كيف أعلم طفلي عن أعضاءه التناسلية؟
يبدأ الأطفال مبكرا في استكشاف أجسادهم والتساؤل عنها، وفي مجتمعاتنا العربية المحافظة، تواجه الكثير من الأمهات الحيرة والقلق حول متى وكيف تجيب عن أسئلة الأطفال عن أعضاءه الجنسية، أو ما هي الطريقة المناسبة للتعامل معهم عند ملامستها ومحاولة اكتشافها، وغيرها من الأسئلة التي تشغل الأمهات حول تعريف الأطفال على أجسامهم بشكل واع.
ما هو الوقت المناسب لتعليم الطفل عن أعضاءه الجنسية؟
يولد الطفل مستكشفا، ولديه فضول كبير للتعرف على نفسه وعلى العالم، يستخدم كل حواسه ويجمع كل المعطيات الممكنة ليفهم قوانين هذا العالم، لذا كلما استطعنا أن نسبق بخطوة، وننفتح على الحوار مع أطفالنا يمكننا أن نجنبهم الحصول على معلومات مغلوطة أو مشوشة عن طريق الأصدقاء أو وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة.
عملية التربية والتعليم هي عملية تفاعليه وتراكمية مستمرة، في سنوات الطفل الأولى يسأل عن أسماء أعضاءه الخاصة ووظيفتها، ويضع يده عليها ليستكشفها، يحدث هذا أحيانا بما يعتبره الكبار أو الوالدين جرأة، ولكنها في الحقيقة مجرد مرحلة استكشاف طبيعية، يتعرف من خلالها الطفل على أعضاء جسمه المختلفة، وتتكون من خلالها صورته عن نفسه، في هذه المرحلة يجب أن تنتبه الأم لعدة ملحوظات هامة:
قولي معلومات صحيحة ودقيقة:
لأن الأم هي المصدر الأول للمعلومة بالنسبة للطفل، يجب أن تحرص على أن تكون دائما مصدرا آمنا وموثوقا به، لا تشوشي على أسئلة طفلك عن أعضاءه الخاصة، واحرصي على تقديم معلومة مبسطة ودقيقة ومناسبة لمستوى فهمه.
أكدي علي خصوصية الجسم:
منذ اليوم الأول يفهم الطفل عن نفسه وعن علاقته بجسمه عن طريق أمه، لذا يجب أن تحرص الأم على خصوصية جسد الطفل، فلا تسمح مثلا بتغيير الحفاضات أو تبديل الملابس على الملأ، بل تؤكد في كل فرصة للطفل أن هذا الجسد خاص، وأن الأم والأب فقط يمكنهم المساعدة في العناية بالطفل.
علمي طفلك الاعتناء بجسمه:
بعد التخلي عن الحفاضات. يبدأ دور الأم في تعويد الطفل وتعليمه مزيد عن العناية بجسمه ونظافته. والاعتماد على نفسه تدريجيا في نظافة أعضاءه الخاصة بعد قضاء الحاجة وأثناء الاستحمام. يؤكد هذا على إحساس الطفل بخصوصيته وامتلاكه لجسمه ومسؤليته عنه حتى مع أقرب الناس له.
شجعي الأسئلة:
رحبي بأسئلة طفلك دائما، لأن أسئلة الأطفال تنبع دائما من رغبة حقيقة في المعرفة والتعلم والاستكشاف. حافظي على علاقة ثقة تسمح للطفل دائما باللجوء إليك في الأمور التي تحيرهم. أسأليه أولا عن المعلومة التي يعرفها.، وما هو مصدرها. وأضيفي أو صححي له ما يعرفه بشكل هادئ ومتزن ومنفتح. ولا تتهربي من الأسئلة بدافع الحرج، ولا مانع أبدا أن تطلبي من الطفل وقت لمراجعة معلوماتك إذا كنت في شك مما يجب قوله.
اقرأ أيضا في مقال نصائح للتحدُّث مع أطفالك عن التربية الجنسيَّة
الأعضاء الخاصة لا تدعو للخجل:
يجب التفريق دائما بين خصوصية الأعضاء الجنسية. والحفاظ على الجسم، وبين جعلها منطقة مرتبطة بالشعور بالخجل أو العار عند الطفل. الأعضاء الجنسية هي أعضاء خلقها الله في الجسم مثل كل أعضائه لها دورها ووظيفتها وهي ليست “عيب”، ولكنها منطقة خاصة جدا.
طرح السؤال هو الوقت المناسب للإجابة:
تتسائل الأمهات، متى تعرف أبناءها أكثر عن وظيفة أعضائهم الجنسية، أو عن كيف يحدث الزواج، وكيف يحدث الحمل؟
يضع كثير من علماء التربية قاعدة تقول أنه متى طرح الطفل السؤال. فهذا هو الوقت المناسب لإعطاءه المعلومة بالشكل الذي يسمح له سنه باستيعابه. بمعنى أنه قد يسأل الطفل في سن ثلاث سنوات أمه عن اسم المنطقة الخاصة. أو ماذا نفعل بها، أو لماذا تختلف عند الولد عنها عند البنت؟ هنا لا بد أن يحصل الطفل على إجابة حقيقية صحيحة، تناسب سنه ومستوى فهمه. لا يشترط أن تكون الإجابة في السن الصغيرة مفصلة وتحتوي على معلومات أكثر من اللازم، ولكن لا بد أن تكون إجابة صادقة وبسيطة وسهلة الفهم حسب سن الطفل. وتزداد الاجابة تفصيلا وشرحا كلما كان الطفل أكبر وأقدر على تلقي كم أكبر وأعقد من المعلومات.
وضع الحدود:
يتعلم الأطفال القواعد الصريحة والضمنية أيضا. ويتعلم في البيت الحدود المسموح لها بينه وبين الآخرين في اللعب والتلامس وغيرها. فيتعلم الطفل من قواعد المنزل أين ومتى يمكنه تغيير ملابسه. وأنه أمر خاص جدا، ويتعلم أنه غير مسموح لأي شخص مهما كان أن يلمس أعضاءه الخاصة، وأنه يجب أن نحكي لماما فورا إذا شعرنا أننا نتعرض لتجربة غير مريحة.
ما هي الأدوات المساعدة في تعليم الأطفال عن أعضائهم الخاصة؟
1- القراءة والقصص المصورة : تذخر المكتبة العربية والأجنبية بالعديد من القصص المصورة المبسطة التي تساعد الأم في شرح علمي للجسم بطرق منوعة تناسب مختلف المراحل العمرية. الحكايات والصور تحفز انتباه الطفل وتحفر مكانا في ذاكرته بشكل أسرع وأسهل من التعليمات والمعلومات المباشرة والمجردة.
2- الفيديوهات التعليمية: أيضا توجد مواقع وتطبيقات تعرض فيديوهات تعليمية تساعد الأم بشرح كرتوني مصور يجذب انتباه الأطفال ويساعد على سرعة توصيل وتثبيت الأفكار لأذهانهم، ولكن على الأم أن تتحرى الثقة في المصدر وتتأكد من أن هذه المواد مبنية على البحث العلمي، وموافقة لقيم ومعتقدات الأسرة العربية.
3-التمثيل وتبادل الأدوار : من خلال هذه الطريقة تستطيع الأم تدريب الطفل على حماية نفسه، وتعليمه طرق طلب المساعدة عند التعرض للتحرش أو الاساءه الجنسية، وتعرفه على حدوده وحدود الآخرين. اللعب هو اللغة التي يفهمها الطفل، لذا يمكننا دائما استغلالها في تمرير القواعد والمفاهيم التي نحب أن تتغلغل لرأس الطفل.