كيف تجاوزت “حِكَمُ الصْوُفِيّة” عقلانيَّة “المقاصد الإلهيَّة” المعتزليَّة؟
كيف أعرضت “حِكَمُ الصْوُفِيّة”عن رفض الأشاعرة “للغايات الإلهيَّة”
ملخَّص البحث:
“الحِكَمُ الصْوُفِيّة” هي مجموعة من المفاهيم والممارسات الروحيَّة التي تنشأ عن التفكير العميق في العلاقة بين الإنسان والله. وليس مجرد التفكير في غايات الله، الخالق، في معزل عن تجارب المخلوقات، كما فعل المعتزلة، أو مجرَّد رفض الأشاعرة لإطروحات الاعتزال ليخلقوا معيارًا مغايرًا قائمًا على فكرة الرفض، أو تخيُّل أنَّ “الغاية” منقصة في سموّ الخالق من حيث أنَّها تلزم الخالق بغايات الخلق.
في خضم هذا الجدل الكلامي بين المقاصد الإلهيَّة ونكرانها قامت كتابات الصوفية منذ أن حرَّر محمد بن عبد الجبار بن حسن النفري (ت 354 هـ) كتابية (المواقف) و(المخاطبات) بتجاوز أفق الانسداد العقدي عندما طرح مفهوم “الحِكَمُ (الإلهية) ” ليكون بديلا عقائديًّا يتجاوز ما سبّبه مصطلح “المقاصد الإلهية” من انسداد، وقام عبد القادر الجيلاني أو الكيلاني (470 – 561 هـ ) عبر الحِكَمُ التي وردت في ديوانه الشعرى والنثرى التأكيد على خط “الحكم الإلهية” ثم نضجت الأطروحة الصوفية في كتاب ” الحِكَمُ ” لابن عطاء الله السكندري ت 709 هـ.
مبدأ أنَّ الفهم الإنساني متشعِّب
العقيدة والفهم اللاهوتي لله تعتبر قضية معقدة ومتنوعة بين مختلف المدارس الفكرية والديانات. في حالة الأشاعرة، وهم إحدى المدارس الفكر الإسلامي، يعتبرون أن فهم الإنسان لله يتم بطريقة مختلفة عن فهم الكائنات الأخرى، ويرفضون تشبيه الله بالخلق أو الاعتماد على مفاهيم الغايات والمقاصد البشرية.
الأشاعرة ينطلقون من مبدأ التوحيد الذي يؤكد أن الله وحده يتمتع بالكمال واللاحدود. في هذا السياق، يعتبرون أن الله ليس مرتبطًا بالزمان والمكان ولا يشبه الخلق. يرفضون فهم الله بمفاهيم الغايات والمقاصد البشرية، ويؤكدون على تفوق الله في كماله وفي أفعاله.
قد يكون الرفض لفهم الله بمفاهيم الغايات والمقاصد مرتبطًا برغبة الأشاعرة في الحفاظ على التمييز بين الخالق والخلق، وضمان عظمة الله وفرادته في الوجود.
يرجى مراعاة أن هذه الآراء قد تختلف من شخص لآخر داخل نطاق المذاهب الإسلامية، وهي قابلة للتفسير والتحليل بشكل متنوع.
مستندات أدلة المعتزلة
الأدلة المثبتة لنظرية الغاية توجد في القرآن الكريم وتعتبر محل اعتراض من قبل الأشاعرة. يعتمد أصحاب هذه النظرية على الآيات القرآنية التي تنفي العَبَث والباطل عن الله تعالى.
أولًا، هناك نصوص قرآنيَّة تنفي العَبَث والباطل عن الله تعالى، ومنها:
1. “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ” (المؤمنون: 115).
2. “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ” (الدخان: 38).
3. “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ” (الأنبياء: 16).
4. “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ” (ص: 27).
ثانيًا، هناك نصوص قرآنيَّة تكشف عن غاية بعض أفعال الله، ومنها:
1. “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” (الذاريات: 56).
2. “فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَي لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا” (الأحزاب: 37).
3. “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (يونس: 5).
4. “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا” (الإسراء: 12).
5. “فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَّبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا” (النساء: 160).
6. “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ” (
المائدة: 78
7. “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ” (البقرة: 143).
(سعيد نورا)
تنقسم أدلَّة الأشاعرة وكلماتهم إلى قسمين:
يرى الأشاعرة استحالة تصوُّر الغاية لأفعاله تبارك وتعالى، والحال أن قسم أشعري آخر نفي الوجوب، وهذا هو الامتناع بالمعنى العامّ، والذي يمكن أن يجتمع مع الإمكان.
(سعيد نورا)
الأشاعرة واللاغائيَّة
وجعل أبو الحسن الأشعري (260 – 324 هـ ) للأشاعرة عقيدة يتعبد بها المسلمون أن الله من باب نقصان الإنسان الإدراك يكون اللإفضل وضع الغاية في خانة اللا غاية.
اللاغائية يفهمها آخرون (المعتزلة) أنها دعوة لنسب العبثية أو اللعبية إلى الحكيم الخبير (تعالى وجل) مما سببت لهم مشكلة كبيرة،
رفض الماتوريدية بعض تفاصيل الأطروحة الأشعرية ورفض المعتزلة فكرة اللاغائية كلها.
قبل ذلك لماذا رفض الأشاعرة وجود غاية أو غرض أو مقصد إلهي؟ رفضوا ذلك لأن فيه تقييد لله. فالغاية تجعل الله مرتبط في تحقيق مايريد بناءا على غاية، في حين إنه “فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ” (16) البروج.
في حين أن الماتوريدي إستحدث مفردة “التفضّل الإلهي” ليخفف تقيديات مفردة “الغاية”. الماتوريدية عند الماتوريدي يرى أن الله يصنع ويفعل ما ريد تفضلا وليس غائيا. فالماتوريدي يتعبد إله متفضلا على خلقه. أما المعتزلة فكلامياتهم تفترض أن الله صانع كل شيء من أجل غاية. فأتباع العقيدة الغائية يتعبد اله ذو مقاصد.
كما تمكن الفقهاء من تجاوز إنسداد الأفق الأشعري ونخص بالذكر ابراهيم الشاطبي (ت ٧٩٠ هـ) من خلال كتابة “الموافقات” عندما نجح من إحياء أفكار المعتزلة بجعل الله عبر شريعته وفقهه إله ذو مقاصد. فأصبح الفقيه المقاصدي يبحث ليفهم شريعة الله عبر مقاصده الشرعية. (يحيى محمد)
لكن هناك من سبق الفقهاء في طرح مفردة “الحكمة” كبديل لمفردة “الغاية” المعتزلية ولإخراج عقل الإنسان وإيمانه عبر عقيدة تفهم الإله الذي تتعبده من خلال الحكمه الإلهية لا من خلال المقاصد الإلهية.
معنى الحكمة لغة واصطلاحا
معنى الحكمة لغة: الحَكَمَةُ: ما أحاط بحَنَكَي الفرس، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها تمنعه من الجري الشَّديد، وتُذلِّل الدَّابَّة لراكبها، حتى تمنعها من الجِماح، ومنه اشتقاق الحِكْمَة؛ لأنَّها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل. وأَحْكَمَ الأَمْرَ: أي أَتْقَنَه فاستَحْكَم، ومنعه عن الفساد، أو منعه من الخروج عمَّا يريد . معنى الحكمة اصطلاحا: قال أبو إسماعيل الهروي: (الحِكْمَة اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه) . وقال ابن القيِّم: (الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي) . وقال النَّووي: (الحِكْمَة، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس، وتحقيق الحقِّ، والعمل به، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل، والحَكِيم من له ذلك.
(إسلام أون لاين)
الحكمة في اللاهوت والفلسفة
الحكمة في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لها معاني عدة ، حيث ربطها البعض مثل فخر الدين الرازي بالكلام. ومع ذلك، عبر التاريخ الإسلامي، ربط الكثيرون الحكمة بالعلوم الفكرية، وخاصة الفلسفة التقليدية، وأصبح هذا المجال يعرف باسم “الحكمة الإلهية” أو “الثيوصوفيا” بمعناها الأصلي في بلاد فارس. ويرى ابن سينا أن “الحكمة” ترتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق النفس الإنسانية وكمالها، إذ يعرفها بأنها “تكميل النفس الإنسانية من خلال تصور الأشياء والحكم على الحقائق النظرية والعملية على قدر العقل”. ووفقًا للسيد حسين نصر، فإن تعريف ابن سينا يعني “الانسجام الوثيق بين المعرفة وممارستها”، وهو ما أصبح مؤثرًا في الفلسفة الإسلامية اللاحقة.
Seyyed Hossein Naser ) )
مساهمات الصوفية
في خضم هذا الجدل الكلامي بين المقاصد الإلهية ونكرانها قامت كتابات الصوفية منذ أن حرر محمد بن عبد الجبار بن حسن النفري (وفيات 354 هـ) كتابية (المواقف) و(المخاطبات) بتجاوز أفق الإنسداد العقدي عندما طرح مفهوم “الحِكَمُ (الإلهية) ” ليكون بديل عقائدي يتجاوز ما سببه مصطلح “المقاصد الإلهية” من إنسداد، وقام عبد القادر الجيلاني أو الكيلاني (470 – 561 هـ ) عبر الحكم التي وردت في ديوانه الشعرى والنثرى التأكيد على خط “الحكم الإلهية” ثم نضجت الأطروحة الصوفية في كتاب “الحكم” لابن عطاء الله السكندري ت 709 هـ.
مفهوم ” الحِكَمُ الصوفية” وتأثيره في علم الكلام والتفكير الإسلامي
يمكن لنا أن نفهم “الحِكَمُ الصوفية” (وهي الأطروحة البديلة لأطروحة الغايات الإلهية المعتزلية) بأنها مجموعةٌ من المفاهيم والممارسات الإنسانية الروحية التي تنشأ عن التفكير العميق في العلاقة بين الإنسان والله. نجد أن أطروحة الصوفية الكلامية تضع دورا لتجربة الانسان وهكذا تتميز عن أطروحة المعتزلة الساعية لفهم غايات الخالق بدون أن تضع دورا محوريا لتجارب المخلوقات في اطروحتها. كما يتفادى الصوفية نهج حجج الأشاعرة الواقفة ضد مفهوم الغايات الإلهية المعتزلية، حيث قام الأشاعرة بإنشاء معيار بديل مبني تارة على فكرة رفض المعتزلة لمجرد الرفض، أو رفضها بحجة أنها تقلل من سمو الله، حيث أن الغاية عند الأشاعرة تقييد لله والله مطلق غير مقيد.
بيد أن الصوفي يدرك أن هناك “حكمة” إلهية وليس “غاية” إلهية. فيتفق الصوفية أنه لا يمكن للإنسان المتناهي بإمكانياته العقلية المحدودة كمخلوق من فهم غاية الإله ومراده وهو العالم اللامتناهية علومه. لكن المتاح كما يعتقد الصوفية أن يتمكن كل فرد عبر سيره في الطريق إلى الله من إدراك بعد خوضه تجاربه الشخصية الروحانية وأثناء ممارستة لتديناته الشرعية التعبدية من تطوير فهم خاص به يسعفه لإدراك الحِكَمُ الإلهية. إذا الطّرُق إلى فهم الحِكَمُ الإلهية بعددِ أنفُس الخَلق. فهذه العقيدة من ناحيةٍ هي انعكاسٌ لإيمانٍ وثيقٍ بالفردية، وهي لا ترى حَرَجاً في أن يخوض كلّ صوفيّ في فهمه الخاصّ لِجَنْيِ معنى لفهم مراد الله وحكمته دون أن يجعل من المعاني المستفادة كونية ملزمة للبقية.”
فردانية المعنى وخصوصيته الفردية المستخرجة من الحكمة الإلهية لا تلغي إمكانية أن تجتمع كافة المعاني تحت عنوان مشترك يخص الأمة وكافة البشرية. هذا الطرح الصوفي تجاوز ما يزعمه المعتزلة. فلا يمكن لعقل الإنسان أن يدرك مراد غاية الله. وهذا النقد وجهه الأشاعرة إلى المعتزلة ولكن علاج الأشاعرة كان في صيغة ترك الموضوع عن بكرة أبيه لإستحالته ولكن الصوفية قرروا تطوير منظومة ذوقية عقلية فردانية جماعية لإختراق الأفق المنسد.
أدرك الصوفية أن المعيق الأكبر على إدراك الحكم الإلهية هو الإنسان ذاته. لذلك وجب على الإنسان إدراك نفسه ومن خلال إدراك نفسه يستطيع التقرب إلى الله. مع التقرب إلى الله تسقط غشاوات مانعة وتنكشف له سطور من المعارف تسعفه على فهم الحكم الإلهية.
مشروع الصوفية عبر الحكم الإلهية رصده يوسف زيدان عندما ذكر قيام محمد بن عبد الجبار بن حسن النفري بطرح “الحكم الإلهية” كمنافس لكلاميات المعتزلة عبر كتابيه “المواقف” و”المخاطبات” في وقتٍ مبكر، حيث تجاوز فيهما الإنسداد العقدي الناجم عن مصطلح “المقاصد الإلهية”. كما أكد عبد القادر الجيلاني على أهمية “الحكم الإلهية” من خلال كتاباته الشعرية والنثرية، وبلغت هذه الأفكار نضجها في كتاب “الحكم” لابن عطاء الله السكندري في القرن التاسع الميلادي (709 هـ).”
مفهوم “الحكم الصوفية” يمثل جانبًا أساسيًا في التفكير الإسلامي ويتسم بعمق الفهم الروحي للعلاقة بين الإنسان والله. ويستحسن بأن نكتب بعض النقاط الختامية:
1 تفادي الإفراط في التفكير العقلاني:
تعتبر “الحكم الصوفية” أن هناك جوانب من الإيمان والتواصل مع الله لا يمكن فهمها بمجرد العقلانية البسيطة. لذلك يسعى الصوفية إلى تفادي الإفراط في الاعتماد على العقلانية المجردة ويدعون إلى تجربة شخصية أعمق.
2. تجاوز مفاهيم المعتزلة والأشاعرة:
يتجاوز أهل “الحكم الصوفية” مفاهيم المعتزلة القائلة بفهم الله بطريقة ميكانيكية ويتجنببون رفض الأشاعرة للإعتزال. يسعى الصوفية إلى إيجاد توازن يجمع بين العقل والروح في فهمهم لله وغاياته.
3. تعزيز التجربة الروحية الشخصية:
تؤكد “الحكم الصوفية” على أهمية الممارسة وتراكم التجارب الروحية الشخصية للوصول إلى فهم أعمق للحكمة الإلهية. يعتبرون أن التفاعل الشخصي مع الله يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الفهم الحقيقي للعلاقة بين الإنسان والخالق.
4-إدراك الذات والتقرب إلى الله:
يشدد أتباع “الحكم الصوفية” على أهمية إدراك الإنسان لذاته من أحل توصله الى فهمه العميق لله. من خلال هذا الإدراك، يمكن للإنسان التقرب إلى الله وتحقيق تواصل أعمق يستند إلى الفهم الشخصي للحكم الإلهي.
5- تجاوز الإنسداد العقدي:
يُظهر تطور “الحكم الصوفية” عبر العصور من خلال الفكر والممارسات. يمتد هذا التطور إلى أعماق الإيمان ويتخذ من الحكمة الإلهية محورًا لتجاوز الإنسدادات العقدية وتفعيل تفاعل أعمق مع الله.
6- أهمية كتابات العلماء الصوفية:
يُبرز زيدان أهمية كتابات علماء الصوفية مثل محمد بن عبد الجبار النفري وعبد القادر الجيلاني وابن عطاء الله السكندري في نقل وتعزيز مفاهيم “الحكم الصوفية”، والتي تظهر النضج والتطور عبر العصور.
بشكل عام، يسهم “الحكم الصوفية” في توسيع آفاق التفكير الإسلامي وتعميق التفاعل الروحي بين الإنسان والله، وهو يمثل مصدر إلهام للممارسات الروحية والتطور في فهم العلاقة الإنسانية الإلهية.
المراجع
زيدان، يوسف. (2017، سبتمبر 5). منارات الحكمة العربية (5-7): حكيمُ الصوفية ابنُ عطاء الله السكندرى.
المصري اليوم.
https://www.fahmaldin.net/index.php?id=33
محمد، يحيى. (2013). المقاصد والمفارقة بين علم الكلام والفقه.
https://www.fahmaldin.net/index.php?id=33
المحرر (2015). ماهي الحكمة؟ إسلام أون لاين.
نورا، سعيد. (2023). تعليل أفعال الله بالغايات: بين الضرورة والإمكان والامتناع. نصوص معاصرة.
Nasr, Seyyed Hossein (1973). “The Meaning and Role of “Philosophy” in Islam”. Studia Islamica. JSTOR (37): 57–80. doi:10.2307/1595467. ISSN 0585-5292. JSTOR 1595467.
*المصدر: التنويري.