: الأولى، 1412هـ – 1992م .
- الإمام في بيان أدلة الأحكام، عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام ، دار البشائر الإسلامية – بيروت، 1407 هـ -1987م.
- البحر المحيط في أصول الفقه، بدر الدين الزركشي، دار الكتبي، 1414هـ – 1994م.
- البرهان في أصول الفقه، أبو المعالي الجويني، تحقيق: صلاح بن محمد بن عويضة، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، 1418 هـ – 1997 م .
- تفسير القرآن العزيز، أبو عبد الله محمد ابن أبي زَمَنِين المالكي ، تحقيق: أبو عبد الله حسين بن عكاشة – محمد بن مصطفى الكنز، طبعة الفاروق الحديثة – مصر/ القاهرة ، 1423هـ – 2002م .
- التلخيص في أصول الفقه الجويني إمام الحرمين ، تحقيق: عبد الله جولم النبالي وبشير أحمد العمري، دار البشائر الإسلامية – بيروت (بدون).
- التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ، عز الدين محمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق: محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم، مكتبة دار السلام، الرياض، 1432 هـ – 2011 م.
- جامع البيان في تأويل القرآن، ابن جرير الطبري ، تحقيق:عبد الله بن عبد المحسن التركي، عبد السند حسن يمامة، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة: الأولى، 1422 هـ – 2001 م .
- حسن التنبه لما ورد في التشبه، نجم الدين الغزي، تحقيق ودراسة: لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب، دار النوادر، سوريا، الطبعة: الأولى، 1432 هـ – 2011 م.
- رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، أبو عبد الله الشوشاوي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض – المملكة العربية السعودية ، الطبعة: الأولى، 1425 هـ – 2004 م.
- السنن الكبرى، أبو بكر البيهقي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان ، الطبعة: الثالثة، 1424 هـ – 2003 م
- سنن سعيد بن منصور، أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني ، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي الدار السلفية – الهند، الطبعة: الأولى، 1403 هـ -1982 م.
- شرح صحيح البخارى لابن بطال أبو الحسن علي بن خلف ، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد – السعودية، الرياض، الطبعة: الثانية، 1423هـ – 2003م
- صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي ببيروت، 1374 هـ – 1955 م.
- طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين السبكي ، تحقيق: محمود محمد الطناحي، عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ .
- عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدين العينى ، دار إحياء التراث العربي، ودار الفكر) – بيروت.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة – بيروت، 1376هـ.
- فضائل القرآن، أبو عُبيد القاسم بن سلام، تحقيق: مروان العطية، ومحسن خرابة، ووفاء تقي الدين، دار ابن كثير ، دمشق – بيروت، الطبعة: الأولى، 1415 هـ -1995 م.
- فيض القدير شرح الجامع الصغير، زين الدين عبد الرؤوف المناوي ، المكتبة التجارية الكبرى – مصر، الطبعة: الأولى، 1356هــ
- قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، أبو طالب المكي ، تحقيق: عاصم إبراهيم الكيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان الطبعة: الثانية، 1426 هـ -2005 م.
- القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد، الشوكاني محمد بن علي، تحقيق: عبد الرحمن عبد الخالق، دار القلم – الكويت، الطبعة: الأولى، 1396هـ.
- كشف الأسرار عن أصول، لعبد العزيز علاء الدين البخاري ، وبهامشه: «أصول البزدوي» ، شركة الصحافة العثمانية، إسطنبول الطبعة: الأولى، مطبعة سنده 1308 هـ – 1890 م .
- كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي في كَشْفِ خَبَايا صَحِيحْ البُخَاري، محمَّد الجكني الشنقيطي ، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1415 هـ – 1995 م.
- المحصول، أبو عبد الله فخر الدين الرازي، تحقيق: طه جابر فياض العلواني، مؤسسة الرسالة، الطبعة، الثالثة، 1418 هـ – 1997 م .
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، أبو الحسن المباركفوري، إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء – الجامعة السلفية – بنارس الهند، الطبعة: الثالثة – 1404 هـ، 1984 م .
- المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1411 هـ- 1990م.
- مسند الدارمي المعروف بـ (سنن الدارمي)، أبو محمد عبد الله الدارمي، تحقيق: حسين سليم أسد ، دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1412 هـ – 2000 م.
- معجم مقاييس اللغة، لأبي الحسين أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، 1399هـ – 1979م .
- المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، دار القلم، الدار الشامية – دمشق بيروت، الطبعة: الأولى 1412 هـ .
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا النووي: ، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392هـ.
- الموافقات في أصول الشريعة، الشاطبي أبو إسحاق ، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن عفان، 1997م.
- نيل الأوطار، محمد بن علي الشوكاني، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، دار الحديث، مصر، 1413هـ – 1993م.
([1]) الموافقات، أبو إسحاق الشاطبي، 5/ 177.
([2]) صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، كتاب العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل، رقم الحديث( 80) ، صحيح مسلم، أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه، رقم الحديث( 2671).
([3]) سنن البيهقي كِتَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ تَفْرِيقِ الْقَسْمِ رقم الحديث: (12027)، الحاكم في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْأَصْلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رقم الحديث: ( 2572)
([4]) الموافقات ، أبو إسحاق الشاطبي، 5/178.
([5]) رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، أبو عبد الله الشوشاوي، 1/610.
([6]) معجم مقاييس اللغة، أبو الحسين أحمد بن فارس، 1/489، باب (جَهِلَ).
([7]) المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصبهاني، 1/ 209، باب (جهل).
([8]) جامع البيان في تأويل القرآن، ابن جرير الطبري ، 9/275.
([9]) البرهان في أصول الفقه، أبو المعالي الجويني، 1/22.
([10]) كشف الأسرار عن أصول البزدوي، لعبد العزيز علاء الدين البخاري ، 4/457
([11]) البحر المحيط في أصول الفقه، بدر الدين الزركشي، 1/74.
([12]) الموافقات، أبو إسحاق الشاطبي ، 3/131
([13]) صحيح البخاري رقم الحديث (100)، صحيح مسلم رقم الحديث (2673).
([15]) يرجع إلى : الموافقات للشاطبي 1/70 ،4/477.
([16]) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/35 من طريق أحمد بن سليمان الفقيه، حدثنا هلال بن العلاء الرقي حدثنا أبي حدثنا عبيد الله بن عمرو بالحديث ، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. و(الدقل) هو رديء التمر ويابسه.
([17]) رواه أبو خيثمة في كتاب (العلم) ( 130)، والنحاس في (الناسخ والمنسوخ) (ص48-49). عن أبي عبد الرحمن الجهني عن علي رضي الله عنه. قال الألباني في (العلم): إسناده صحيح على شرط الشيخين.
([18]) قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، أبو طالب المكي، 2/258.
([19]) صحيح البخاري، كتاب الأدب، رقم الحديث (5710)، جامع الترمذي أبواب الصوم باب ما جاء في التشديد في الغيبة للصائم رقم الحديث: (696).
([20]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، أبو الحسن المباركفوري ، 6/479.
([21]) تفسير القرآن العزيز، أبو عبد الله محمد ابن أبي زَمَنِين المالكي ، 1/123.
([22]) أخرجه البخاري: رقم (6035) ومسلم: ، رقم (2719)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
([23]) أخرجه أبو داود: 2/ 746، برقم:( 5094)، والطبراني في المعجم الكبير: 23/ 320، برقم:( 726)، وقال الألباني: صحيح، يرجع إلى مشكاة المصابيح: 2/ 49، برقم:( 2442).
([24]) فيض القدير شرح الجامع الصغير، زين الدين عبد الرؤوف المناوي ، 5/123.
([25]) الإمام في بيان أدلة الأحكام، عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، ص 248.
([26])المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الراغب الأصفهاني، ص 589.
([27]) رواه البخاري رقم الحديث(80)، ومسلم، رقم الحديث (2671) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
([28]) القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد، محمد بن علي الشوكاني، ص 46.
([29]) طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين السبكي، 1/321.
([30]) المحصول، أبو عبد الله فخر الدين الرازي، 4/53
([31])التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ عز الدين، محمد بن إسماعيل الصنعاني، 3/607
([32]) رواه ابن ماجه (3213)، وأحمد (4/391) (19510)، والحاكم (4/498، 565). من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
([33]) رواه البخاري كتاب الفتن ، باب ظهور الفتن(7063)، صحيح مسلم كتاب الْعِلْمِ، بَابُ رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ وَالْفِتَنِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رقم الحديث:( 4933 )
([34]) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، 13/16.
([35]) كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي في كَشْفِ خَبَايا صَحِيحْ البُخَاري، محمَّد الجكني الشنقيطي ، 3/287.
([36]) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، أبو بكر شهاب الدين القسطلاني ، 10/174.
__________
*سفيان كـــــــــروم/ كلية الشريعة، جامعة ابن زهر أغادير – المغرب.
*المصدر: التنويري.