مئة عام مع الوردي
صدر عن “دار الحكمة” في لندن كتاب بعنوان: “مائة عام مع الوردي” للباحث محمد الخاقاني. تضمّن الكتاب مقدّمة وأربعة فصول وخاتمة، إضافة إلى ملف بالوثائق والصور.
يركِّز الفصل الأول من الكتاب على ولادة الوردي وطفولته وصباه، ثمّ دراسته في بيروت، حيث درس الجارة والاقتصاد. وحينما عاد درس في الإعداديَّة المركزيَّة وثانويَّة التجارة في بغداد قبل أن يذهب في بعثة دراسيَّة إلى جامعة أوستن الأمريكيَّة ويمارس البحث الاستقرائي والاستقصائي.
حصل الوردي على شهادة الدكتوراه بتقدير امتياز عن أطروحته الموسومة بـ “التحليل الاجتماعي لنظريَّة ابن خلدون” وحينما عاد بهذه الشهادة العليا درس مادة “علم النفس الاجتماعي”. ثمَّ تدرّج الوردي حتى نال لقب الأستاذيَّة، وأسندت إليه رئاسة قسم الاجتماع عام 1963، وبدأت شهرته تتّسع وتتّخذ منحى عربيّاً وعالميّاً بعد أن كتب الكثير عن شخصيَّة الفرد العراقي، وطبيعة المجتمع العراقي. ونتيجة لأفكاره المعروفة التي لم يحد عنها، أقدمت جامعة بغداد على سابقة غير مألوفة حين سحبت منه لقب الأستاذ المتمرّس عام 1989، لتبدأ سلسلة جديدة من معاناته، إذ منع من السفر وضيّق عليه الخناق في الندوات والمحاضرات فالتجأ إلى المجالس الثقافيَّة وعلى رأسها مجلس الخاقاني، لكن المرض استشرى في جسمه حتى تغلّب عليه.
ويشير الخاقاني إلى أنّ أهم كتابين أنجزهما الوردي هما “طبيعة المجتمع العراقي” و”لمحات اجتماعيَّة من تاريخ العراق الحديث” بستة أجزاء، إضافة إلى كرّاس “دراسة في شخصيَّة الفرد العراقي” و”وعّاظ السلاطين” و”مهزلة العقل البشري” و”خوارق اللاشعور” و”الأحلام بين العقيدة والعلم”، ومن المعروف أنّ الوردي، خاصّة في كتابه الأوّل، استنتج أنَّ الشخصيَّة العراقيَّة مزدوجة المعايير والقيم. فهي من ناحية تنادي بقيم الصحراء من غلبة وانتصار وفخر بالقبيلة والعشيرة والأصل والمحتد، ومن ناحية تتوق إلى التمدّن والحضارة وحبّ للاستقرار والمدنيَّة.
*المصدر: التنويري.